مها العمري تعرض في ثقافي أبو رمانة

26/كانون الثاني/2010

تستحضر التاريخ والتراث على زجاجها الذي تلونه بشفافيةٍ تبرز من خلالها تمكّنها من فن عرفته المنطقة منذ أيام الحضارة الفينيقية على سواحل بلاد الشام.

هذه أبرز ملامح معرض الفنانة مها صبحي العمري، والمقام في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة والذي يضم 50 عملاً فنياً تتوزع بين الأواني الزجاجية المزينة بالمنمنمات ولوحات تستحضر فيها العمري تاريخ المنطقة الفينيقي وتاريخ الحضارة الفرعونية المصرية والتراث الديني الإسلامي والمسيحي في المنطقة العربية.

«اكتشف سورية» زار المعرض والتقى الفنانة مها العمري التي تحدثت عن سبب مواصلتها العمل على نفس الأسلوب والتقنية في معارضها قائلة: «إن الرسم على الزجاج كفن ليس بغريب عن المنطقة، فهو ابن الحضارة الفينيقية التي قامت على سواحل بلاد الشام، وعرفته الحضارة العربية أيضاً، لذا كان اختياري للعمل مع هذه المواد دون غيرها لأني أرى فيها ابنة البيئة والمنطقة والحضارة التي ننتمي إليها وهي ليست بالغريبة أو البعيدة عنا بل بالعكس هي من وحي تاريخنا».

ورغم تعاملها مع فن تعود جذوره التاريخية إلى الحضارة الفينيقية إلا أن العمري قدمت في معرضها المقام حالياً مجموعة من الأعمال التي تحاكي الحضارة الفرعونية المصرية، وهنا تؤكد: «إن الحضارة المصرية القديمة كانت مصدر وحي وإلهام كبير بالنسبة لي، لذا حاولت تقديم مجموعة من الأعمال التي تحاكي الفنون التي عرفتها تلك الحضارة محاولةً أن استحضر طرائق رسم الشخوص الذي كان سائداً في الحضارة المصرية القديمة كي أضفي على عملي الفني شيئاً من الواقعية والقرب من الصورة الراسخة في الأذهان عن تلك الحضارة».

تقدم العمري بين أعمالها عدداً من اللوحات التي تجسد التراث الديني الإسلامي والمسيحي فتظهر المآذن والخط العربي إضافة إلى لوحة العشاء الأخير والسيدة مريم العذراء، وهنا تقول العمري في حديثها لـ «اكتشف سورية»: «هذه الأعمال هي بالفعل تتحدث مباشرةً عن تراث هذه المنطقة سواء كان الإسلامي أو المسيحي، فمن هنا نشأت هاتان الديانتان السماويتان ومن هنا انتشرتا إلى العالم ولا زالتا متعايشتين على تراب هذه المنطقة».


الفنانة مها صبحي العمري

لا يقتصر معرض العمري على اللوحات التي رسمتها على الزجاج، إنما تقدم وكعادتها مجموعة من الأواني الزجاجية المزخرفة بالألوان وهنا تقول العمري أن «هذا الفن الذي تعود جذوره إلى الحضارة الفينيقية ولم تخل منه الحضارة العربية هو الذي استهواني فأحببت أن أتعامل معه وأنجزه بطريقتي الخاصة، وهذا الفن بالذات لفتتني فيه الدقة التي يحتاجها في العمل وقدرته على تغيير وظيفة الآنية ذات الاستعمال الاستهلاكي أو الخدمي إلى وظيفة جمالية لذا وجدت نفسي شغوفة بالعمل على هذه القطع الزجاجية».

ورغم أنها استحضرت رموزاً وشخصيات من الحضارة الفرعونية المصرية القديمة، إلا أن العمري لم تنسَ أن تواصل ما بدأته في معارض سابقة من استحضار الحضارة الفينيقية التي قامت على سواحل بلاد الشام وازدهرت فيها، فقدمت العمري عدداً من الأعمال التي تحاكي الهوية الفينيقية وهنا تقول: «هذا المعرض بتقنيته مستوحىً من الحضارة الفينيقية ومن فن أنتجته الحضارة الفينيقية وأخذته عنها باقي الحضارات، فمن غير المعقول ألا يكون في معرضي عدد من اللوحات التي أريد منها التواصل مع مجد الحضارة الفينيقية، ومن هنا جاء اختياري للوحات تمثل المراكب البحرية التجارية الفينيقية التي عرفتها تلك الحضارة وعرفها كل العالم من خلالها فوجدت نفسي منحازة في كثير من الأحيان لإنجاز أعمال تتحدث عن هذه الحضارة العريقة».

الفنانة مها صبحي العمري في سطور:
- من مواليد مدينة دمشق.
- مارست العمل الفني في النمنمة على الزجاج ومزج الألوان.
- قدمت خمسة معارض في واشنطن ونيويورك وكاليفورنيا وماريلاند ودمشق في المراكز الثقافية وفي معرض دمشق الدولي وفي كنيسة الصليب والمنتدى الثقافي.


عمر الأسعد
اكتشف سورية