«ملامح دمشقية» في عرض نخبوي في دار الفنون
02 06
عرض المخرج ريمون بطرس فيلمَه التسجيلي الجديد «ملامح دمشقية» في دار الفنون بالقنوات، في عرض ثالث مساء الثلاثاء 2 حزيران 2009، بعد عرضه في المنتدى الاجتماعي بدمشق منتصف أيار الماضي، وعرضه أواخر العام الماضي في الهواء الطلق على الجدار الشمالي للجامع الأموي بجانب ضريح صلاح الدين الأيوبي في عرض جماهيري؛ في محاكاة منه للجمهور العريض في الهواء الطلق وللجمهور النخبوي هنا.
شاء بطرس أن يبدأ فيلمه بسلام على الشام، منذ أن كانت دمشق بحيرة، ثم يروي قصة هابيل وقابيل وهو يصور الأماكن الأولى للمسكن البشري كالمغاور والكهوف، بعد تسلقه جبل قاسيون، ليبدأ بعده السرد التاريخي الموثق. وقد سعى عبر 32 دقيقة إلى تكثيف تاريخ المدينة ليقدم لنا رؤيته عن دمشق العريقة بالحضارة، وبحضارات عديدة مرت عليها، كما يقول بطرس: «فكانت دمشق دائماً تستوعب الجميع وتؤثر في الجميع، ليذهبوا وتبقى هي». فخلال ثمانية آلاف عام، تتالت عليها الحضارات وأسهمت في بناء المدينة من العموريين، والآراميين، والآشوريين، والرومان، والبيزنطيين، والفتوحات العربية الإسلامية لتكون عاصمة الأمويين، وصولاً إلى نهاية القرن التاسع عشر؛ مشيراً إلى الإبداع العمراني لدمشق وما اشتهرت به من علوم وفنون.
وفي سيناريو درامي-شاعري يمر على الشخصيات الإنسانية والتاريخية في كل من تلك المراحل: كالآلهة عشتار، والمعماري أبولودور الدمشقي، وبولس الرسول، ويوحنا الدمشقي، وغيرهم.
زاد صوتُ الفنان طلحت حمدي، ذو الأداء الدرامي المميز، المشهد البصري للفيلم، فكانا يتصاعدان مع تصاعد أحداثه ليزيدا من التشويق أحياناً ومن الشاعرية أحياناً أخرى.
ويركز الفيلم في قسم منه على دور دمشق في انتشار المسيحية باتجاه العالم، ويروي حكاية شاؤول -القائد العسكري الروماني- اعتنق المسيحية على أسوارها بعد أن جاء إليها على رأس جيشه للقضاء على المسيحيين فيها، ليصبح بولس الرسول الذي نشر المسيحية في أوروبا.
ومع وصول الفتح العربي الإسلامي إليها، وحصارها لمدة ستة أشهر، يذكر بطرس أن أهل دمشق اختاروا الميل إلى العرب الفاتحين، فكانت اليقظة اليعربية الأولى في بلاد الشام.
أراد بطرس أن ينهي فيلمه «ملامح دمشقية» بطريقة شعرية، ليختتمه بمقتطفات شعرية لكل من نزار قباني، ومهدي الجواهري، ومحمود درويش، وسميح القاسم، وطلال حيدر.
وبعد العرض، فُتح النقاش بين الجمهور والمخرج، بإدارة من أحمد تيناوي، حول الموسيقى في الفيلم التي كتبها فاهيه دمرجيان، وحول الترجمة المتقنة للانكليزية، وحول المادة التاريخية، وحول تصنيف الفيلم كوثائقي أو رؤية شخصية.
الجدير ذكره أن هذا الفيلم من إنتاج وزارة الإدارة المحلية، ومن تمويل المفوضية الأوروبية في سورية، وبإشراف برنامج تحديث وتطوير الإدارة البلدية في سورية، وهو من سيناريو وإخراج ريمون بطرس باستشارة تاريخية آثارية لعبد العزيز علُّون.
طوني جرّوج
ت: عبدالله رضا
اكتشف سورية