موسيقى تحاور السينما في موسيقى على الطريق
02 آب 2010
بعد ثلاث سنوات مستمرة من العمل في مشروع «موسيقى على الطريق» يبدو أنه أصبح اليوم ظاهرة ثقافية تجول الشوارع، ولم يعد مجرد فرصة عمل للموسيقيين السوريين فحسب، بل كانت هذه السنوات كفيلة بأن يشكل حافزاً للموسيقيين في تأسيس فرق جديدة، ولذا لا يكاد يمر شهر إلا ونرى فرقة جديدة تعزف في فعاليات موسيقى على الطريق كما شاهدنا يوم الجمعة الماضي 30 تموز 2010.
سيد درويش في حديقة المنشية:
قدمت فرقة سيد درويش مجموعة من أعمالها في حديقة المنشية الواقعة بالقرب من جسر السيد الرئيس ورافقت الفرقة المغنية السورية ميس حرب التي أدت أغاني لمحمد عبد الوهاب، ومجموعة من الأغاني للسيدة فيروز، وأنهت نصيبها من الحفل بأغانٍ وطنية للفنان السوري سميح شقير نالت إعجاب الحضور الذي صفق لها مراراً. أما القسم الآخر من الحفل فاقتصر على المقطوعات الموسيقية الصرفة، حيث استضافت الفرقة في هذا الإطار عازف الكمان ناصر مورلي.
«اكتشف سورية» التقى مدير فرقة سيد درويش، الموسيقي رشيد هلال الذي بدأ الحديث عن الفرقة قائلاً: «فرقة سيد درويش عمرها اليوم يقارب خمس سنوات، قدمنا خلالها حفلات عديدة في أكثر من محافظة سورية، أماعدد أعضائها فيتراوح بين عشرة عازفين إلى ثلاثين عازفاً، وذلك حسب ظروف الحفلة والمعزوفات التي يتضمنها برنامج الحفلة وما تحتاجه من تشكيلة موسيقية».
وعن الحفلة قال: «حفلة اليوم هي بدعوة من إدارة مشروع موسيقى على الطريق، وقد حاولنا أن ننصف فيها بين القطع الموسيقية الصرفة والغنائية، حيث استضفنا المغنية ميس حرب لتؤدي القطع الغنائية، كما استضفنا عازف الكمان السوري ناصر مورلي ليقدم بعض القطع الموسيقية الصرفة والتي هي من صلب توجهات الفرقة، حيث تهتم بالموسيقيين المنفردين وبالموسيقى الآلية».
وأنهى حديثه برأي عن مشروع موسيقى على الطريق قال فيه: «فكرة موسيقى على الطريق جميلة، فهناك من يسأل دائماً حول سيطرة الموسيقى الهابطة والمسؤول عن ذلك، وأعتقد أن هذا المشروع يعمل على الفرز ما بين الهابط الذي كثيراً ما نراه في معظم الوسائل الإعلامية، والجاد الذي يتم في هذا المشروع تقديمه إلى الناس بطريقة بسيطة، وبالتالي فالمشروع أداة توعية لنشر ما هو جيد من الموسيقى».
حفلات أخرى:
في الوقت ذاته كانت حدائق أخرى تشهد حفلات مماثلة ضمن فعاليات مشروع على الطريق. ففي حديقة الجاحظ كانت أوركسترا أورفيوس تقدم بعض المقطوعات الكلاسيكية بقيادة أندريه المعلولي. أما حديقة شرقي التجارة فقدم خماسي النفخيات معزوفات كلاسيكية تناسب ما يحتويه من آلات موسيقية نفخية مثل الناي، الكلارينيت، الهورن، باصون، البوا.
رحلة بصرية مستمرة في القشلة:
بعد هذه الحفلات الموسيقية كان هناك موعد فني مختلف في حديقة القشلة، ميزه حوار بين الموسيقى والسينما، حيث عرض على جدار الحديقة الفيلم السوري الصامت «تحت سماء دمشق» بمرافقة ثلاثة من أبرز الموسيقيين السوريين وهم فراس شهرستان (قانون)، ناريك عبجيان (كيبورد، موسيقى إلكترونية)، خالد عمران (كونترباص).
ومن المعروف أن حكاية السينما السورية قد بدأت في عام 1928 مع فيلم «المتهم البريء» من إخراج رشيد جلال، وقد لاقى الفيلم نجاحاً كبيراً مما شجع مجموعة من التجار على إنتاج ثاني فيلم صامت في تاريخ السينما السورية وهو «تحت سماء دمشق» من إخراج إسماعيل أنزور (والد المخرج المعروف نجدت أنزور)، وسيناريو رشيد جلال، وهو الفيلم الذي عرض مساء يوم الجمعة.
ويتناول الفيلم أطيافاً من الحياة الدمشقية في ثلاثينيات القرن الماضي ضمن حبكة عاطفية بوليسية، وقد عُرض الفيلم للمرة الأولى في سينما العباسية في 6 شباط 1934.
وتمّ ترميم الفيلم في عام 1980 في مختبرات المؤسسة العامة للسينما، وأعيد عرضه للمرة الأولى في عصرنا الحالي في مهرجان دمشق السينمائي عام 1985.
وها هو مشروع موسيقى على الطريق يعرض فيلم «تحت سماء دمشق» مع موسيقى حية تمّ تأليفها خصيصاً لمرافقة الفيلم، وذلك ضمن فعاليات «الرحلة البصرية» التي أطلقها «موسيقى على الطريق» في التاسع من الشهر الماضي، وهي مستمرة لغاية السادس من آب الحالي.
وتأتي الفعالية تحت عنوان «موسيقى على الطريق... رحلة بصرية»، وعرفها القائمون عليها بأنها فعالية تجمع بين أنواع موسيقية وفنون بصرية متعددة، وهي من تنظيم جمعية صدى الثقافية ومحافظة دمشق، ويدير المشروع الموسيقي شربل أصفهان، أما البرنامج الموسيقي فتنظمه جمانة الياسري، والبرنامج البصري تنظمه دلفين ليكاس.
والتقى «اكتشف سورية» بالموسيقي فراس شهرستان الذي تحدث عن وضع موسيقى معاصرة مع فيلم قديم قائلاً: «تشكيلة الآلات هي التي فرضت نفسها لتكون مرافقة للفيلم، فهناك آلة الكونترباص، أرتريك، الكيبورد، القانون، وقد حاولنا بهذه التشكيلة أن نكون مع الصورة أحياناً بمعزوفات شرقية تم التعبير عنها بآلة القانون، خاصة وأن الفيلم كما رأيتم يعرض صوراً قديمة من ساحة المرجة ودمشق القديمة، وقد حاولنا بقدر الإمكان أن نكون في أجواء الفيلم».
وتابع قائلاً: «من المعروف بأن السينما تطورت في طريقة عرضها للصورة والحوار، أما الفيلم المعروض اليوم فهو من بدايات السينما السورية، وهو الفيلم الثاني في حياة السينما السورية، فيلم قديم وبدون حوار، فمحاولتنا كانت جذب الحضور ليشاهد الفيلم عن طريق الموسيقى».
وأضاف شهرستان: «الموسيقى ليست بديلة عن الحوار فالفيلم يعبر أحياناً بالكتابة ولكن يمكنك أن تصفنا بالموسيقى المرافقة للصورة».
وحول وجود الكيبورد في أغلب التشكيلات الموسيقية حالياً أنهى حديثه بالقول: « هذه الآلة موجودة في أغلب الفرق المعاصرة بما فيها فرق الدول المتطورة موسيقياً، وهذه الآلة ليست سلبية كما يصفها الناس بل تعطي نكهة للموسيقى ومنها الموسيقى الشرقية».
إدريس مراد - دمشق
اكتشف سورية
رحلة بصرية وعرض الفيلم السوري الصامت تحت سماء دمشق |
خماسي النفخيات في شرقي التجارة |
فرقة سيد درويش في حديقة المنشية |