«بحيرة البط».. أول عمل مسرحي للأطفال في حلب منذ 8 أشهر
17 آذار 2013
.
على مسرح مرتجل، وبإمكانيات بسيطة؛ أقامت مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية مسرحية للأطفال حملت عنوان: «بحيرة البط» وذلك على مدار ثلاثة أيام من الثلاثاء وحتى الخميس 12-14 آذار الحالي ضمن صالة تشرين للفنون الجميلة. وتأتي التجربة كواحدة من ثمار التعاون بين كل من اتحاد الطلبة ومديرية الثقافة.
وعن التجربة يقول الأستاذ محمود دوريش معد ومخرج العمل بأنها جاءت بعد الملتقى الذي أقامه الاتحاد الوطني لطلبة سورية في إطار بحثه عن ميّسري جلسات حوارية مع الأطفال حيث يقول: «منذ فترة، أقام الاتحاد الوطني لطلبة سورية في حلب ملتقى استمر ستة أيام لاختيار مجموعة من الشبان والشابات للعمل كميسرين ومديري جلسات حوارية مع الأطفال واليافعين. ضمن ذلك الملتقى تأسست مجموعة مسرحية مؤلفة من الموهوبين في مجال المسرح.
ويتابع الأستاذ محمود قائلاً: بعد نهاية الملتقى جرى التواصل معي من أجل التحضير لعمل مسرحي خاص بالأطفال حيث قمنا بدمج تلك المجموعة المسرحية هذه مع مجموعة من الأطفال الموهوبين في مجال المسرح والذين سبق لهم اتباع عدد من الورشات التدريبية حول التمثيل والأداء المسرحي من أجل التحضير لهذا العمل».
ويشير إلى أن أعضاء الفرقة البالغ عددهم 15 شاباً وفتاة من عمر الطفولة حتى سن الشباب هم من قام بتأليف العمل حيث يضيف: «من خلال تجارب سابقة قمت بها في ورشات عمل حملت عنوان «الأطفال يعدون مسرحهم» اكتشفت بأن أفضل المسرحيات هي تلك التي يقوم بتأليفها الأطفال أنفسهم؛ أي الفئة المستهدفة نفسها. قمنا بتطبيق هذه الفكرة على مسرحية اليوم حيث أقمنا ورشة عمل بسيطة لطاقم العمل لنحصل على قصة هذه المسرحية والتي تدعى «بحيرة البط». تتحدث المسرحية عن مجموعة من حيوانات الغابة كانوا يتخاصمون ويتشاحنون كثيراً لدرجة استفزاز الساحر الشرير والذي قام بتجميد البحيرة الموجودة في تلك الغابة عقاباً لهم على إزعاجه نتيجة لخلافاتهم ومشاحناتهم الكثيرة. هذا العمل جعل أحد هذه الحيوانات وهو «البطة» حزيناً جداً. هنا اتفقت باقي الكائنات على محاولة إبهاجه عبر إقامة احتفالية له بمناسبة عيد ميلاده. عملهم الجماعي وتعاونهم في إبهاج صديقهم أدى إلى إلغاء الساحر لعقابه وإزالة الجليد عن البحيرة».
ويشير إلى أنه جرى بعد تلك العروض حوار مع الجمهور المؤلف من الأطفال والأهالي واستطلاع رأيهم في المسرحية وكيفية تطويرها حيث يضيف: «بعد كل عرض، كنا نقوم بسؤال كل من الأطفال والأهالي حول العمل ورأيهم في القصة وكيفية تطويرها. السبب كان يكمن في أن عرضنا في صالة تشرين للفنون الجميلة هو جزء من مجموعة عروض نخطط للقيام بها في المراكز التي تأوي النازحين والمنتشرة في مدينة حلب حيث سبق لنا أن قدمنا /4/ عروض قبل هذه العروض وننوي المتابعة بعدد من العروض الأخرى مستقبلاً وبالتالي كنا بحاجة إلى تلك الآراء لكي تتحسن عروضنا أكثر وأكثر. من إحدى الآراء التي صادفتنا كان تغيير النهاية الخاصة بالمسرحية إلى نهاية تحوي طابعاً تربوياً أكثر وهو الأمر الذي نعمل عليه حالياً».
ويشير إلى أن التجاوب الذي لمسه من الأهالي والأطفال كان كبيراً ومميزاً خصوصاً في ظل انعدام الحركة المسرحية الخاصة بالأطفال بسبب الأوضاع التي تعيشها المدينة منذ ما يزيد عن ثمان أشهر حيث يضيف: «لم تشهد حلب عروضاً مسرحية خاصة بالأطفال منذ أشهر طويلة بسبب الأوضاع الصعبة فيها. كما أن الوضع النفسي السيئ الذي يعانيه الأطفال ضمن مراكز النزوح من جهة، وابتعادهم عن منازلهم وبيئتهم الآمنة من جهة ثانية أدى إلى معاناة الأطفال والذين نعلم كلنا أنه لا ذنب لهم فيما يجري. بالتالي قررنا العمل على تقديم عرض موسيقي بطابع تربوي مع لمسة من الكوميديا من أجل التسرية والترفيه عنهم. ونأمل أن نكون قد نجحنا في هذا الموضوع».
ويضيف بأن المجموعة تعمل على التحضير لعمل مسرحي قادم يحمل اسم «القلعة» وذلك حال انتهاء عروضها الخاصة بمسرحية «بحيرة البط» ضمن مراكز الإيواء المختلفة حيث يقول: «لن نكتفي بمسرحية واحدة وسنعمل على إطلاق مسرحية أخرى قادمة. سنحاول التخفيف عن الأطفال عبر المسرح وبالتالي سنحضر لمجموعة عروض مختلفة أقربها سيكون «القلعة» بالاشتراك مع ذات المجموعة الحالية من الأطفال واليافعين».
أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية
من أجواء عرض «بحيرة البط» في حلب |
من أجواء عرض «بحيرة البط» في حلب |
من أجواء عرض «بحيرة البط» في حلب |
محموددرويش :
شكرا استاذ احمد .... شكرا جزيلا لجهدك الرائع ونتمنى ان نكون قد وفقنا
سورية