عرض مميز لجوقة الفرح بحضور السيد الرئيس والسيدة عقيلته

بحضور السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته، شهدت دار الأسد للثقافة والفنون مساء أمس حفلاً مميزاً لـجوقة الفرح، التي عادت منذ أيام من جولة لها في الولايات المتحدة الأميركية، حيث شاركت في مهرجان أرابيسك، في مركز جون ف كينيدي.

وكان لحضور السيد الرئيس والسيدة عقيلته الأثر الطيب والرائع الذي انعكس على الحفل برمته، والذي أضاف الفرح الكبير إلى «جوقة الفرح»، ففي حديث خاطف مع الأب الياس زحلاوي، قال لـ«اكتشف سورية» ووجهه يفيض بالفرح وابتسامته العريضة تملأ وجهه: «نعم، لقد كرَّمنا السيد الرئيس والسيدة عقيلته بحضورهما العرض الثاني للجوقة في دار الأسد للثقافة والفنون»، ولم يخف الأب زحلاوي مؤسس «جوقة الفرح» سعادته وفرحه بهذا التكريم، وبالنجاح الباهر الذي حققه أطفال وأعضاء الجوقة داخل وخارج سورية.

قدمت الفرقة برنامجها الجديد والذي تضمن العديد من الأناشيد الوطنية والدينية التي تعبر عن التراث الحضاري والإنساني والوطني لسورية. والتي دفعت الجمهور إلى الاندماج بهذا الإبداع الخالص الذي تجلى على لسان البراءة الخالصة الممثلة بهؤلاء الأطفال الموهوبين.

أما الأستاذ نوري إسكندر، المؤلف الموسيقي الكبير، والذي كان أحد حضور هذا الحدث الفني الممتع، فقد خص «اكتشف سورية» بعضاً من انطباعاته، قائلاً: «لقد كانت الحفلة مريحة جداً، بدءاً من لحظة دخول الموسيقيين ومغني الكورال (وعددهم يتراوح بين المئة والمئة وعشرين)، حيث دخلوا بأزياء شعبية مختلفة ذات ألوان جميلة مبهجة، وبدؤوا بغناء التراتيل الدينية والأغاني الوطنية والشعبية السورية، بأصواتهم الناعمة الطفولية، كل ذلك بجمالية وتناغم مع الأوركسترا التي رافقتهم. لقد كان تحضير الأداء متقناً، ويعود الفضل بذلك للسيدة كلوديا توما قائدة فرقة الأطفال، الذين غنوا بلغات متعددة (الإنكليزية-السريانية-العربية)، ولم يقتصر غناؤهم على لون واحد، فغنوا تراتيل مسيحية وإسلامية، ووطنية، وتراثية، فكان البرنامج يمثل سورية موسيقياً، في موسيقاها الشعبية والدينية بكافة أنواعها وأطيافها، كل ذلك بشكل جميل ومتقن».


ويتابع الأستاذ نوري قائلاً: «ثم كانت المفاجأة الأكبر بحضور السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته إذ كان لذلك بالغ الأثر في نفوس الحاضرين، وفي نفوس أعضاء الفرقة ومشرفيها، وخصوصاً عندما تكرّم سيادته بالاستجابة لدعوة السيدة كلوديا بالتقاط الصور مع الأطفال. لقد كانت لفتة جميلة جداً من السيد الرئيس وعقيلته وضيوفه، إذ عم الحبور والبهجة لدى الجميع، وعبر ذلك عن التشجيع الكبير الذي يبديه السيد الرئيس للفن والإبداع عموماً، وعلى الأخص، عندما يأتي هذا الإبداع من أطفال بعمر الورود، يمثلون الأمل بمستقبل هذا الوطن، في ظل قيادته المهتمة بكل نشاط يساهم في تطوره ونموه وازدهاره».

وعن رأيه بتجربة «جوقة الفرح» يقول الأستاذ نوري إسكندر:
«لقد تعهدت هذه الفرقة القيام بمهمة موسيقية تربوية راقية جداً، وهم يقدمون كل سنة عرضاً جميلاً، وفي سفرهم إلى الولايات المتحدة قدموا الشعب السوري بأبهى حلة، وكانوا موفقين، وسنتابع تفاصيل رحلتهم هذه في الكتيب الذي سيصدر قريباً ويتحدث عنها. لقد كان أداء الأطفال مقنعاً جداً، وقريباً من النفوس والأرواح، ومنهم من غنى مقاطع غنائية فردية (سولو) بشكل مدهش ومحبب، وهم لم يتركوا موضوعاً إلا وتناولوه: فقدموا الأغاني الشعبية السورية، وغنوا عن فلسطين وغزة، وعن سورية، كما قدموا التراتيل الدينية المسيحية والإسلامية بشكل يفوق قدرات من في سنهم.

أما بالنسبة للموسيقيين فقد أدوا الدور المطلوب منهم بشكل جيد، وبعضهم من خريجي المعهد العالي للموسيقى، وبعضهم من طلابه، ولكنهم كانوا موفقين في أداء مهمتهم.

وعبرت السيدة كلوديا توما -قائدة جوقة الفرح-  في حديث لـ«اكتشف سورية» عن سعادتها الغامرة بحضور السيد الرئيس والسيدة عقيلته، وأعطتنا لمحة عن رحلة «جوقة الفرح» للولايات المتحدة، والانطباع الذي تركته لدى الجمهور الأمريكي ووسائل الإعلام الأمريكية. حيث قالت: «لقد شرفنا السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته بحضور هذا الحفل، وإن حضوره هو بمثابة تكريم كبير للفرقة»، ووصفت انطباع الأطفال وردة فعلهم على حضور السيد الرئيس لحفلهم قائلة: «إن مجرد حضور سيادته غمر الأطفال بحالة من الفرح والاعتزاز، وجعل أدائهم أقوى وأكثر حماساً، وكذلك الأمر بالنسبة للجمهور الذي تصاعدت انفعالاته واشتد تفاعله مع ما يقدمه الأطفال. لقد زاد حضور سيادته من إحساسنا بالمسؤولية ودفعنا أكثر فأكثر لتقديم الأداء الأمثل، والتميز في كل ما نقوم به من غناء وموسيقى».

وعن رحلة الفرقة في الولايات المتحدة، قالت السيدة توما: «لقد كانت مشاركة جوقة الفرح في مهرجان أرابيسك مميزاً للغاية، إذ عهد إليها بتقديم حفل افتتاح المهرجان، والذي حضره العديد من الشخصيات الرسمية العربية، كالسيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدد من السفراء العرب والأجانب المتواجدين في واشنطن، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الرسمية والثقافية الأمريكية.

لقد كان حفل الافتتاح حفلاً مميزاً بكل المقاييس، وأضفت جوقة الفرح عليه جواً من الفرح والروعة، كون الفرقة مؤلفة من أطفال حملوا معهم براءتهم وعفويتهم وبساطتهم، فأتى العرض بمجمله عرضاً نوعياً».

وعن ردة فعل الأمريكيين على هذه المشاركة، قالت: «بالحقيقة، لقد شعرت – في عدة مناسبات – أنهم غير مصدقين لما يشاهدونه. وظهروا كمن لا يعرف أي شيء عن سورية. فمثلاً من الأمور التي سئلت عنها مراراً: أنه كيف يمكن لسيدة سورية أن تكون قائدة فرقة موسيقية كبيرة؟ وكيف يمكن أن يكون في سورية فرقة ضخمة تضم مسيحيين ومسلمين وتنشد تراتيل دينية مسيحية، وبذات الوقت تترنم بموشحات دينية إسلامية؟!

إن روح التآخي هذه كانت مفاجئة بالنسبة لهم، وبصراحة وباختصار لقد شعرت بأنهم كانوا مذهولين بكل ما للكلمة من معنى».

وفي سؤال عن الصدى الذي تركته الفرقة لدى أهلنا السوريين المغتربين في الولايات المتحدة، أجابت السيدة توما قائلة: «ما في أحلى منهم؛ لقد كان تفاعلهم معنا منقطع النظير، فما أن نبدأ بأغنية جديدة حتى نسمع الآهات وترتفع الزغاريد، وتعلو أصواتهم بالمشاركة في كل الأغاني والألحان، وفي أحيان كثيرة اغرورقت عيون الكثيرين بالدموع والبكاء. لقد فجر أطفال جوقة الفرح حنينهم وشوقهم إلى سورية».

وكان سؤالنا الأخير عن طبيعة البرنامج الموسيقي الذي قدمته الجوقة إبان رحلتها، فأجابتنا السيدة توما: «لقد تم إعداد برنامج الحفل بعناية فائقة ليكون برنامجاً يحمل في طياته بعضاً من إرثنا الثقافي السوري. ففيه الأغاني الوطنية، إضافة إلى الموسيقى الدينية، وأغاني الأعراس المحلية ..الخ.
لقد كان برنامجاً سورياً متكاملاً بامتياز، وهو يحمل رسالة للعالم كله عن روح الإلفة والتعايش والمحبة لدى شعبنا، وغنى الثقافة في بلدنا الحبيب، سورية».


.

اكتشف سورية