مشروع للتعاون السياحي بين سورية وفرنسا

15/تشرين الثاني/2008

أكد الدكتور سعد الله آغة -وزير السياحة- في اليوم الثاني من زيارته لفرنسا على أهمية القفزة النوعية التي شهدتها سورية في مجال السياحة، وذلك بفضل توجيهات القيادة السياسية لاعتماد السياحة محركاً وجسراً للحوار بين الحضارات. وذلك ضمن إطار حملة الترويج للسياحة إلى سورية التي أطلقتها وزارة السياحة في فرنسا.

وقال آغة القلعة خلال لقاء عمل مع العديد من مراسلي كبريات الصحف والمجلات الفرنسية التي تهتم بقطاعي الاقتصاد والسياحة: «إنّ السياحة تقوم على معطيات أهمها توافر العناصر الأولية مثل الثقافة والحضارة».

كما التقى وزير السياحة ضمن الجهود الهادفة إلى الترويج السياحي في ورشة عمل بالفعاليات والشركات والمكاتب السياحية في فرنسا، وأشار إلى أنّ سورية هي مهد الأبجدية، وأنّ أول مكتبة في العالم اكتشفت في سورية، حيث أشار إلى وجود أقدم مدينتين مأهولتين هما دمشق وحلب، وخص دمشق لكونها مهد الدولة الإسلامية الأموية الأولى ومهد المسيحية التي انطلق بها إلى الغرب بولص الرسول الذي تحتفل سورية هذا العام بمرور 2000 عام على ميلاده بإقامة الكثير من الاحتفالات الفنية والدينية.

وأبرز وزير السياحة أهمية هذه العوامل كلها لأنها تجعل السوريين بكل أديانهم فخورين بتاريخهم الذي يجسد التجانس والتعايش اللذين يوفران لسورية الأمن والاستقرار والمحبة.

وتطرق الوزير آغة القلعة إلى البعد الاقتصادي، فأكد أن السياحة اليوم قد أصبحت جزءاً من الناتج الوطني السوري وتشكل 14.2 بالمئة منه، إضافة إلى ما توفره من القطع الأجنبي بنسبة 31 بالمئة، وإنّ عدد السياح قد وصل إلى أربعة ملايين وستمائة ألف سائح عام 2007، مشيراً إلى أنّ السياحة السورية تتضاعف كل خمس سنوات.

وتحدث الوزير عن ضرورة فتح المدارس والمراكز التأهيلية المتخصصة بالسياحة، وبأن سورية تحتاج إلى خمسين ألف عامل مختص ومؤهل للعمل ضمن المشاريع السياحية الحيوية السورية.

وفي كلا اللقاءين جرى حوار معمق حول المسائل السياحية في سورية، وبنية الاستثمار والتسهيلات الجديدة، وقد تحدث عدد من الإعلاميين الفرنسيين عن أهمية الحملة الترويجية وكيفية التواصل لنقل الصورة الحضارية لسورية عبر فرنسا وأوروبا، كما أكد أصحاب الشركات السياحية أهمية وضع سورية على قائمة المقاصد السياحية الجديدة، وقد حضرت السيدة لمياء شكور -سفيرة الجمهورية العربية السورية في باريس- اللقاءين.

يُذكر أنّ وزير السياحة آغا القلعة اجتمع أمس الجمعة 14 تشرين الثاني 2008 بنظيره الفرنسي ايرفيه نوفللي وبحث معه أوجه التعاون في المجال السياحي بين البلدين، حيث تم الاتفاق على مشروع برنامج تنفيذي زمني لإجراءات التعاون السياحي بين سورية وفرنسا.