تشكيليون شباب يعرضون دوائرهم في غاليري تجليات بدمشق
26 نيسان 2016
.
افتتح مساء يوم الخميس 21 نيسان المعرض الجماعي في غاليري تجليات للفن التشكيلي بدمشق برعاية وزير الثقافة عصام خليل. والمعرض نتاج عمل مشترك لمجموعة من طلاب وخريجي كلية الفنون الجميلة شارك فيه كل من محمود الداود، إيمان نوايا، حسن الماغوط، تايا عثمان، خليل كيكي، سليمان أبو سعدة، رنيم اللحام.
التقى «اكتشف سورية» التشكيلي وليد الآغا أثناء افتتاح المعرض وقال: الشيء الإيجابي بالمعرض هو فكرة المعرض، وتوقيتها بحكم عودة النشاطات الفنية إلى صالات العروض، أما عن معرض «دائرة» فهنا لا يمكننا أن نفكر بالدائرة كشكل هندسي فنحن نراها كرمز عمل عليها مجموعة من الشباب كل حسب رؤيته ومفهومه، البعض عمل عليها من منظور ميتافيزيقي والبعض عالجها بطريقة سريالية او أي اتجاه آخر ينطبق مع رؤيته، الأكثر أهمية بالنسبة لي أن الدائرة هنا لم تعد مجرد رمز، فعلى الرغم من أنها شكل مغلق لا محدودية له ولا زوايا بمفهومها الهندسي فقد تم إسقاطها على واقع راهن يدفعنا لكسر الجمود ويحرضنا على حركة مستمرة، وهذا توصيف حسب رؤيتي الخاصة التي شاركني بها أغلب الفنانين المشاركين في المعرض عن مغزى الدائرة في معرضهم، بالمجمل أرى أن هناك فكرة قد تم العمل عليها بجدية من خلال مجموعة من الشباب تفاعلوا مع الموضوع كل حسب خبرته.
أما عن الأعمال المقدمة في المعرض يضيف «الآغا»: تفاوتت الأعمال حسب رؤية كل فنان للفكرة من زاويته الخاصة، لا أريد ان استثني احداً، ولكن على سبيل المثال لا الحصر فقد قدم التشكيلي الشاب محمود الداود لغة بصرية فنية جميلة حُبكت بشكل مدروس من خلال استيعابه للتشكيل وفهم الفكرة، وأذكر هنا ايضا حسن الماغوط، إيمان نوايا التي عالجت الفكرة بطريقة شاعرية، وكذلك الأمر كان مع أعمال تايا عثمان... ويجب التنويه هنا مع الشكر إلى غاليري تجليات بدمشق، السباقة دائما لمواكبة الحدث التشكيلي الأمر الذي يضعها على صدارة صالات العروض مستقبلاً.
وأشار التشكيلي «الآغا» في ختام حديثه أنه على وسائل الإعلام تسليط مزيدا من الضوء على عروض الشباب، متمنياً لهم إتقانهم اللعبة الإعلامية في عروضهم القادمة، مثنياً ومؤيداً إقامة عروض جماعية على هذه السوية من الأعمال والأفكار.
«اكتشف سورية» وفي جلسة حوارية التقى مع الفنانين المشاركين في هذا المعرض وكان هذا الحوار:
البداية كانت مع التشكيلي محمود الداود الذي يعود إليه فضل إقامة وتنظيم هذا المعرض حيث قال: الفكرة الأساسية للمعرض هي العمل على موضوع محدد تتم معالجته بصرياً من قبل كل فنان حسب مفهومه الخاص.
وأكد الداود أن فكرة «الدائرة» التي تمحور حولها هذا المعرض هي محاولة من أجل تغيير لما هو سائد، ومحاولة للخروج من النمطية الدارجة في هذه الأوقات.. ومن هنا أتت فكرة الدائرة وما لها من إشكالية لتكون العامل المحرض للمنافسة.
يتابع الداود: الدائرة كشكل لها الكثير من الإشكالية والغموض إضافة إلى أنها تعتبر رمزاً فلسفياً يثير إشكالية سيفضي لحوار بصري بين اللوحة والمتلقي وهذا كان الهدف من اختيار «الدائرة» موضوعاً لمعرضنا.
ويضيف: الهدف في البداية كان إطلاق نوع من الحوار بين الفنانين المشاركين فيما بينهم ومن ثم الجمهور المتلقي الذي سيقف بتساؤلاته على ابواب اللوحات المعروضة، الأمر الذي يصب في خانة التجارب التي قد تساهم في تطوير الحركة التشكيلية في سورية. إن دائرتنا مفتوحة لكل من يرغب في الانضمام اليها، ونحن منفتحون على جميع الأفكار والتجارب الأخرى شريطة عدم انزلاق هذه الأفكار لدهاليز الأطر المعدة مسبقاً التي تحنط حس الإبداع في كل فنان.
ومن جهتها قالت التشكيلية رنيم اللحام في مداخلة لها: أن تجربة الفكرة الموحدة قد عززت روح الفريق لديهم وساعدت على تطوير أفكارهم، بالإضافة للمنافسة التي سادت أجواء التحضير التي أغنت التجربة وابعدتهم عن النمطية والتكرار.
ويضيف الفنان سليمان أبو سعدة «طالب فنون تحت التخرج»: أنه تم انتقاء المشاركين حسب كفاءتهم واخلاصهم للعمل الذي يقومون به، فيما استغرق التحضير للمعرض شهرين من العمل الدؤوب والمتواصل. ولا ننكر أن الفكرة بحد ذاتها أثارت فضولنا للبحث والاستقصاء.
وتراوحت آراء الفنانين المشاركين عن نتاجهم فنرى محمود الداود قد استحوذت عليه الفكرة فأطبقت الدائره بثقلها على كاهله، بينما توجس فيها حسن الماغوط حاضناً للكون بكل مفرداته، بينما قررسليمان أبو سعدة ملاحقتها هاربة نحو الشمس، أما تايا عثمان فقد أبت إلا ان تكون مجرد انحناءات مفتوحه على فضاءات شاسعة.
هموم تشيكلية
رغم حماس الشباب الذي يلف جنبات المعرض إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الصعوبات وخصوصاً المادية منها، لكنهم اصروا على أن لا يقف الجانب المادي عائقا امام طموحاتهم رغم انهم ما يزالون طلبة او حديثي التخرج. ونوّه الفنانون الشباب انه من الضروري الاستفادة من خبرات الأساتذة المختصين ممن يملكون تجارب تركت بصمتها في الفن التشكيلي لصقل مواهبهم وتحرير ملكة الإبداع لديهم دون تأطير أو تهميش.
إلى أين
قد تبدو فكرة «دائرة» نقطة في محيط هائج، إلا ان المشاركين فيها يطمحون لان تمتد حلقاتها في كل الاتجاهات؛ هذا ماعبرت عنه لوحاتهم على أقل تقدير، رغم كل المعوقات. مؤكدين على استمرارية مشروعهم والارتقاء به نحو آفاق بلا حدود.
مشروع تخرج
ابدى بعض المشاركين الذين لا يزالون طلبة تحت التخرج في كلية الفنون الجميلة عن سعادتهم للخوض في غمار هكذا تجربة حيث أثرت خبرتهم وتجربتهم الفنية ومنحتهم الفرصة للتفكير خارج الصندوق، الأمر الذي يعد مشروع تخرج بحد ذاته بالنسبة إليهم.
دائرة وبعد
انطلقت شرارة الدائرة الأولى من صالة تجليات لتلهب مخيلة من تجرؤوا على الاقتراب منها بجسارة طارحين على أنفسهم السؤال الأكثر لهيبا.. ماذا بعد «دائرة»؟ الرد أتى مسرعا من عيون هؤلاء الشباب؛ المثابرة والإصرار على النجاح والمتابعة في دوائر قادمة.
ماذا قالوا عن أعمالهم
محمود الداود
ركزت في عملي على الفراغ وعلاقته بالدائرة كوجود .تمحورت أعمالي في فترات سابقة على وجود فضاء مريح للعين يتغير بحركة أشبه ما تكون لحركة الهواء الذي يحرك العناصر جميعها في الفراغ بنفس الوقت. كان وجود الدائرة بقوتها ومركزيتها عاملاً أساسياً في العمل ليعيد هذا الفراغ والفضاء إلى الوجود.
- محمود الداود، من مواليد حمص 1987، خريج فنون تشكيلية من كلية الفنون الجميلة، حلب
إيمان نوايا
بدأ مشروع «دائرة» بفكرة متواضعة جداً إلا أن المجموعة المشاركة قررت انضاجها على الهيئة التي نراها الآن، الفكرة تطورت وصارت معرض قائم بذاته الأمر الذي يعتبر انجازاً مهماً على الصعيد الشخصي، وقد بذل المشاركون من خلاله جهداً لا يستهان به. رؤيتي للدائرة تجسدت في الكون والمجرة وعالم ما بعد الكرة الأرضية لنرصدها بعد ذلك داخل الجسد البشري تتكاثر لدوائر عديدة، تم دمج الفكرتين على ثلاثة لوحات بالاضافة إلى ثلاثة اسكتشات. باختصار وجدت أن الدائرة تحيط بنا من كل جانب؛ من الكون الشاسع إلى خلية في رحم الأم عبَّرتُ عنها في احدى لوحاتي التي اطلقت عليها اسم مكنون، اما عن الألوان فقد استخدمت الإكريليك والفحم والباستيل. مجمل لوحاتي غلب عليها اللون الازرق المفضل لدي.
- إيمان نوايا، من مواليد مدينة تبوك 1989، حاصلة على شهادة في الفنون التشكيلية من كلية الفنون بحلب.
حسن الماغوط
طرح مشروعنا فكرة الدائرة بشكلها ومعانيها، شارك فيه سبعة من التشكيليين الشباب الذين استهوتهم فكرة العمل الجماعي ضمن إطار موضوع واحد، خرجت أعمال كل منا حسب أسلوبه الخاص، بالنسبة لي عملت على الدائرة بطريقة مباشرة وعلى حركة الدائرة ومركزها، مفهوم الدائرة بالنسبة لي يتعلق بالزمن والكون حيث الاستمرارية والإنغلاق، اما عن المعارض الجماعية ففي وقت سابق لم تكن لدي الرغبة في المشاركة بسبب تشتت الأفكار وسوء التنظيم في أغلب الأحيان، بينما نحن هنا قررنا الاتفاق على فكرة موحدة نعالجها بطريقة منفردة بإسلوب مختلف مما يسهل التواصل البصري بين اللوحة والمتلقي والفضل يعود إلى الفنان محمود الداود. اعتقد أن الفكرة بمجملها تعتبر تحدي للفنان. اما عن الألوان فلم استخدمها بزخم كبير فقد اعتمدت على اللون الاسود والأبيض والازرق والأصفر بدرجات متفاوتة لا نهائية. ويجب أن أنوه على أننا نرحب بأي فنان يرغب بخوض غمار تجربتنا ومشاركتها مستقبلاَ.
- حسن الماغوط من مواليد السلمية 1986، بمرحلة التخرج من كلية الفنون الجميلة قسم الرسم.
تايا عثمان
تمحور عملنا ضمن مفهوم الدائرة، وقد عملت عليها كرمز وشكل منحني مغلق، لا أنكر انها سببت لي إشكالية ضمن هذا المفهوم الا انني أصريت على العمل وبدأت بحثي عنها في عوالمي الداخلية ومحيطي لأكتشف انها تشبهني جدا، لذلك انعكست في لوحاتي ضمن خطوط دائرية منفتحة؛ تارة نراها على شكل خطوط وتارة يشكلها اللون الذي يفرض نفسه علي لحظة مباشرتي لأي لوحة بعفوية مطلقة، فاللون بالنسبة لي لحظة وجدانية آنية.
- تايا عثمان، من مواليد دمشق 1993، حاصلة على شهادة في الفنون التشكيلية من كلية الفنون الجميلة بدمشق.
خليل الكيكي
اتخذتُ من الدائرة منحىً بصرياً بحتاً، وبما أن تعقيد الموضوع او تبسيطه يقع على عاتق الفنان فقد قررت تناوله بشكل مبسط جداً، ففي النهاية أنا أعمل على شكل وليس على نصاً أدبياً، عملت على لوحاتي بطريقة شرقية حيث أميل في هذه الأوقات إلى التكوينات المفتوحة لأتيح للبصر السباحة خارج اللوحة، اما عن استخدامي للألوان فقد عمدت على خلق أجواء تعكس حركة الهواء دون تعقيدات، هذه ليست المرة الأولى أشارك فيها بمعرض جماعي ولكن الذي يستهويني في هذا المعرض هو فكرة الاستمرارية، أضف إليه حاجتنا للعمل الجماعي لتبادل خبراتنا بعد فترة انقطاع طويلة نسبيا.
- خليل كيكي من مواليد دمشق 1989، طالب ماجستير في كلية الفنون الجميلة بدمشق.
سليمان أبو سعدة
العمل على فكرة المكان المربع أو المستطيل الذي يعيش فيه الإنسان، كما عملت على المكان المتخيل، وفي كلا المكانين حسب رأي يوجد رموز دائرية، عل سبيل المثال عجلة الدراجة التي تعبر عن مفهوم التطور والإنتقال من مكان إلى آخر، وأيضاً الأقمار الصناعية التي تعكس تطور الفكر الإنساني، أما بالنسبة للمكان المتخيل الذي يضم الشمس والقمر فكلاهما له نفس الشكل الدائري الذي حاولت أن اصوره بأشكال مبسطة مع توزيع سطوح لونية للأعمال.
- سليمان أبو سعدة من مواليد السويداء 1993، طالب تحت التخرج، كلية الفنون الجميلة، قسم الرسم.
رنيم اللحام
في البداية عندما تم طرح موضوع الدائرة، أول كلمة وقعت في خاطري النقطة التي بدأ منها الكون واستمراريته، فينعطف ويدور بكل ما يحمله من عناصر ومكونات ليعود إلى تلك النقطة الترابية التي تتحرك بشكل دائري. عند تناولي لموضوع الكون بحثت عن الكتل التي تمثله؛ لا أقصد الكون بالمعنى الواسع «الفضاء الكوني»، بل أقصد الكون المرئي، فقد بدأ الشكل بالدائرة واستمر بالخطوط المنحنية المأخوذة من الدائرة، فيما سيطرت على لوحاتي أجساد بشرية. استوحيتها من الطبيعة المحيطة بنا بألوانها. بداخل كل منا كون يدور وبكل ما يحيط بي أشعر بالدائرة .
- رنيم اللحام من مواليد دمشق 1993، طالبة تحت التخرج، كلية الفنون الجميلة، قسم الرسم.
ومن الجدير ذكره أن المعرض مستمر لغاية 30/ 4/ 2016، يومياً من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة 5 مساءً.
زين ص. الزين
اكتشف سورية
مواضيع ذات صلة:
صور الخبر
لوحة للفنان خليل كيكي |
لوحة للفنانة إيمان نوايا |
جانب من حضور افتتاح معرض دائرة |