تأكيد ضروري على وحدة الثقافة العربية 14/تشرين الأول/2008
بدأت مساء الأحد 12 تشرين الأول في إطار احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية فعاليات الأيام الثقافية القطرية في دار الأسد للثقافة والفنون.
وقال الدكتور حمد عبد العزيز الكواري -وزير الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر- في كلمة خلال الحفل: «لقد كانت دمشق عبر العصور عاصمة للثقافة العربية وما هذه المناسبة إلا تكريسٌ رمزي لواقع الحال.
وأضاف: «دمشق القادمة من عمق التاريخ مكللة بملامح حضارية ثقافية خالدة. دمشق الإسلام بكل التاريخ الأموي التليد. دمشق التي لم ينهزم طوقها إلى تخوم الأمجاد تنبعث من مقامها التاريخي واندماجها بحركة التاريخ إشراقات الثقافة والإبداع والتميز».
وقال الوزير القطري «إنه لخليق بدمشق أن يحتفي بها عاصمة للثقافة العربية، وهي ما انفكت كذلك ولطالما كان أبناؤها رموزاً للثقافة العربية وإنها عاصمة البلاد التي أنجبت كبار المفكرين والشعراء والكتاب والفنانين والمبدعين في جميع المجالات».
وأضاف «جئنا من دوحة العرب إلى دمشق العروبة وفي أنفسنا من قطر دفء يمد من حرارة الأخوة العميقة التي تربط بين قطر وسورية.
وقال: «إنّ أسبوعنا الثقافي هذا هو احتفاء برفعة هذه الأخوة أكثر مما هو نشاط ثقافي رسمي ضمن احتفالات العاصمة الثقافية». وأشار الوزير القطري إلى أنّ العلاقات بين البلدين شهدت في السنوات الأخيرة تعزيزاً جدياً يؤصل الأصيل في روح العلاقة ويرتقي بها إلى المستوى التي ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية في زمن محتدم بالتحديات.
وأضاف الوزير القطري «أنّ الاحتفال بدمشق عاصمة للثقافة العربية تأكيدٌ ضروري على وحدة الثقافة العربية بصفتها جوهر هويتنا المشترك وإطاراً جامعاً لا تنفصل فيه الخصوصيات الوطنية عن الروح الجمعية للثقافة القومية ونحن في هذه المرحلة من تاريخنا أحوج ما نكون إلى تكريس حقيقية انتمائنا ثقافياً وحضارياً إلى بعضنا بعضاً».
وقال الكواري «إنه لجدير بالاهتمام في هذا السياق أن يتضافر العرب جميعاً للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009، لنؤكد جماعياً على عروبة القدس في تظاهرة نرى فيها الأبلغ دلالة بين ما سبقها من احتفالات العواصم العربية». وختم الوزير القطري بالقول: «إن دمشق عندي هي عروس المدائن، وإذ أقف بينكم أشعر بهاتف من شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري عن لساني ومن أهلي إلى أهلي ذهاب ومن وطني إلى وطني إياب».
من جهته أكد الدكتور رياض نعسان آغا -وزير الثقافة- عمق العلاقات الثقافية بين قطر وسورية، والتي تتبدى في مظاهر عدة ومنها هذه الأيام الثقافية في إطار احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008. وقال وزير الثقافة في كلمة له: «إنّ ما بين شعب قطر وشعب الشام وما بين شعب المغرب وشعب عمان وما بين كل شعبين ينتميان لأمة واحدة يفوق كل ما يحاك ضد الأمة العربية».
وأضاف نعسان آغا «أنّ الثقافة هي الحصن المتين للأمة مؤكداً دور الثقافة في زيادة الروابط بين أبناء الأمة العربية ومشيراً إلى أن دمشق تزهو لكون الأمة العربية تلتقى فيها وهاهي الوفود العربية تأتي وفداً تلو الآخر حضوراً إبداعياً ضخماً وهم يرون أن دمشق ليست عاصمة الثقافة العربية لهذا العام وإنما على مر العصور ومنذ أن نشأت هذه الثقافة وستبقى عاصمة للثقافة العربية».
وتتضمن الفعاليات الثقافية القطرية في سورية افتتاح معارض للفنون البصرية والكتاب والحرف والمأكولات الشعبية وعروضاً سينمائية ووثائقية ومحاضرات وأمسيات شعرية تتوزع بين دار الأسد للثقافة والفنون والمراكز الثقافية في دمشق.
وتختتم الفعاليات بحفل فني قطري في الخامس عشر من الشهر الجاري في مسرح الأوبرا.
|