شريفة العبودي: دمشق وحدت كلمة نون النسوة
31 10
وسمت فوق الخلافات والاختلافات
الأدب غذاء الروح، والطعام غذاء الجسد، لذا أرادت الأديبة والقاصة والمترجمة السعودية شريفة العبودي أن تتخصص في المجالين معاً، فهي تترجم وتنشر كل ما هو جديد من مقالات وأبحاث في التغذية، إضافةً إلى مقالاتها الأدبية التي تنشرها في ملحق الخميس الأدبي التابع للصحيفة نفسها. فضلا عن أنها كتبت في بعض الصحف والمجلات كمجلة الغذاء.
وأثناء استضافتها في احتفالية دمشق بالأديبات العربيات تحدثت الأديبة العبودي للثورة عن مقالاتها وأبحاثها المترجمة مؤكدة أن لكل ترجمة فاقد، لأن العمل الأدبي يحمل روح كاتبه ونقل الروح مستحيل.
أما الأدب فقد دخلت ميدانه، كما صرحت بسن متأخرة، وواصلت دراستها ومع ذلك ترى أنها لم تحقق بعد كل ما تطمح إليه على الرغم من أنها فازت بمسابقات عدة في مجال القصة القصيرة منها: المسابقة الثقافية الكبرى لجريدة الرياض لعام 1997 عن قصة «بيت الطين»، ثم المسابقة الثقافية الكبرى لجريدة الرياض أيضا لعام 1988 عن قصتها «رحلة بحث». تلتها المسابقة الثلاثون للقصة القصيرة «لنادي أبها الأدبي» عن قصة «رائحة الدخان» فالمسابقة السادسة للقصة القصيرة جدا نادي القصة في جمعية الثقافة والفنون عن قصة «الحمل». وأخيرا المسابقة الثامنة عشرة مسابقة راشد بن حميد للثقافة والعلوم عن قصة «وغاب ضوء القمر».
وعن مجموعتها القصصية «حلقات من سلسلة» تقول: «جمعت الحلقات في سلسلة واحدة من خلال ما قرأته أو سمعته أو خبرته هي شخصيا من أحداث وذكريات لتنقل ما يعتمل في داخلها على الورق». أما «بيت الطين» فهي تحكي مسيرة التطور التي شهدتها السعودية من خلال انفتاحها على الغرب بعد الوفرة الاقتصادية التي نعمت بها. «ليلة دار» تحكي قصة شاب كادح يأكل من عرق جبينه حتى يستطيع إكمال دراسته، ينتقل من الريف إلى المدينة الكبيرة فيضيع، لأنه أضاع العنوان.
تقول العبودي: «اتهمت بأنني أعكس في قصة "ليلة في دار" غريزة الأمومة» وعليه سألناها: إذاًً ما رأيك بما يروج بأن هناك أدبا رجاليا وآخر نسائيا على طريقة صالونات التجميل؟ «الأديبة ترفض جملة وتفصيلا تقسيم الأدب على أساس الجنس وتعتبر أن الأدب أدب بغض النظر عمن كتبه»، وتتابع : «أتمنى ألا يفهم من رفضي هذا أنني لا أتقبل النقد، رغم يقيني أن النقد لم يعط حقه في السعودية حتى الآن، فأغلب النقاد سطحيون لا يغوصون في غور النصوص .
وحول سؤال هل الحرية منتج غربي لاعلاقة له بواقع المرأة العربية عموماً والسعودية خصوصاً»، أجابت العبودي بالقول: «الجواب يكون حسب مفهوم السائل لمعنى الحرية، فهناك من يعتبر الحجاب حجزا للحرية، وآخرون يرون أن عدم قيادة المرأة للسيارة في السعودية يقيد حريتها، فيما لا نجد نحن صعوبة في هذا الأمر بسبب وجود سائق في كل منزل والنساء السعوديات حسب رأيها حرات وبينهن عدد لا يستهان به من المبدعات منهن أديبات وطبيبات وعالمات، ولا يجدن قيودا تحد من إبداعهن، والنساء إذ أردن الإبداع وطرقن الأبواب غير مرة فلابد ستفتح لهن».
أما دمشق في عيون الأديبة العبودي فهي من أجمل المدن، وأهلها يتميزون بالكرم وحسن الضيافة والترحيب، دمشق مدينة الياسمين، مدينة التسامح سمت بدعوتها للأديبات العربيات فوق كل الخلافات والاختلافات ووحدت كلمة النساء العربيات اللواتي جسدن قول الشاعر:
بلاد العرب أوطاني
من الشام لبغدان
ومن نجدٍ إلى يمنٍ
إلى مصر فتطوان.
سانا