يعتزم مشروع أطفال سورية «مسار» إقامة مركز للشباب في دمشق لتقديم خبرات التعلم الفعالة وأجواء محفزة من تغطية عدد كبير من المواضيع والنشاطات المستوحاة من التراث والثقافة السورية لتشجيع الشباب على المشاركة الفعالة لاكتشاف قدراتهم الجسدية والفكرية.
سيقام المركز على أرض مدينة معرض دمشق الدولي القديم وعلى مساحة ثلاثة عشر ألف متر مربع من إجمالي مساحة أرض المعرض البالغة ستة عشر هكتاراً أي بنسبة سبعة في المائة من المساحة الإجمالية للموقع الذي سيضم أيضاً حديقة عامة ومواقف سيارات تحت الأرض.
يحرص مسار على أن يكون تصميم المركز المستوحى من الوردة الدمشقية نقطة مرجعية بصرية قوية في تاريخ العمارة الدمشقية بحيث تتفرع البتلات المضاءة من أعلى هذه القاعدة لتتفتح وتخلق تسلسلاً دراماتيكياً من الفراغات والطرقات والمشاهد.
يتضمن المركز الذي من المقرر أن يبدأ العمل بإنشائه مع نهاية العام الحالي مسرحاً ومختبرات للتجارب وأستديو تلفزيوني وغرفاً للحوار وتسهيلات لاستخدام الإنترنت ومكتبة ووسائل جديدة لورشات عمل مختلفة وحرفاً مهنية كنفخ الزجاج ورسوماً متحركة ومستعمرات النحل الحية والحاسوب واكتشاف الفرغ.
كما سيضم المركز مكاناً خاصاًً للأطفال دون سن الخامسة وستعمل جميع المعارض بتقنية اللمس إذ سيتسنى لزوار المركز التجربة والمشاركة وستسمح بعض هذه النشاطات باكتشاف القدرات الجسدية للزائر كقياس ردات الفعل وحدة النظر وتصميم برامج ونشاطات متعددة يشرك فيها الشباب في صنع البرامج التلفزيونية الخاصة بهم.
اختار مسار كلاً من مكتب هنين لارسن المعماري ومكتب مارثا شوارتز للتنظيم الحدائقي عبر مسابقة معمارية ليعملا معه بمشاركة معماريين ومصممين سوريين في خطوة لتطوير القدرات المحلية وتطبيق المعايير الدولية في التصميم والبناء وإدارة المشاريع.
قامت جامعة هارفرد الأميركية مؤخراً بدراسة حول مسار وخطوتها المتعلقة بإقامة المركز الاستكشافي في دمشق واعتبرته خطوة رائدة تستحق الدراسة وخصصت لهذا المشروع دراسة قام بها طلاب الدراسات العليا لديها الذين أعجبوا بالفكرة والتصميم ورؤية مسار لمستقبل أطفال سورية وطرحوا العديد من التساؤلات المتعلقة بالمشروع.
أوضحت السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية التي ترعى مسار في لقاء عبر غرفة المقابلات المرئية مع طلاب جامعة هارفرد المهام التي يقوم بها مسار للاستثمار في الأجيال القادمة ليكون دعامة لمستقبل سورية من خلال تقديم فرص الاستكشاف والتجربة والإبداع والجدال في قضايا العالم الذي يعيشون فيه عبر تشجيع وتطوير القدرات والمواقف والاستفادة من الفرص المختلفة للمجتمع.
يعمل مسار على ثلاثة محاور رئيسة هي التعلم وتنمية الريف ومحور الثقافة والتراث وسيكون مركز الاستكشاف الجديد في دمشق العنصر الأساسي لهذا البرنامج لخلق بيئة تعليمية وتحفيزية ممتعة وفريدة على أن تكون هناك مراكز صغيرة رديفة لهذا المركز في كل المحافظات السورية.
يقول أنس درقاوي مدير الاتصالات في مسار إن هذا المشروع انطلق في تموز 2005 ويستهدف فئة عمرية بين الخامسة والخامسة عشرة ولديه برنامج وطني للتعلم غير النظامي عن طريق المتعة والترفيه لاكتساب خبرات حياتية تساعدهم في حياتهم المستقبلية وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والمراكز الثقافية.
أوضح درقاوي أن مسار تَمكن منذ انطلاقته من الوصول إلى مائة ألف طفل في مختلف أنحاء سورية مشيراً إلى أن مسار بصدد إطلاق موقع إلكتروني خلال الشهرين المقبلين.
يرى روين كول مدير مشروع مسار أن تأثير مشروع المركز الاستكشافي على طلاب جامعة هارفرد كان كبيراً نظراً لأنها كانت المرة الاولى التي سمعوا فيها به وعن آفاقه المستقبلية في سورية مؤكداً أن المشروع هو خطوة طموحة للتوصل إلى المعايير العالمية.
يتوقع أن يكون المركز جاهزاً مع نهاية عام 2010 لاستقبال رواده من الأطفال وأهاليهم على مدار أيام الأسبوع وبقدرة استيعابية تقدر بحوالي نصف مليون زائر سنوياً.
يذكر أنه سبق لمسار أن افتتح أول مركز له في مدينة اللاذقية عام 2007 وقام منذ انطلاقته بجولات ميدانية شملت مختلف أنحاء سورية وقدم مجموعة من النشاطات للأطفال والشباب في المراكز الثقافية وجذبت حوالي ألفاً ومائتي شاب وشابة كل أسبوع.
يقوم فريق مدرب من الشباب و الشابات السوريين يسمى الفريق الأخضر بتقديم نشاطات المشروع التي تتضمن مسرحية عن كيفية استعمال الحواس ورواية القصة باستعمال الخيال والتنقيب عن الآثار بالتركيز على اللمس والنظر والتحليل ونشاطات تحاورية موجهة إلى فئة الشباب للنقاش حول الحقوق والمسؤوليات والقضايا.
مسار مشروع سوري ناتج عن رؤية سورية طُور خصيصاً ليتناسب مع البيئة والثقافة السورية وجميعُ برامجه ومشاريعه والمحتويات الثقافية لأبنيته نتاج عمليات مستمرة من مشاركات شباب وعائلات وأساتذة سوريين وآرائهم من خلال منظورهم لماضي سورية وحاضرها ومستقبلها.
سانا