الصفحة الرئيسية | شروط الاستخدام | من نحن | اتصل بنا
|
شارك الفنان الموسيقي الكبير نوري اسكندر في نشاطات مهرجان «أنغام من الشرق» الذي تنظمه هيئة الثقافة والتراث في أبوظبي، وذلك من خلال مقطوعة «حوار المحبة-يا واهب الحب» التي عزفتها الأوركسترا السيمفونية السورية بقيادة الفنان ميساك باغبودريان، وكذلك من خلال محاضرته «الموسيقى العربية المعاصرة: من الناحية التأليفية» التي ألقيت في قاعة ابن ماجد في أبوظبي مساء الثلاثاء الخامس من أيار.
وجاءت مقطوعة «حوار المحبة-يا واهب الحب» التي ألف كلماتها الفنان التشكيلي ياسر حمود، في سياق مجموعة من المقطوعات والتآليف الموسيقية التي قدمتها الفرقة السيمفونية السورية وضمت عدداً من المقطوعات ألفها موسيقيون سوريون، واعتمدت استخدام ربع الصوت والمقامات الشرقية ضمن سياق أوركسترالي، في محاولة لإبداع موسيقى عربية جديدة محافظة على روحيتها مع استيعاب ما طرأ على فن التأليف الموسيقي من تطور.
وجاءت مساهمة المؤلف الموسيقي الكبير نوري اسكندر ضمن هذا السياق، حيث ساهم أربعون شاباً وشابة في غناء الترانيم السريانية والأناشيد الإسلامية بالإضافة إلى الشعر المتشح بلمسات الصوفية، مترافقة بالموسيقى التي استقت روحها من أعماق التراث الحضاري الإنساني، مما دفع بالجمهور إلى الوقوف في نهاية المقطوعة والتصفيق لعدة دقائق بدون انقطاع.
وقد زار المؤلف الموسيقي الكبير نوري اسكندر «اكتشف سورية» بعد عودته من أبوظبي، وكان لنا معه هذا اللقاء:
الحمدلله على عودتكم بالسلامة، أستاذ نوري. كنتم خلال العام الفائت مشغولين في حفلات في سورية وخارجها. وها أنتم تعودون من أبوظبي بعد أن شاركتم بمحاضرة، وكذلك بعملين في الحفلة التي قدمتها الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية. نود لو تحدثوننا عن المحاضرة التي كانت الثالثة وبعنوان «الموسيقى العربية المعاصرة، من الناحية التأليفية»:
تتكلم المحاضرة عن التجربة الموسيقية العربية المعاصرة، حيث إن المؤلفين في الموسيقى الجادة الكلاسيكية في العالم العربي، ابتداءً من عشرينيات القرن الماضي، كتبوا أعمالاً موسيقية سيمفونية جادة لكنها كانت ترجمة للموسيقى الكلاسيكية، ولم تكن هناك لغة موسيقية عربية محلية مقنعة، بل كانت الانتقالات بين الحوارات والأفكار ذات طابع غربي والأكورات الهارمونية غربية بينما الجملة الموسيقية شرقية، وطغى الطابع الغربي على المحتوى الشرقي، وبقيت بعيدة عن ذوق الجمهور العربي.
فيما بعد، وفي الجيلين الثالث والرابع من المؤلفين العرب، ومنذ السبعينيات، بدأ المؤلفون يعملون على مسافات شرقية باستعمال الأرباع في المقامات والأجناس مما جعلها أقرب إلى الجمهور العربي، ولكن للأسف لا يصلنا ما يعملون عليه.
ثم تكلمتُ عن أسلوبي في المقامات والأجناس التي تنبع مني كشرقي، حيث يتجسد البوليفوني والهارموني، والتأكيد على أن يكون الحوارُ الرابط بين هذه الجمل والتفاعلات الموسيقية محلياً حتى تكون أقرب للجمهور. وقدمت مثالاً على ذلك في الثلاثي الوتري.
على «اكتشف سورية»، هناك استفتاء حول الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التعريف عن النشاطات الثقافية. ما رأيكم شخصياً بهذا الدور؟
للإعلام الدور الأساسي في تقديم التجارب الجديدة للجمهور الأوسع، أولاً للتعريف بالأعمال الجديدة للمؤلفين السوريين، وثانياً للتشارك في تجارب المؤلفين في الوطن العربي والعالم من أجل خلق حراك وجدل عام يؤديان إلى تطوُّر التجربة التأليفية الموسيقية الجادة.
ما رأيكم بالدور الذي تقوم به المؤسسات الإعلامية في سورية؟
إن المشاركة ما بين المؤسسات العامة والخاصة يؤدي إلى تغطية جوانب عديدة من الحركة الموسيقية، ونحن نشهد في سورية نشوء جمعيات ودور نشر متخصصة في الموسيقى تقوم مشكورة بتوثيق، ونشر، وتقديم الموسيقيين السوريين المعاصرين، وذلك حسب الإمكانيات المتاحة لها.
طوني جرّوج
اكتشف سورية
المشاركة في التعليق