معرض للتشكيلي عصام المأمون بصالة لؤي كيالي بدمشق
13 أيلول 2017
.
استضافت قاعة لؤي كيالي بصالة الرواق العربي معرضاً فنيا للتشكيلي عصام المأمون مساء الأثنين 11 ايلول، وسط حضور لافت من اصدقاء الفنان ومتابعين لأعماله، حمل المعرض تجارب كثيرة وتقنيات متعددة ولكن بصياغة وخطوط تحمل الأسلوب نفسه وتظهر فيه الجرأة والمعاصرة، يجمع الكثير من المدارس بلوحة واحدة كالتعبيرية والتكعيبية والسريالية والتجريد في آن واحد وهذا هو مفهوم المعاصرة الواعي الذي يأتي بعد تراكمات فنية وثقافية وفكرية لتوصيل مشهد واع تشكيلياً يترك أمام المتلقي مساحات كبيرة للإندماج والتأليف.
«اكتشف سورية» التقى التشكيلي عصام المأمون خلال افتتاح معرضه وصرح بالقول: «بعد إتمام المرحلة الأكاديمية ودخول عالم التصوير بطرقه الكلاسيكية والواقعية تملكتني رغبة متمردة في التجريب والبحث لإيجاد صيغ وأبجديات فنية تشكيلية جديدة بمفاهيم مختلفة تحطم الأطر التقليدية المتعارف عليها، فنحن نعيش اليوم عصر الصورة يستطيع المتلقي عبره مشاهدة آلاف اللقطات البصرية يومياً، الأمر الذي جعل إضافة مشهد جديد لمخزونه الثقافي والتفاعل معه فنياً أمر بغاية الصعوبة».
واضاف: «في محاولتي للبحث عن سطح دسم يثري العمل الفني أجدني في مواجهة مع جدلية التجدد والاستمرارية والبحث عن افكار خلاقة التي غالبا ما استمدها من الطبيعة المحيطة أو من بيئة الشخوص الساكنين في مخيلتي أو أحداث مؤثرة تركت انطباعا ما على صفحات ذاكرتي».
ويتابع المأمون بالقول: «أما عن مفهوم المعاصرة لدي فهو فضاء مفتوح على كل الاحتمالات دون قيد أو شرط قائم على تسخير كل المواد في خدمة المشهد البصري فتارة استخدم الحجر ولحاء الشجر وتارة قطع القماش، إلى جانب تقنيات كثيرة تساعد في ديمومة اللوحة، في محاولة لصنع خطاب بصري يحمل هوية متفردة، برهنت من خلالها أن الفنان الحقيقي ليس أسير تقنية معينة تقوده إلى التكرار وذلك عبر توظيف هذه التقنيات لمصلحة العمل الفني».
وعن المعرض يقول: «يضم المعرض حوالي ستون عملآ فنياً بأحجام مختلف جميعها تحمل روحاً واحدة، والهاجس في مواضيعها هو الإنسان على هذا الكوكب والغوص في أعماقه بما يحمله من حب وحزن وإنكسارت وانتصارات أو تخبطات فكرية واجتماعية واقتصادية، وبرأيي أن الفن أصبح له مفهوم جديد ويجب أن يحمل فكراً بجانب الجمال البصري وإلا سيكون عملآ تزينياً في نهاية الأمر».
وعن المعرض استطلعنا آراء نخبة من الفنانين خلال حضورهم حفل الافتتاح:
التشكيلي اكثم طلاع: «حرص الفنان عصام المأمون على مدى العامين الماضيين وإلى اليوم تقديم مغامرته بكل شجاعة مستخدماً خامات متعددة كالحجر والخشب بتقنيات مختلفة، يشاركنا عصام في أعماله الفنية متعة المغامرة في رحلة لم يرسم حد لنهاياتها وكأنه لا يريد بنا الوصول على برٍ ما، وهو على يقين أن الفن لا شواطئ له .. عصام فنانيسكنه الشغف؛ دؤوب في عمله، يسلك الاتجاه الصحيح بالمعنى الزمني في إثبات حضوره، لكن يبقى الرهان بالقول إلى أي حد هذه التجربة قائمة على صقل الخبرة وثراء الفكرة، والجواب يأتينا من خلال هذا المعرض وهذا الحضور وهذه الأعمال المبشرة، وهنا يحضرنا سؤال مشروع؛ وماذا بعد؟!».
وأضاف طلاع: «تأتي أهمية هذا المعرض من ناحية الفترة الزمنية فهو أحد المؤشرات في الحركة التشكيلية السورية، وعودة ميمونة لفنانين غيبتهم متاهات الحياة اليومية .. كل التمنيات للفنان عصام في نجاح مشروعه ونحن في انتظار القادممن الأعمال التي تحمل بصمته المتميزة».
التشكيلي احسان العر: «هذه التجربة الثانية للفنان عصام خلال هذا العام يؤكد تجربته الفنية مستخدماً اللغة الفنية التعبيرية محاولاً الخروج من فخ الواقعية المفرطة الذي سقط فيه أغلب الفنانين، هذه اللغة تقدم للفنان المتعة والأريحية في تقديم أفكاره التي يحاول الوصول بها إلى المتلقي تاركاً له حرية ترجمتها بالاستناد على ارضيته الثقافية، وبالعودة لأعمال الفنان عصام فرغم تنقله بين الخامات والتقنيات المتعددة، استطاع خلق لغة موّحدة باحترافية عالية دون ان يحيد عن بصمته التي تميز أسلوبه، في حين ان البعض يعرض هويته للضياع عند تنوع التقنيات والخامات، وهنا برهان على تمكن عصام من أدواته وعمق تجربته».
وأضاف: «المعرض على سوية عالية يحمل كل مقومات النجاح، ومع كل عرض لتجربة الفنان يرتقي فيه على صعيد اللوحة والخامة والتقنية وكذلك الأفكار التي يريد طرحها، المعرض حقق هذا التناغم الثلاثي؛ الفنان، اللوحة، المتلقي، وهذا ما نصبو إليه نحن اتحاد الفنانين التشكيليين من خلال تقديم صالة لؤي كيالي لعرض تجارب الفنانين المتميزين، متمنين للتشكيلي عصام المأمون كل النجاح والتوفيق».
التشكيلي أنور الرحبي: «الفنان عصام المأمون في تجربته المقدمة بصالة لؤي كيالي اليوم تحمل سمتين، الأولى فيها الكثير من الواقع الذي وظفه في إطار المشهد التشكيلي، فيما السمة الأخرى جاءت لتبرهن على مهارته في التعاطي مع الحركة والحوار والتواجد العفوي غير المجاني الذي نعيشه بشكل يومي بطريقة وأسلوب تعبيري (فاضح) لأنه تمكن من صياغات غير ارتدادية، إلا انها تحمل نوع من طوق الكهرباء الذاتي الذي انتفض به واشعله في مجاميعه المعروضة اليوم».
وتابع الرحبي منوهاً: «هناك مسالة يجب الوقوف عندها، فهذا الفنان خلال السبع سنوات التي مرت بها سورية، استطاع تماماً أن ينقل الشارع إلى اللوحة من خلال تعبئة لا ندري ان كانت متعمدة، إلا أنها تعبئة حقيقية وإنسانية وبصرية تمتلك الخصوصية التي لطالما نسعى جميعاً؛ فنانين وادباء وما شابه، إلى تحقيقها، شكراً إلى هذا الفنان المبدع والرائع والجميل مع كل التقدير والاحترام».
التشكيلية أسماء فيومي: «التشكيلي عصام فنان مشهود له بالاجتهاد إلى جانب الموهبة، وهذه المتلازمة تخلق فناناً مبدعاً، تجلت اليوم في اعماله المؤثرة التي حملت كل واحدة منها مشاعر معينة بعيدة عن المجانية، يقدم من خلال اللون والتشكيل فناً محوره الفكر والثقافة فكل فن لا يقوم على هاتين الدعامتين هو زائف بالمحصلة، نتمنى للفنان عصام التوفيق والمثابرة».
والتشكيلي عصام المأمون من مواليد دمشق عام 1964 خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصوير عام 1986 عضو اتحاد التشكيليين السوريين، عمل في مجال الديكور وأقام عددا من المعارض الفردية إلى جانب مشاركاته المستمرة في المعارض الجماعية داخل سورية وخارجها.
يستمر المعرض على مدار اسبوع بقاعة لؤي كيالي في صالة الرواق العربي بدمشق
زين .ص الزين | تصوير عبدالله رضا
اكتشف سورية
من معرض التشكيلي عصام المأمون بقاعة لؤي كيالي بدمشق |
من معرض التشكيلي عصام المأمون بقاعة لؤي كيالي بدمشق |
من معرض التشكيلي عصام المأمون بقاعة لؤي كيالي بدمشق |