اختار عبد الوهاب حمزة التعبيرَ للوصول إلى مضامين إنسانية تلقائية وغير مباشرة ليعبر بالصورة عن حالات إنسانية غير مستقرة، فهو يقول: «أنا أبحث .. لكي أجد» قاطعاً الطريق أمام السؤال عن التنويع في المضامين والأساليب.
في صالة المركز الثقافي العربي بالحسكة يوم الأحد 28 آذار 2010، عرض حمزة آخر أعماله التعبيرية التي تصف ما يجول داخل الإنسان من مشاعر وأحاسيس وانفعالات عن طريق التحوير في اللون والشكل، لنرى ذاك التعبير في لوحاته. لقد ابتعد حمزة قليلاً عن التشكيل مقترباً قليلاً أيضاً من المسرح أو اللقطة وخاصة أنه يعمل أيضاً في مجال التمثيل، فحاول أن يجمع بين الاثنين ليعبر عن خصوصيته التي تشكل عنده هاجساً ودافعاً في الوقت نفسه، ليكون كما هو وليس شخصاً آخر، فهو ليس بيكاسو الذي يقول: «أنا لا أبحث .. بل أجد»، بل هو ذلك البسيط -إن صح التعبير- الذي يرنو نحو التجريبية.
وعندما سألناه عن سبب اختياره لشخصين في اللوحة الواحدة وتكرار هذا الاختيار في معظم اللوحات، أجاب قائلاً: «الموسيقي عندما يعزف، يكون نفسه المستمع، وكذلك الفنان عندما يرسم يكون هو نفسه المشاهد. وهكذا فكلّ منّا مرتبط على نحو ما بخصوصيته، كأنّ الأمر هو حوار دائم بين الشخص وقرينه، أو بمعنى آخر لا يكون الفرد إلا بوجود الآخر، وكأنّ الأمر عندي هو وجود كائنين الأول يفكر والثاني يعمل ليتمما بعضهما البعض».
وعن علاقة المسرح بالتشكيل، قال: «إنّ هاجسي هو التعبير بوساطة الجسد، سواء في التمثيل أو في الرقص أو الرسم أو أي شيء آخر، لذلك أختار الجسد البشري موضوعاً بصورة مستمرة عندما أرسم، لأن الجسد مادة غنية للتعبير عن الأحاسيس والانفعالات بصورة تلقائية ومحببة».
كولوس سليمان - الحسكة
اكتشف سورية