محاضرة للدكتور معن صلاح الدين العلي في ثقافي الحسكة

شهد المركز الثقافي العربي بالحسكة محاضرة قيمة للدكتور معن صلاح الدين العلي بعنوان «الضمير الحي بين الضرورة الوطنية والواجب الروحي»، وذلك في الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 4 أيار 2010.

ويمكن القول أن مفهومي الخير والشر لم يظهرا إلا عندما تقدمت الإنسانية واستقرت وانتظمت وأصبح لكل فرد من أبناء الجماعة البشرية مكان وحيز وأسرة وممتلكات شخصية، وكان لا بدّ من حماية الضمير المتشكل من خلال حماية الخير ومقاومة الشر. ويمكن فهم لفظ الضمير بأكثر من طريقة، فقد يعني القبول بالشريعة الأخلاقية المقبولة أيضاً في المجتمع، ومن جهة أخرى يمكن أن يكون الضمير هو الشعور بالرضا عند التزام الفرد بتلك القواعد أو الشعور بالسخط عند مخالفتها.

أما الضمير بالمستوى الأعمق كما أشار إليه الباحث الدكتور معن العلي فهو العمل للتخلص من مفرزات الأنا والبحث عن الهمّ العام وتفضيل المصلحة العليا على المصلحة الفردية الزائفة فهو يقول: «إن أي إصلاح يجب أن يكون هدفه الإنسان، لأنّ الإنسان - كما قال القائد الخالد حافظ الأسد "هو منطق الحياة وغايتها"، أي تمكين دور الضمير الإنساني من أجل الإنسان من خلال الإيثار وتجاوز الأنا الذاتية إلى نحن الفعّالة من خلال القيم العظمى، فضمائر الأفراد هي ضمير الوطن، ومما سبق يكون أي فرد مسؤولاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً ودينياً واجتماعياً وأسرياً من خلال المواطنة الصالحة».


الدكتور معن صلاح الدين العلي يلقي محاضرته

ومن جانب آخر فقد أشار الباحث إلى مفهوم الضمير انطلاقاً من مواقف السيد الرئيس بشار الأسد، وذكر الباحث بعضاً من تلك المواقف التي أظهرها سيادته والتي تعبر عن الضمير العام أو ضمير الوطن، حيث يقول: «ضمير الوطن السيد الرئيس بشار الأسد يرى بعين المساواة جميع المخلصين من أبناء الشعب، ومن جميع القطاعات الاقتصادية والصناعية والزراعية والدينية والثقافية بل وحتى الخدمية بصرف النظر عن تخصصهم، فالمهم عنده هو حضور الضمير الحي عند هؤلاء المخلصين من أبناء الشعب ويقوم بتكريمهم شخصياً، فقد تم على سبيل المثال تكريم مئة مدرسة من مدارس القطر حققت نسباً عالية من النجاح بمناسبة عيد المعلم العربي هذا العام».

وأشار الباحث إلى التحديات الداخلية و الخارجية التي تعترض طريق تقدم الوطن وازدهاره المنشود ودور الضمير الحي في التقليل من أخطار تلك التحديات: «إن الحضارة لا تكون إلا بالضمير الحي والوطن بحاجة يوماً بعد يوم وأكثر من أي وقت مضى إلى المزيد من الضمائر الحية للحفاظ على كرامته وعزته ومكانته بالرغم عن التهديدات التي تحيط بهذا البلد من الخارج. ومن جانب آخر كان لا بدّ من عملية الإصلاح أي التطوير والتحديث التي يقودها ضمير الوطن السيد الرئيس بشار الأسد. وهذه العملية تحتاج منا إلى الصدق والإخلاص لكي نبني أسرتنا الكبيرة. أما عن الفساد فهو لا يكافح بقرار فحسب بل من خلال تحمل المسؤولية من الجميع دون استثناء وترك المجال أمام الضمير ليلعب دوره في المحاسبة الذاتية. وعن ذلك يقول السيد الرئيس بشار الأس: "إن عملية مكافحة الفساد لا تقوم فقط على المحاسبة فمن لا يرى غير المحاسبة لمكافحة الفساد كأنه لا يرى من السياسة سوى الحرب"».

و أخيراً وضّح الباحث مفهوم الضمير العامل كون الضمير سلوكاً وعملاً بالمحصلة، فالعمل هو أولى الفضائل، فقد أشارت إلى فضله كافة الأديان السماوية والشرائع الوضعية.

كولوس سليمان - الحسكة

اكتشف سورية