التشكيلي أنور الرحبي: تفعيل دور الفنان التشكيلي وإخراجه من سيطرة المؤسسات
13 أيلول 2014
.
أنور الرحبي فنان تشكيلي عاش كل التحولات والتداعيات التي تعيشها الساحة السورية الفنية نظراً لخبرته كفنان تشكيلي وعمله في العديد من المناصب الإدارية والفنية كما تعامل مع كل الألوان التي يمكن للفنان أن يشكل بها أفكاره على سطح اللوحة البيضاء.
وفي حديث خاص لسانا الثقافية قال الرحبي: «إن الفن التشكيلي السوري منذ الأربعينيات يحمل كثيراً من التبعيات ويدور في فلك المساءلة الاجتماعية بسبب الطقوس التي فرضتها الأديان والعادات الاجتماعية والسياسات حيث بقي الفن في إطار المناظر الطبيعية والبيوت والنوافذ وطيور الحمام بمعنى أن الفن كان متوقفاً على ما يسر الناظر والعين وهذا ما كانت تتقبله الشرائح الاجتماعية».
وأوضح الرحبي أن الفن التشكيلي تأثر عموماً بما يتعلق في سياسة البلد منذ الاحتلال الفرنسي وبعد خروجه مروراً بالتيارات والطبقات وبما عايشه أثناء الاحتلال سواء كان من قيود الاستعمار أو من بطولات وأحداث وانتصارات وهذا ما ظهر في أعمال كثير من الفنانين كسعيد تحسين وتوفيق طارق.
وبين الرحبي أن هناك إطلالة جديدة بعد الستينيات لغاية السبعينيات استطاع خلالها الفنانون في ذلك الوقت أن يسافروا إلى خارج البلد كإيطاليا وفرنسا وإسبانيا لينقلوا كثيراً من التأثر ما أثار إشكالية ما بين الداخل والخارج فيما يتعلق بالفن وهذه الإشكالية بدأت تفرز متغيرات فنية عميقة.
وأشار الرحبي إلى أنه في ذلك الحين وبعد وصول الفن إلى مرحلة متطورة بعض الشيء أحدثت كلية الفنون الجميلة وبعض المعاهد التقنية التي ساهمت في تطوير الموهبة كما أحدثت نقابة الفنون الجميلة والجمعيات المعنية بهذا الفن مبيناً أن النقابة التي سميت باتحاد الفنانين التشكيليين هي مؤسسة تنظيمية وتفعيلية للفنانين الذين سجلوا بالاتحاد وتخرجوا من كلية الفنون باختصاصاتها الخمسة يضاف إلى هؤلاء من كان موهوباً ويمتلك قدرة فنية حتى وإن لم يدرس في كلية الفنون.
ولفت الرحبي إلى أن اتحاد الفنانين التشكيليين يقدم التقاعد وصالات العرض المجانية ويساهم في تفعيل العلاقات الاجتماعية مع المؤسسات كافة داخل وخارج القطر وفيه عدد من الجمعيات التي تضم النحت والخزف والتصوير والإعلان.
وأوضح الرحبي أن الفنان السوري قادر على إثبات وجوده في الساحة الفنية وهو مقنع ومنافس للآخرين لأن الفن السوري من أعرق الفنون وبدأ يشهد تطوراً ملحوظا ظهر من خلال مشاركاتنا بمعارض عديدة حصد خلالها الفنانون السوريون جوائز مهمة تؤكد أهمية الفن التشكيلي السوري ومدى قدرته على المثابرة ودخول التاريخ.
ورأى الرحبي أن اتحاد الفنانين التشكيليين استطاع أن يثبت وجوداً لافتاَ للفنان السوري وللمجتمع السوري خلال الأزمة برغم أن سورية تعرضت لأقسى أنواع الإرهاب ومحاولة تفتيتها وإرهاق مؤسساتها مشيراً إلى الإصدارات المشتركة مع الإدارة السياسية للجيش والقوات المسلحة والمشاركات مع وزارة الثقافة كمعرض الربيع السنوي وإقامة معارض مختلفة في صالة الرواق وغيرها لكثير من الفنانين السوريين وبشكل مستمر حيث التزم وشارك أغلب الفنانين الذين تعتز سورية بهم.
وشدد الرحبي على أهمية تفعيل وتخصيب دور الفنان التشكيلي بعيداً عن تأطيره بشكل تقليدي وإخراجه من بوتقة سيطرة المؤسسات التي قد تحكمها المزاجية الفردية أحياناً دون الاعتماد على خبرات كافية مؤكداً أن هذا الأمر تمت المطالبة به بشكل رسمي.
يذكر أن الفنان أنور الرحبي هو أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين في سورية حصل على العديد من الجوائز في سورية وفي العالم منها الجائزة الأولى بينالي مسقط وميدالية كارل ماركس في ألمانيا كما شارك في معارض مهمة في سورية والوطن العربي والعالم.
سهاد حسن/علي عماد
سانا