ذاكرة القنيطرة في صور فاضل زكريا يحوّل التوثيق إلى فن

.

القرية والطبيعة والمرأة والنزوح والمعاناة ومدينة القنيطرة والجولان والذكريات المحزنة منها والجميلة هي المواضيع التي جسدها الفنان التشكيلي فاضل زكريا في أعماله عبر مسيرته الفنية، والتي لم يخرج عنها في معرضه الذي أقيم في صالة الشعب للفنون الجميلة برعاية محافظ القنيطرة.

توثيق وتأريخ
الفنان في معرضه لم يبتعد عن أسلوبه المتميز والمتنوع الذي يعالج به لوحاته والذي يجمع فيه بين الواقعية والدراسات التاريخية والاستغراق في الرمز الوطني والسياسي كمواطن عانى النزوح وألم البعد عن أرضه.

وأشار زكريا إلى أن كل عمل من أعماله له تاريخيته، مبيناً أنه بأسلوبه الواقعي يسعى لإيصال رسائل معنية، فبرسمه للجولان أو لقريته (عين زيوان المحتلة التابعة لمحافظة القنيطرة) أو لأي قرية أخرى يهدف لتوثيق وتأريخ العديد من الأمور والقضايا، فيقول: «لماذا لا نكون واقعيين فمن دون الواقع من الصعب إيصال ما نريده، وعندما يسألني أحد عن سبب تجسيدي في أعمالي للنزوح، أقول له إنني عشته وتذوقت ألمه وتعبه لذلك أسعى لتوثيقه».

الصدق بنقل الواقع
ويتابع كلامه مشدداً على أن من واجب الفنان أن يفكر كثيراً لينقل للآخرين الواقع بصدق، وموضحاً أن ذلك ما عمل عليه بقوله «كل جزء من لوحاتي له معنى».
من جهة أخرى تحدث فاضل عن البدايات لآفتاً لحبه للفن التشكيلي منذ طفولته، ومبيناً أنه لم يدرس هذا الاختصاص بشكل أكاديمي «لم أدرس الفن ولم أسأل أحداً حتى الآن عن أي شيء فيما يتعلق بهذا الفن الذي اعتبره هواية منحني إياها الله».

وختم حديثه بقوله «كل إنسان من موقع عمله يجب أن يكون إنساناً مثقفاً ومحباً لوطنه ولشعبه وأن يكون إنسانياً لأبعد الحدود وأدعو كل إنسان لأن يستغل حياته».

الخروج عن المفاهيم الأكاديمية
تميز الفنان فاضل وعرف عنه بقدرته على التوفيق بين الكلمة والريشة والخيال وبين الظل والإضاءة، يرسم زكريا ما يشعر به وما يلامس أحاسيسه وهذا ما لمسناه في معرضه، كما يقال عنه أن المفاهيم الأكاديمية لا تقيده وبأنه يخرج بلوحاته من ذاكرته البصرية ناقلاً صوراً ومجسمات عن قريته عين زيوان والخشنية وغيرها من القرى التي غيّر الاحتلال وجهها فلم يبق لأهلها الذين خرجوا منها وأبنائهم إلا هذه الذاكرة الحية عنها.

الفنان «فاضل» من مواليد عام 1938، وعضو في نقابة الفنون الجميلة ويعدّ من الرواد الأوائل الذين أسهموا بتأسيس فرع القنيطرة لنقابة الفنون الجميلة، ومشارك فعال في العديد من المهرجانات كما أنه لا يخلو معسكر من أعماله الجدارية الكبيرة التي اشتهر بها أهمها «لوحة مسرح طرطوس، واستعادة مرصد جبل الشيخ»، إلا أن مدينته القنيطرة كان لها النصيب الأكبر من أعماله إذ شيّد فيها عدداً من التماثيل واللوحات المنتشرة بين قراها وطرقاتها.

أهم معارض ومشاركات الفنان
معرض خاص «الاتحاد الوطني لطلبة سورية».
معرض خاص عام 1985.
معرضان خاصان «محافظة القنيطرة في الجمعية الخيرية الشركسية» عامي 2002 و2004.
معرض خاص «الجولان».
معرض خاص في المركز الثقافي في القنيطرة عام 2010.
شارك بلوحة «نافذة على الأندلس» ضمن معرض عن الأندلس.
شيد نصباً يمثل امرأة ضمن بحرة وشلال بارتفاع 3.2 أمتار بعنوان «الأم مدرسة».
شيد نصب امرأة بالزي الشعبي بارتفاع 3.40 أمتار في قرية بئر عجم.

لودي صارجي

الوطن السورية