العمري لاكتشف سورية: هناك مساحة إبداعية في الزجاج الملون 29/كانون الثاني/2009
يعتبر الرسم على الزجاج من أهم العناصر المميزة لفنون الحضارة الفينيقية التي كانت قائمة في المنطقة، ولم يتوقف أثرها إنما أخذت عنها الحضارات التي أتت بعدها هذا الفن وأضافت عليه حتى تبلور بهذا الشكل.
وتستلهم الفنانة مها العمري من خلال معرضها المقام في المركز الثقافي العربي بدمشق (أبو رمانة) الرموز الفينيقية وتجعلها عنواناً لمعرضها الذي يضم حوالي 50 لوحة استخدمت فيها التلوين على الزجاج كمادة أساسية في إنجاز العمل الفني، وشخصت رموز حضارات وثقافات عدة مرت على المنطقة، ولم تقتصر على الرموز الفينيقية فقط، فمن اللوحات ما يجسد أبجدية أوغاريت الأولى، وأخرى تمثل العشاء السري للسيد المسيح وتلامذته، لتستحضر العمري بعدها رموزاً إسلامية كالحسين بن علي. وفي هذا تقول العمري «لاكتشف سورية»: «إننا في منطقة شملت تعدداً ثقافياً وحضارياً رائعاً يجب الاستفادة منه في محاكاة فنية وتجسيد إبداعي يغذي التواصل ولا يقطعنا عن إرثنا الحضاري والإنساني».
شمل القسم الثاني من المعرض منمنات ورسماً على أواني زجاجية أبدعت فيها العمري، وتضيف في نفس السياق: «الفينيقيون هم أول من صنع الزجاج الملون واشتهروا بتجارته، وهناك مساحة إبداعية في الزجاج الملون تغري المبدع للعمل عليها، خاصة أن هذه المادة لها خصوصية، فهي شفافة وسهلة الكسر وتتطلب كثيراً من الحذر وكثيراً من الإحساس العالي في التعاطي معها كمادة أولية لعمل فني».
في هذا المعرض تقدم مها العمري خلاصة تجربة تداخلت مع الحضارات المتعاقبة في المنطقة، وتستقي رموزاً وعناصر ثقافية ليست غريبة على أحد منا لتعيد صياغتها وتشكيلها على طريقتها، ولتضيف إلى فن اعتاد البعض النظر إليه على أنه فن تقليدي، وهي تسجل محاولة في إخراج الرسم على الزجاج من دائرة الحالة التقليدية إلى الحالة الإبداعية الخالصة.
الفنانة مها العمري في سطور:
- من مواليد دمشق.
- مارست العمل الفني على الزجاج (لوحات وأواني زجاجية)، وتابعت برامج ودروساً في كاليفورنيا وواشنطن.
- أقامت معارض في نيويورك وواشنطن، ولها ثمانية معارض في دمشق وخمسة معارض في الولايات المتحدة الأميركية، في واشنطن وكاليفورنيا ونيويورك وفلوريدا.
|