12/تشرين الثاني/2008
تجربة الطفلة لاريسا الصالح الشوفي إبنة الست سنوات تجربة رائدة في مجال فن الطفل وتحتاج إلى دراسة متأنية في هذا المجال، حيث تسيطر على هذا السن العلاقات العفوية الخالية من العيوب وتقنيات الكبار التقليدية، وهذا ما يساعد الطفل على خلق عمل إبداعي مميز.
بمناسبة معرضها الحالي في المركز الثقافي العربي في السويداء، وللتعرف على تجربتها بشكل أكثر، التقى «اكتشف سورية» لاريسا، ووالدتها، والمشرف عليها الأستاذ عادل أبو الفضل في المعرض، وكان معهما هذا الحوار:
مرحبا لاريسا، في أي صف تدرسين؟
في الصف الأول.
في أي سنة بدأت الرسم؟
منذ زمن بعيد، عندما كنت في الثانية من عمري.
هل حضر أصدقائك إلى المعرض؟
نعم
ماذا قالوا لك؟
لم يقولوا شيئاً، شاهدوا اللوحات ثم رحلوا.
ألم يقولوا لك شيئاً؟!
قلت لك لم يقولوا شيئاً
لقد صورت جميع لوحاتك!
تضحك
ماذا تريدين أن تقولي لأمك لأنها سمحت لك بالرسم؟
شكراً لأنها سمحت لي بالرسم، وبابا أيضاً.
بماذا ترسمين؟
أرسم بالألوان المائية والباستل، ولكن في المدرسة أرسم بالألوان الخشبية وأقلام الشمع، لأن المعلمة لا تسمح لنا بالرسم بالألوان المائية لأنها توسِّخ ثياب المدرسة.
عندما تكبرين، ماذا تحبين أن تفعلي؟
فقط أريد أن أرسم.
شكراً لكِ لاريسا.
شكراً لكَ أيضاً.
كما أشارت والدة لاريسا أن البيئة المناسبة للتدريب والتطوير قد ساعدت لاريسا، حيث قالت: «لقد أفاد الرسم لاريسا كثيراً، وقد شعرت بذلك، فثقتها بالنفس أصبحت أكبر، وكذلك نشاطها وحيويتها. وحتى على مستوى الخط العربي خطها مميزو جميل». وتضيف «برأيي الرسم يفتح أفاقاً كثيرة للطفل من خلال تقوية شخصيته ويساعده في الحياة الاجتماعية و في كل مجالات الحياة، والرسم متاح لجميع الأطفال. لقد ساعدها مركز اللجين وخاصة الأستاذ عادل أبو الفضل». وفي النهاية تدعو جميع الأهالي بالاهتمام بأطفالهم في سن مبكرة.
كما التقينا المشرف على الطفلة لاريسا الفنان عادل أبو الفضل، وكان معه الحوار التالي:
ما رأيك بفن الطفل؟
كثيراً من الأحيان أقف عاجزاً أمام فن الطفل، فنحن -كفنانين تشكيليين- نقف أحياناً عند مفهوم بناء اللوحة، ومفهوم وضع اللون، ومفهوم الكتلة والتوزيع. أما الطفل وبشكل بسيط وسلس للغاية فيستطيع أن يوزّع هذه العناصر بشكل عفوي وجميل؛ فإذا أراد الفنان أن يتعلم فليتوجه لفن الطفل.
برأيي أن الإنسان يتشوه عندما يكبر، أما الطفل فهو خامة جميلة جداً، فإذا حافظنا على عفويته وقدّسنا عمله فإننا نستطيع أن نبنيه بشكل صحيح دون أن نقحم مفاهيمنا الذاتية عليه. ومن خلال الرسم والموسيقا، فإننا نقدم له أجمل هدية في حياته.
وماذا تقول عما تقدمه لاريسا؟
هنالك نقطة مهمة حول تجربة لاريسا، إنها تجربة نقية جداً لم يتدخل أحد من الكبار أو المشرفين فيها، وهي مهمة جداً لدراستها فنياً، وأدعو جميع الفنانين أن يأتوا إلى السويداء لمشاهدة هذه اللوحات التي تذكرنا بأعمال الفنانين السوريين مثل فاتح المدرس ونصير شورى.
بالنسبة لي، العامل الأهم هو المشرف على الطفل الذي يجب أن يكون فناناً حقيقياً، وألاّ يُعبث في عمل الطفل وألاّ يقدم له أشكالاً مسبقة الصنع، لأنه إن فعل فإنه سيقوم بقتل وبتر لخيال الطفل. كما أنصح بألاّ نقدم له قلم رصاص، لأنه مادة غير جذابة للطفل، فاللون على علاقة حميمة مع الطفل.
هلا تكلمنا عن المعارض التشكيلية لفن الطفل التي أقيمت برعاية مركز اللجين؟
علاقتي مع فن الطفل علاقة قديمة، وأحد المعارض التي أقمناها كان تحت رعاية اليونيسيف في مكتبة الأسد بـدمشق عام 2002، وبإشراف الأستاذ محمد بن إدريس العلمي -رئيس منظمة اليونيسيف آنذاك-، حيث كان رأيه بهذا المعرض لرسومات الأطفال بأنه لم يرَ مثله في أنحاء الوطن العربي.
نود أن نعرف بعض الشيء عن التجربة الشخصية لعادل أبو الفضل؟
في عام 1975، دخلت كلية الفنون الجميلة. ومع ثلاثة زملاء في الكلية هم الفنانين أحمد معلا ونزار صابور ويحيى أبو سعدة شكلنا «جماعة الثور». وفي السنة الثانية، عُرضت أولى تجاربنا في دمشق، والسويداء، واللاذقية. أشارك بشكل عام في معارض مشتركة، لكن الأهم بالنسبة لي هو تدريس مادة الرسم.
|