معرض ربيع حلب 2010
08 حزيران 2010
ثمانون عملاً تشكيلياً ونحتياً لثمانين فناناً
افتتحت مساء يوم الإثنين 7 حزيران 2010 فعاليات معرض «ربيع حلب 2010» وذلك في صالة المعارض في مديرية الثقافة في مدينة حلب. ويضم المعرض 80 عملاً متنوعاً ما بين رسم تشكيلي أو نحت مقدمين من قبل 80 فناناً ينتمون إلى اتحاد الفنانين التشكيليين في حلب.
ويبلغ عدد الفنانين المنتمين إلى الاتحاد ــ كما يقول السيد أحمد ناصيف رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب لـ «اكتشف سورية» ــ 262 فناناً تم دعوتهم جميعهم للمشاركة في المعرض وتقديم لوحاتهم للجنة الخاصة بالمعرض، حيث تقدم 120 فناناً بأعمالهم إلى اللجنة، والتي تنوعت ما بين رسم ونحت، حيث قامت اللجنة بتقييم المشاركات وتم انتقاء الأعمال الثمانين المشاركة في المعرض، حيث يضيف الأستاذ أحمد: «انطلق معرض الربيع لأول مرة في عام 1961، وما يزال مستمراً حتى عامنا الحالي مع بعض الانقطاع. في كل عام، ندعو جميع فناني مدينة حلب للمشاركة، حيث يعتبر معرض هذا العام الأول بين المعارض من حيث العدد الكبير للوحات المشاركة فيه».
ويتابع الفنان أحمد ناصيف قائلاً بأن معرض «ربيع حلب» أصبح علامة مميزة للمدينة حاله حال «معرض سوق الإنتاج» الذي تشهده المدينة منذ سنين، ويضيف بأن الاتحاد يطمح إلى تنظيم «معرض خريف حلب الأول» خلال الأشهر القادمة إضافة إلى تطوير المعرض الحالي مستقبلاً عبر رفده بأفكار جديدة: «نلاحظ في هذا المعرض التنوع الكبير في تقنيات الرسم والألوان، وهذا الأمر امتد ليشمل الأعمال النحتية أيضاً، حيث نلاحظ دخول مواد حديثة على عالم النحت مثل المعادن والبوليستر والحجر، إضافة إلى رؤيتنا لتشكيل حديث وأسلوب متنوع لكل من الرسم والنحت».
ويتابع الأستاذ أحمد بأن 80% من الفنانين المشاركين في المعرض هم من الفنانين المخضرمين، في حين تشكل النسبة الباقية نسبة الفنانين الشباب المتواجدين في المعرض، ويتابع بأن هناك عملاً واحداً لأحد طلاب كلية الفنون الجميلة والتطبيقية المفتتحة حديثاً في حلب وهو عمل الشاب محمد ظاظا، والسبب يكمن في أنه قام بعمل معرضين فرديين في كل من دمشق وحلب في الماضي ويتابع فيقول: «نحاول تشجيع الطلاب والشباب على التواجد بأعمالهم معنا في المعرض، وأن يعرضوا لوحاتهم جنباً إلى جنب مع أساتذتهم. حالياً قمنا بعرض لوحة واحدة تعود إلى طالب من طلاب كلية الفنون الجميلة، وفي حال لاقت هذه التجربة صدى طيباً سنحاول تطوير التجربة وزيادة عدد الفنانين الشباب المشاركين في المعرض».
ويتابع بأن وجود كلية الفنون الجميلة حالياً في مدينة حلب والمفتتحة منذ أربع سنوات لم تقم بإظهار أي حراك في مجال الفن التشكيلي في حلب حتى الآن بسبب عدم تخرج طلاب منها بعد، إلا أنه يقول في الوقت ذاته بأن الفترة القادمة ستبشر بمستقبل مشرق للحركة التشكيلية في حلب لوجود دفعة من الفنانين الشباب الذين سيتخرجون حديثاً من الكلية، والذين يملكون رؤية فنية وأسلوب رسم جديدين، إضافة إلى امتلاكهم تقنية إبداعية وأسلوباً خاصاً في استخدام اللون، سواء إن كان في الرسم أو النحت ما يؤدي إلى أن هؤلاء الفنانين سوف يرفدون مسيرة الحركة الفنية في مدينة حلب: «بالنسبة للحركة الفنية في مدينة حلب، فإن حلب تملك مجموعة من الفنانين مثل فاتح المدرس ولؤي كيالي وغيرهم من فناني مدينة حلب المشهورين على المستوى العالمي، ولكن حلب تعاني من نقطة ضعف كبيرة تكمن في موضوع اقتناء اللوحات ووجود رؤية فنية ضعيفة فيها، والسبب ربما يعود إلى ابتعاد الناس عن اللوحة والفن في حلب. سنحاول نحن تلافي موضوع ابتعاد الناس عن الفن عن طريق إقامة معرض دائم للفن ضمن صالة الأسد للفنون الجميلة في حلب، ونقوم فقط بإزالة هذه اللوحات في حال وجود معرض آخر ضمن الصالة ومن ثم إعادتها بعد انتهاء المعرض. سنجعل صالة الأسد للفنون معرضاً دائماً مستمراً في عرض الأعمال كي تسمح للمشاهد العادي أو حتى طالب كلية الفنون الجميلة بتذوق الفن والتعرف على إبداع الفنانين الحلبيين».
نتمنى دعم النحت:
من الفنانين المشاركين في المعرض التقينا النحات الأستاذ بشار برازي والذي تحدث لنا عن مشاركته في معرض هذا العام: «قدمت هذا العام عملاً فنياً يتحدث عن آلة التشيلو مع عازف مفترض معها. وقد سبق أن قدمت منحوتات سابقة ضمن هذا الخط منها منحوتة بعنوان "عازف الكمان" والتي تمثل قوساً مع اليد وتشكل دائرة في الفراغ وغيرها من المنحوتات. وهذه المنحوتة هي عبارة عن العازف والفراغ وتعبر عن الخواء الداخلي للعازف وفي نفس الوقت احتضان العازف للآلة نتيجة حالة عشق من العازف لهذه الآلة. يعود السبب في تقديمي لهذه المنحوتات إلى حبي للموسيقى ــ كوني أنا موسيقياً ــ من ناحية حيث يقول الفلاسفة بأن الموسيقى هي أسمى الفنون كونها لا تُرى ولا تُلمس إلا أنها موجودة، ومن ناحية أخرى محاولتي الدائمة للهرب من النحت المصمت والذي هو تقديم كتلة ضمن الفراغ إلى تقديم هذه الأعمال والتي هي خطوط ضمن الفراغ، حيث أحاول الهرب من التشابه مع النحاتين الآخرين ولا أعرف إن كنت وفقت في هذا المجال أم لا».
ويعتبر هذه العمل الذي شارك به الأستاذ بشار في المعرض العمل النحتي الثامن ضمن هذا السياق مضيفاً بأن العمل جار على إقامة معرض خاص به ضمن حديقة دار الأوبرا في العاصمة دمشق أواخر العام الحالي: «تأتي مشاركتي هنا في عمل جديد مختلف عن الأعمال التقليدية وضمن محاولتي الخروج من تأثير كل من جيا كوميتي وهنري مور، وهما النحاتان الشهيران اللذان أثرا على كل نحاتي العالم، حيث أعمل على صيغة تبعدني أكثر عن التأثر بهذين النحاتين وتكوين خط فني خاص بي يجعل من أي متتبع للحركة الفنية قادراً على التعرف إلى عملي حتى ولو لم أوقع باسمي على العمل».
ويضيف النحات بشار برازي بأن استخدام الحديد في النحت له عدة إيجابيات وسلبيات حيث يعلق على هذه النقطة بالقول: «في أي مادة يستخدمها النحات سيجد معاناة، هناك من يعمل في النحت، وهناك من يعمل في الصلصال وغيرها من المواد. في حالة العمل في مادة الحديد فإن النحات يخاف من موضوع التشكيل الفني. في اللوحة على سبيل المثال، يمكنك التعبير بكل عواطفك حيث يمكنك تصحيح أي خطأ قد يحصل عن طريق إخفاء اللون الخطأ بوضع لون آخر فوقه، ولكن في حالة النحت فالأمر مختلف، ففي حال استخدام الصلصال مثلاً فإنه يجب عليك حساب عدة عوامل في موازاة فكرة المنحوتة مثل الفراغات والتوازن ما قد يحد من حالة الفنان الشعورية والتشكيل الأولي الذي قدمه للمنحوتة والذي يكون في العادة وفق حالة النحات العاطفية. وبالنسبة للحديد فإنني أقوم عادة بعمل كروكيات صغيرة بالقلم الرصاص حيث أصمم في العادة خمسين أو ستين رسماً حتى أستقر على الشكل النهائي، ومن ثم أقوم بعمل نموذج أولي له بمادة الجبصين أو الأسلاك ومن ثم أتعاون مع صديق لي على التنفيذ لأن الأمر يحتاج إلى عمل كثير وإلى لحام الحديد وتطويعه. لا يكون العمل الناتج مطابقاً لفكرة التصميم بنسبة 100% حيث دائماً تكون هناك نسبة اختلاف بسيطة، ولكن العمل يعبر في النهاية عن حالة الفرادة التي أبحث عنها والتي تجسد خطوطاً مرسومة بالفراغ توحي لك بكتلة ضخمة».
ويعلل النحات برازي أسباب ضعف حركة النحت في مدينة حلب بعدد من العوامل منها أنه يحتاج إلى جهد كبير ومكان كبير ومصروف كبير: «كرسام، يمكنني أن أرسم في مرسم أبعاده متران في متران، أو يمكنني حمل عدة الرسم والذهاب مثلاً للغابة للرسم كما كان يفعل الانطباعيون سابقاً. أما النحات، فهو بحاجة إلى مكان كبير، ومستقر، وقد يحتاج إلى رافعة إذا كان يعمل مع الحجر، أو أدوات إذا كان يعمل مع الخشب، هذا ما عدا الأصوات التي تصدر عن عملية النحت والتي قد تزعج الجيران، لذا هو أيضاً بحاجة إلى مكان بعيد أو معزول. علاوة على ما سبق، فهناك حالة اجتماعية تحد من النحت، ففي بعض الدول العربية مثلاً ما زالت المنحوتة تدعى صنماً، ما يحد من عملية بيعها بشكل كبير. صحيح أن هذه المنحوتات الحديدية تباع معي، ولكن سبب هذا الأمر يعود إلى أنني أهرب من الواقعية مكتفياً فقط بإعطاء تلميحات».
ويضيف بأن كلية الفنون الجميلة والتطبيقية الموجودة في مدينة حلب ستقوم هذا العام بتخريج طالبة واحدة مختصة في مجال النحت، في حين أن هناك 15 طالباً وطالبة سيتخرجون في مجال الرسم، مختتماً قوله بمطالبة مديرية الثقافة دعم النحت لكي يكون هناك نهضة كبيرة في هذا الفن.
المعرض مفيد جداً لطلاب كلية الفنون:
أما الدكتور علي سرميني - عميد كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في مدينة حلب - فيقول بأن لهذا المعرض تأثيراً كبيراً على الطلاب الموجودين في الكلية، حيث يقول بأن هذه المعارض تشكل ثقافة للشخص بغض النظر عن مستوى الأعمال المعروضة فيها مضيفاً بأن هذا الأمر مفيد ومهم جداً للفنان الناشئ أو حتى المتابع العادي للأعمال الفنية: «لدينا في الكلية مجموعة من الطلاب على أعتاب التخرج، وهذه المجموعة تحوي كثيراً من المواهب الواعدة التي ستضع قدمها على الطريق الفني بشكل صحيح وسترفد الحركة التشكيلية في حلب بشكل جيد. هذه السنة هناك مشاركة فريدة لشاب من طلاب الكلية هو محمد ظاظا، ولكننا سنرى في السنة القادمة مشاركة عشرين فناناً شاباً في المعرض كمواهب شابة وواعدة. وما سيميز هؤلاء الشباب هو امتلاكهم لنوع من التلون والتنوع في المدارس الفنية برؤى فنية تقليدية نمطية إنما مع استشرافها آفاق المستقبل في نفس الوقت».
وقد شارك الدكتور علي سرميني بلوحة بعنوان «أوغاريت» يقول عنها: «العمل الذي شاركت فيه في المعرض هو "أوغاريت". وكانت وزارة الثقافة قد كلفت منذ فترة 10 فنانين سوريين بتقديم أعمال عن حضارة أوغاريت، حيث تم عرض هذه الأعمال في باريس ومن ثم في اليونان. والعمل الذي قدمته هنا هو واحد من الأعمال التي تتحدث عن هذه الحضارة حيث أخذت التراث والأصالة ثم المعاصرة ضمن الحضارة الأوغاريتية بصيغة تشكيلية جديدة. يعبر العمل عن الحضارة الأوغاريتية حيث كان دوري أن أصوغ الفكرة وأضع العناصر التاريخية في قالب تشكيلي معاصر وتكوين معادلة موضوعية بين التاريخ من ناحية، والهدف من ناحية أخرى وهو البناء التشكيلي».
ومن المشاركين أيضاً التقينا الفنان عبد الله الخالدي الذي قدم لوحة تتحدث عن الحياة ودورة الحياة واستمراريتها والتي يقول عنها: «تواجد في هذه اللوحة المرأة التي ترمز للعطاء، وزوجها حيث جسدت في اللوحة دورة الحياة بدءاً من الحضارة القديمة وتحديداً من عصر الفينيقيين وصولاً إلى يومنا هذا من خلال الرموز الكثيرة التي تحويها اللوحة، وتنتمي اللوحة إلى المدرسة التعبيرية».
ويضيف بأن ما زاد في المعرض عاماً بعد عام هو إمكانيات الفنانين المشاركين فيه وقدرتهم على التعبير، مضيفاً بأنه بدأ بالمشاركة في المعرض منذ ست سنوات تقريباً. ويتابع بأن مدينة حلب بدأت تشهد نهضة فنية متزايدة متمثلة بالمعارض الكثيرة التي بدأت تقام في مجال الفن التشكيلي.
أما الأستاذ عمار طحان فقد شارك بلوحة دعاها «تفاعلات لونية» أو «عرس لوني» والتي يقول عنها أنها تمثل تفاعلات نفسية داخلية مباشرة. ويضيف الأستاذ المختص بالتصميم الداخلي بأنه لم يرسم منذ ما يزيد عن 35 عاماً، إلا أن ما دفعه للمشاركة هو أن المعرض يعتبر من المعارض المهمة التي تجمع فناني حلب، والتي تقدم الثقافة العامة للجمهور.
يذكر بأن المعرض مستمر حتى الحادي والعشرين من شهر حزيران الحالي.
أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية
صورة عامة لمعرض ربيع حلب 2010 |
لوحة للتشكيلي محمد صفوت في معرض ربيع حلب 2010 |
لوحة للتشكيلي عبد الخالدي في معرض ربيع حلب 2010 |
ياسمين قدسي:
اناملي تعجز عن الطباعة, انا معجبة كثيرا بهذه اللوحات الرائعة ...وخاصة ان كلية الفنون الان هي هدفي الوحيد ...وهدفي الوحيد الان هو ان يتم قبولي فيها بعد فحص الرسم القادم .
aleppo syria
ياسمين قدسي:
اناملي تعجز عن الطباعة,انا معجبة جدا بهذة اللوحات الرائعة.وخاصة ان هدفي االان هو كلية الفنون وان هدفي االوحيد هو ان يتم قبولي من قبل الكلية بعد مسابقة الرسم القادمة,
aleppo syria
وفاء بركات :
السلام عليكم
عميدنا احسن عميد والله يخليلنا ياه لانو بيسمع لمشكلنا وبيكون حولينا وبيحكي مع الضغير قبل الكبير عن جد الله يحميه ويدمه ...........
سوريا
مهدى خالدى:
نتمنا لك المزيد من التوفوق والازدهار
الاردن