تركزت طروحات الندوة الحوارية التي أقيمت في المركز الثقافي العربي بجبلة تحت عنوان “الشباب قناديل الوطن ….والهجرة وجع وألم” على آثار هجرة الشباب السلبية خارج الوطن ولا سيما في خسارة العقول والسواعد والكفاءات الشابة.
وأكد المشاركون في الندوة التي أقامتها الجمعية العلمية التاريخية في اللاذقية دور الشباب في بناء مستقبل سورية لمرحلة ما بعد الأزمة وأن صمودهم داخل وطنهم شكل أسطورة للنصر لافتين إلى أن “هجرتهم تشكل فراغا كبيرا” يمكن أن ينفذ من خلاله الغرب لتحقيق غاياته عدا عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية المترتبة.
ودعا عز الدين علي رئيس الجمعية إلى تكريس القوانين التي تخدم توجه الشباب وحياتهم وتطوير المناهج التربوية والتعليمية بحيث تغدو ثقافة المواطنة هي السائدة مؤكدا ضرورة اعداد الكوادر التعليمية لما للمعلم من دور في بناء الجيل المحصن علميا وأخلاقيا.
وتحدث الدكتور يوسف المحمود عن ضرورة وضع آليات للحد من هجرة الشباب موضحا أنه خلال الازمة يجب أن تأخذ هذه الآليات شكل إجراءات إسعافية لتفادي الظروف التي دفعتهم خارج وطنهم فيما تتخذ الحلول الجذرية بعد الأزمة من أجل تحصينهم والتي ترتبط بالواقع الاقتصادي وتطبيق القوانين المرعية التي تؤمن فرص عمل ملائمة تحفظ حياتهم وكرامتهم في اوطانهم مشيرا إلى اهمية المشاريع الصغيرة او المتوسطة كإجراء مبدئي خلال الأزمة.
وأشارت عهدات موسى رئيسة لجنة الثقافة في الجمعية ومنسقة الندوة إلى التعامل مع الظروف النفسية والاقتصادية التي تحيط بالمجتمع السوري والتي ولدتها الأزمة عبر اختصاصيين في علم النفس والتربية لوضع الآليات والحلول لهذه الظروف فيما دعت الدكتورة انساب شروف إلى إعادة بناء الانسان من خلال تقديم الدعم النفسي للأشخاص المتضررين جراء الأزمة.
كما ركزت الدكتورة أميرة زمرد على أهمية إيلاء المناهج التربوية الاهتمام الكافي من خلال تكريس الاخلاق وحب الوطن في نفوس الجيل والانتماء وتعريفهم بتاريخهم وتراثهم الانساني لدفعهم إلى التمسك بأرضهم والدفاع عنها مهما كانت الظروف.
وركزت مداخلة الدكتور حسن حيدر على ضرورة خلق فضاءات بيئية وحضن دافئ لجيل الشباب من خلال احتضان الكفاءات وتقديم التسهيلات معتبرا أن الإغراءات التي تقدم للشباب للهجرة عن أوطانهم تأتي كجزء من الحرب الفكرية التي يشنها الغرب في المنطقة.
اكتشف سورية
sana.sy