بانوراما المجاهد الشيخ خليل أحمد خطيب: أضخم عمل بانورامي عربياً

قبل أسابيع، تم الكشف عن العمل النحتي الضخم الذي نفذه الفنان النحات علاء علي محمد عن المجاهد الشيخ خليل أحمد خطيب المعروف بـ«القاضي العادل والمحب»، في بلدة برمانة المشايخ في منطقة الشيخ بدر بطرطوس. «اكتشف سورية» التقى الفنان للاستعلام عن العمل الفني، ورؤيته الشخصية له، والمشاركين في تنفيذه.
كيف كانت البداية مع فكرة هذا العمل؟
أراد السيد عدنان صفي الدين خطيب -حفيد الشيخ خليل خطيب وصاحب فكرة العمل- من تقديم هذا العمل تكريمَ الشيخ لما قام به من بطولات وأعمال عظيمة. وكان أن التقيت مع السيد عدنان وتحدثنا عن العمل، ومن ثَمَّ الاتفاق على نحت البانوراما على نفس الجرف الصخري الذي كان يستخدمه الشيخ لتربية النحل، ولذلك سُميّت الصخرة بـ«قلع النحلات».
هل لك أن تصف لنا العمل من الناحية الفنية؟
تتألف اللوحة البانورامية من وجه الشيخ الشخصية الأساسية للعمل في المركز بعرض 4.5م وارتفاع 3م، ويُعدّ أضخم تمثالٍ لوجه في سورية، وعلى جانبيه تمّ تنفيذ بعض الرموز المأخوذة من البيئة ووضع المكان، وفيها مجموعةٌ من الوجوه لأشخاص عاصروه وبوضعيات مختلفة، رافقها بعض الحركات التعبيرية التي تدلّ على الجمال والثورة والحب والأرض تعطي العمل غنى معنوياً واجتماعياً، كذلك هناك وجه لحصان متجه باتجاه الفارس الخارج من الصخر وكأنهما يحكيان قصة ثورة، وكان للمرأة حضورها في اللوحة من خلال وجهين تعبيريين في يسار ويمين العمل، لما تحمله المرأة من معان ورموز فهي تعني الأرض، والعطاء، والخصوبة، والجمال، والثورة؛ بالإضافة إلى بعض الرموز والعناصر المأخوذة من وحي المكان والثورة. يُعتبر العمل أضخم عمل بانورامي نحتي في الوطن العربي، حيث يبلغ طوله 30م وارتفاعه 6م.
البعض منا قد لا يعرف علاقة الشيخ خليل خطيب بالثورة. من هو؟
كان الشيخ خليل قاضياً لمنطقة بانياس زمن الاحتلال الفرنسي، في وقت كانت فيه طرطوس واللاذقية في محافظة واحدة؛ فما كان يقصده أحد بمشكلة ما إلا ويلقى عنده الحل المناسب، ولم يكن يحتكم إليه متخاصمان إلا ويكون الصلح سيد الأحكام بينهما، وتحل كل مشاكلهما ولو كان ذلك على حسابه الخاص، مما جعله صاحب الكلمة الشرعية في ثورة الشيخ صالح العلي؛ لقد كان معروفاً بكرمه على مستوى المحافظة وسلسلة جبال الساحل السوري.
كما كان يُعَدُّ المخبأَ الأمين لمستودعات السلاح للشيخ صالح العلي، حتى أنّ المستعمر الفرنسي حكم عليه بالإعدام نتيجة ذلك، إلا أن قواد الثورة تمكنوا من تهريبه، فكانت نتيجة حقد المستعمرين عليه أن أحرقوا الضيعة.
هل كان التنفيذ سهلاً؟ ومن شاركك في التنفيذ؟
لقد شاركني في تنفيذ هذا العمل النحتي الكبير، زملاء لي أعتز بمشاركتهم، وهم:
نزار البلابل من حمص، نحات خريج معهد الفنون التطبيقية
قصي النقري من حمص، نحات خريج كلية الفنون الجميلة
محمد علي محمد من طرطوس، نحات خريج كلية الفنون الجميلة
حسن عزيز محمد من طرطوس، نحات عضو نقابة الفنانين التشكيليين
سامر الرومان من دمشق، نحات خريج معهد الفنون التطبيقية
شور شقّان من الحسكة، نحات خريج معهد الفنون التطبيقية
باسل إبراهيم من طرطوس، نحات خريج معهد الفنون التطبيقية
لقد استمر العمل ستة أشهرٍ في ظروف صعبة وقاسية جداً، تحدينا فيها البرد، والثلوج، والعواصف، والأمطار؛ وقد استخدمنا في عمليات الحفر الأزاميل، والمطارق، والصواريخ الكهربائية بدسكاتٍ ألماسية، نظراً لنوعية الصخر الكلسي المتصلب.