اللوحة الصغيرة: معرض جماعي لخلق حالة حوار تشكيلي عربي في غاليري كامل
20 أيار 2010
اُفتتح في غاليري كامل بدمشق المعرض الجماعي «اللوحة الصغيرة» لمجموعة من الفانيين السوريين والعرب، حيث التقى 13 فناناً من سورية، والأردن، والبحرين في معرضٍ غني بأساليبه التشكيلية واللونية، مُشكِّلاً فسيفساء لونية متعددة الاتجاهات التعبيرية باختلاف مدارسها التشكيلة والنحتية، مما خلق حواراً تشكيلياً عربياً، مفسحاً المجال لدى المتلقي لرؤية 97 عملاً إبداعياً من آخر نتاجات التشكيل العربي.
شارك في المعرض كل من الفنانين التشكيليين حمود شنتوت، ونزار صابور، وسهيل بدور، وفؤاد دحدوح، وعصام درويش، وعباس يوسف، ومحمد الجالوس، وعادل كامل، ومحمد العامري، وسبهان آدم، وآزاد حمي. كما شارك في المعرض النحات مصطفى علي والنحاتة عروبة ديب، ويستمر حتى 3 حزيران 2010.
وبعد الافتتاح الرسمي لهذا المعرض، التقى «اكتشف سورية» السيد جورج كامل -مدير وصاحب الغاليري-، حيث حدّثنا عن الظروف التي أدت لتحضير هذا المعرض: «تم التحضير للمعرض أثناء افتتاح معرض سابق للثنائي الذي جمع التشكيليَين عباس يوسف من البحرين ومحمد الجالوس من الأردن، فكانت الفكرة بإقامة معرض تشكيلي يهدف لخلق حالة حوار تشكيلي عربي-عربي، يضم آخر التجارب التشكيلية لمجموعة من الفانيين السوريين والعرب. فكان معنا يوسف والجالوس مع التشكيلي محمد العامري من الأردن، بالإضافة لعرض تجربة التشكيلي سهيل بدور السوري المقيم في المهجر. لقد شكلّت هذه المجموعة من الفنانين حالةً جمالية هنا في غاليري كامل، من خلال مشاهدة أكثر من 8 أعمال لكل منهم».
إن ما يميِّز هذا المعرض هو حجم الأعمال الصغيرة للفنانين التشكيليين. ما هي ميزة إقامة معرض للوحة الصغيرة في غاليري كامل؟
نستطيع أن نرى من خلال هذا المعرض صيغةَ عرضٍ أكثر شمولية، ونستطيع جمع عدد أكبر من الفنانين في المعرض نفسه، لنرى عدد أكبر من التجارب لكل فنان بحسب مساحة المكان.
هل يمكننا القول إن هذا المعرض سيدعم مستقبلاً افتتاح معارض جماعية عربية في غاليري كامل؟
بالتأكيد، فأهمية المعارض الجماعية ذات الصبغة العربية تأتي في خلق حالة حوار بصري غني بمفرداته وتجاربه العربية.
من الملاحظ وجود أسماء لفنانين شباب مشاركين في هذا المعرض إلى جانب أسماء لآخرين لهم باعٌ طويل في الفن التشكيلي!
كان من أول نشاطات غاليري كامل معرضُ «الفنانات التشكيليات السوريات الشابات»، الذي كان خطوة أولية لدعم جيل التشكيل السوري الشاب، فهو من أولوياتنا في خطة عمل الغاليري، ونحن لا نكتفي بعرض أعمالهم بل نسير معهم في مشوارهم التشكيلي. ثم كان معرضا التشكيليين هجار عيسى وآزاد حمي الذي يقدم في هذا المعرض آخر إبداعاته الفنية، وستكون معارضُ أخرى لعدد من الفنانين الشباب التي ستُقام لاحقاً. إن ما يهمنا هو خلق فرصة لجيل الشباب وتقديمهم بشكل صحيح.
هنالك الكثير من خريجي كلية الفنون الجميلة والمعاهد الخاصة. ما هي المعايير الأساسية لقبول عرض أعمالهم في غاليري كامل؟
لا توجد معايير بحد ذاتها، لأن ما يؤثر في عرض أعمالهم في غاليري كامل هو وجود حالة من الإبداع التشكيلي على اختلافه لدى الفنان، إضافة لإيماني الشديد باختلاف تجربة التشكيل السوري عموماً، وخاصة بوجود تجارب شبابية مستمرة تعمل على دعم الحركة التشكيلية. ولكن نحن كمؤسسة فردية نعمل ما بوسعنا لخلق فرص مناسبة حسب المعطيات التي نملكها.
هل تقومون بزيارة معارض التخرج لطلاب كلية الفنون الجميلة؟
من مقومات المعرض التشكيلي، إن كان نتاجاً لورشة عمل أو لدراسة أكاديمية، أن تتوفر ميزات عرض حقيقية، يُدعى إليها عبر وسائل الأعلام جميع المهتمين من أصحاب صالات عرض ومقتني أعمال تشكيلية، إضافة لدعوة الجمهور. إلا أن تلك المقومات غير موجودة في معارض التخرج لطلاب كلية الفنون الجميلة. لذا فنحن نتمنى أن يتم خلق تظاهرة حقيقية لنتاج خريجي كلية الفنون الجميلة لتوفير هذه المقومات، إضافة لتكريم المشرفين وخاصة الدكاترة والأساتذة، ودعم الطلاب المبدعين أنفسهم. من المؤكد حينئذ أن غاليري كامل ستكون من أول الحاضرين لهذه المعارض.
هذا هو المعرض الحادي عشر منذ بداية افتتاح غاليري كامل ذات العامين من العمر. من أين تنطلق إدارة غاليري كامل لمواصلة مشوارها الداعم للفن التشكيلي في سورية؟
نود تكثيف جهودنا لتحقيق الاستمرارية والبحث الدائم عن النجاح لنكون مساهمين حقيقيين في تطور الحركة التشكيلية. فالتشكيل السوري هو أحد أوجه المشاهد الثقافية في سورية، ويجب أن لا ننسى أن التشكيل هو من المعايير الأساسية والحضارية التي يُقاس بها تطور الشعوب. لذلك لا نوفر أي جهد لدعم مشروعنا الثقافي عبر دعم خطوات التشكيل السوري. لقد أقمنا 11 معرضاً يؤرخ للفن التشكيلي في سورية، وهي: معرض جماعي يضم كلاً من عمر حمدي (مالفا)، ومصطفى علي، وفؤاد دحدوح، وإدوار شهدا، وباسم دحدوح، ونزار صابور؛ كما أقمنا معرض «تحف نادرة» ضم بعض أسماء رواد التشكيل السوري الأوائل، منهم: فاتح المدرس، ونصير شورى، وأدهم إسماعيل، وصبحي شعيب، ورشـاد يوسف، وتوفيق طارق، وناظم الجعفري؛ كذلك أقمنا معرضاً تشكيلياً للفنان السوري فؤاد أبو سعدة، ومعرضَ «الفنانات التشكيليات السوريات الشابات»، ومعرضاً تحية للفنان غياث الأخرس، ومعرضاً للفنان آزاد حمي، ومعرضاً للتشكيلية عروبة ديب، ومعرضاً للفنان خزيمة علواني، ومعرضاً لهجار عيسى، وآخر لمحمد الجالوس وعباس يوسف، والآن معرض «اللوحة الصغيرة».
في غاليري كامل، نشاهد دائماً أعمالاً لرواد التشكيل السوري، إضافة لأهم أسماء التشكيل المعاصر، مما يجعلكم تقاربون في عملكم المؤسسات الكبيرة في توجهكم الثقافي!
عندما بدأنا في غاليري كامل، كان أحد أهدافنا تقديم عظمة الفن التشكيلي السوري عبر عرض نتاج كبار الفنانين السوريين، واستذكار روادنا التشكيليين، فما نقوم به هو تكريم لهم ولعطائهم الكبير. لذا يأتي اهتمامنا بهم كحالة من الفخر والاعتزاز بانتمائهم إلى سورية التي نفتخر بها.
هل هنالك تعاون ما بين غاليري كامل وباقي صالات العرض الأخرى وبين وزارة الثقافة؟
بالتأكيد يوجد تعاون دافئ بين وزارة الثقافة والصالات الخاصة.
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية
معرض اللوحة الصغيرة في غاليري كامل |
جانب من معرض اللوحة الصغيرة في غاليري كامل |
وجوه لسهيل بدور في معرض اللوحة الصغيرة |