معرض الفنان فصيح كيسو في صالة الفنون الجديدة بالحسكة
05/15/2010
الإبداع حالة متميزة من النشاط البشري و الناتج الإبداعي سواء أكان لوحة أو تمثالاً أو قصيدة أو مقطوعة موسيقية. هو ناتج تلك الحالة ولكن ماذا سيحدث لو فكر المرء في إنتاج بعض النواتج الإبداعية الجديدة بوسائل و أساليب غير مألوفة على العموم ولكنها تقوم كغيرها من الوسائل على الاتصال والتخاطب، مع أن اللغة التي يخاطب بها فصيح كيسو المتلقي ليست غامضة، ولكنها ليست عملية واحدة منعزلة بل هي مزيج من العمليات النفسية المتفاعلة فيما بينها، وأظن أن فصيح نجح في تنظيم مجموعة من النشاطات المتباينة للوصول إلى غاية محددة وهي حقيقة تأثير التقانة والثقافة المعاصرة على الإنسان والمسائل الجدلية الملحة مثل الحب والكراهية، والشرق والغرب، والانتماء واللا انتماء، وغيرها من المسائل التي تخاطب الوجدان العربي وترصد حياة العرب والمسلمين في المهجر، خاصة في مبلورن (أستراليا) ونيويورك القرن الواحد والعشرين، في عالم أثقلته الحروب والسياسات التي تبنت فكرة الفوضى.
ابتعد فصيح عن المباشرة في التعبير لتكون أعماله فنية بجدارة، وليست تقارير سياسية أو مضامين إخبارية لأوضاع دولية معروفة، وهذا الأمر أعطى أعمال فصيح بعداً فنياً قابلاً للديمومة، فمن خلال حيواناته الأليفة والصور الشخصية لعائلة الفنان وسمكة طازجة وغيرها من الأعمال استطاع فصيح أن يرصد الواقع بلغة تعبيرية خاصة وأنه يستخدم التقنية ضد ذاتها ويجعل منها مادة تعبيرية في الوقت الذي كانت فيه سبباً لتغييب الإنسان وتهميشه.
يستخدم فصيح المواد والتقنيات والأساليب الأكثر حداثة للتعبير عن مضامين أعماله مثل الفيديو والحاسوب وجهاز الإسقاط السينمائي وفن التجهيز والأداء الحي، بالإضافة إلى التصوير الضوئي التقليدي والرقمي الحديث. ومن الملفت أن الفنان يقوم بمزج تلك المواد والأساليب للوصول إلى طرق مبتكرة من العرض، يقول فصيح عن هذه الفكرة: «من الناحية التقنية تتطرق الأعمال إلى تأثير الأدوات الرقمية كالحاسوب على إنتاج الصورة الضوئية باستخدام تقنية طباعة التصوير الضوئي المعروفة وبقياسات كبيرة حيث يتم إدخال الصورة الأصل في الحاسوب ليقوم بتعديلها للحصول على تأليف جديد ومبتكر يقترب من الفنون المفاهيمية، وإن بدت بعض تلك الصور للوهلة الأولى وكأنها صور شخصية كلاسيكية، إلا أن إدخال عناصر أخرى على الأصل أعطتها قراءة سريالية معاصرة تعبر عن دور الإعلان والدعاية والأيديولوجيات في ثقافتنا المعاصرة».
و أخيراً، فقد حمل معرض الفنان فصيح كيسو الذي افتتح يوم الخميس 13 أيار 2010 في صالة الفنون الجديدة في الحسكة عنوان «الحياة في القرن الواحد والعشرين».
فصيح كيسو في سطور:
دكتوراه في الفنون البصرية من جامعة سيدني، وماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ملبورن، حصل على ماجستير في العمارة الداخلية من الجامعة اللبنانية، وشهادة في الإنتاج السينمائي من جامعة نيويورك. وهو مدير مركز الفنون الجديدة بمدينة الحسكة، عرضت بعض أعماله في أماكن مهمة في العالم.
كولوس سليمان - الحسكة
اكتشف سورية
صورة عائلية - من أعمال الفنان فصيح كيسو |
من أعمال الفنان فصيح كيسو |
من معرض الفنان فصيح كيسو في صالة الفنون الجديدة بالحسكة |