تستحضر التاريخ والتراث على زجاجها الذي تلونه بشفافيةٍ تبرز من خلالها تمكّنها من فن عرفته المنطقة منذ أيام الحضارة الفينيقية على سواحل بلاد الشام.
هذه أبرز ملامح معرض الفنانة مها صبحي العمري، والمقام في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة والذي يضم 50 عملاً فنياً تتوزع بين الأواني الزجاجية المزينة بالمنمنمات ولوحات تستحضر فيها العمري تاريخ المنطقة الفينيقي وتاريخ الحضارة الفرعونية المصرية والتراث الديني الإسلامي والمسيحي في المنطقة العربية.
«اكتشف سورية» زار المعرض والتقى الفنانة مها العمري التي تحدثت عن سبب مواصلتها العمل على نفس الأسلوب والتقنية في معارضها قائلة: «إن الرسم على الزجاج كفن ليس بغريب عن المنطقة، فهو ابن الحضارة الفينيقية التي قامت على سواحل بلاد الشام، وعرفته الحضارة العربية أيضاً، لذا كان اختياري للعمل مع هذه المواد دون غيرها لأني أرى فيها ابنة البيئة والمنطقة والحضارة التي ننتمي إليها وهي ليست بالغريبة أو البعيدة عنا بل بالعكس هي من وحي تاريخنا».
ورغم تعاملها مع فن تعود جذوره التاريخية إلى الحضارة الفينيقية إلا أن العمري قدمت في معرضها المقام حالياً مجموعة من الأعمال التي تحاكي الحضارة الفرعونية المصرية، وهنا تؤكد: «إن الحضارة المصرية القديمة كانت مصدر وحي وإلهام كبير بالنسبة لي، لذا حاولت تقديم مجموعة من الأعمال التي تحاكي الفنون التي عرفتها تلك الحضارة محاولةً أن استحضر طرائق رسم الشخوص الذي كان سائداً في الحضارة المصرية القديمة كي أضفي على عملي الفني شيئاً من الواقعية والقرب من الصورة الراسخة في الأذهان عن تلك الحضارة».
تقدم العمري بين أعمالها عدداً من اللوحات التي تجسد التراث الديني الإسلامي والمسيحي فتظهر المآذن والخط العربي إضافة إلى لوحة العشاء الأخير والسيدة مريم العذراء، وهنا تقول العمري في حديثها لـ «اكتشف سورية»: «هذه الأعمال هي بالفعل تتحدث مباشرةً عن تراث هذه المنطقة سواء كان الإسلامي أو المسيحي، فمن هنا نشأت هاتان الديانتان السماويتان ومن هنا انتشرتا إلى العالم ولا زالتا متعايشتين على تراب هذه المنطقة».
عمر الأسعد
اكتشف سورية