معرض «لقاء جيلين» في غاليري «آرت هاوس» بدمشق
18 كانون الثاني 2017
.
افتتح في غاليري آرت هاوس بدمشق معرضاً فنياً بعنوان «لقاء جيلين» مساء الأثنين 16 كانون الثاني، ضم أعمال جيلين من الفنانين التشكيليين، كان الهدف من فكرة إقامته خلق حوار بناء ما بين الرعيل الأول من الفنانين التشكيليين وبعض من جيل الشباب المتميز بتجاربه الإبداعية في الساحة التشكيلية.
تراوحت الأعمال المعروضة بين اللوحات التشكيلية التي تجاوز عددها العشرين لوحة بمقاسات مختلفة إلى جانب أعمال نحتيه مختلفة الأحجام.
«اكتشف سورية» كان حاضراً والتقى بعض من الفنانين المشاركين إلى جانب استطلاع آراء بعض من زوار المعرض:
التشكيلي إدوار شهدا قال لـ «اكتشف سورية» في معرض حديثه عن مشاركته: «المدهش في أعمال الفنانين الشباب أنه لا يمكن تمييزها عن أعمال الفنانين الكبار من ناحية الحرفية العالية والتقنية في إخراجها، هناك تقارب في سوية الأعمال لافت جداً .. بالمجمل كل الأعمال المشاركة من جيل الشباب جيدة وتستحق المتابعة والرعاية .. اعتبره معرض ناجح بكل المقاييس يحرض جميع الفنانين على الاستمرارية ومتابعة الحوار بين الأجيال بكل فئاتها العمرية مع انتفاء شرط الأستذة، فتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة منها لا يقتصر على جيل الشباب فقط».
النحات مصطفى علي شارك في المعرض بأحدث عمل له تحت عنوان «انطلاق» والذي يبلغ طوله خمسة أمتار، حيث قال عنه في تصريح سابق: «سميت عملي الجديد انطلاق كدلالة على المقاومة وعدم الاستسلام للموت وهو مصنوع من قطع الكروم بأسلوب يظهر الخراب والدمار والألم والحزن الذي تعيشه سورية منذ نحو ست سنوات جراء الحرب الإرهابية التي تشن علينا وتأثيراتها السلبية على الإنسان السوري».
وبين علي أن العمل يجسد إنسانا مبنياً من الشظايا، ورغم أن كتلة المنحوتة من المعدن القاسي والثقيل إلا أنها تطير في الفراغ دون أن يستطيع هذا الإنسان الإمساك بأي شيء غير الهواء فالقوة الذاتية التي يتمتع بها هذا التمثال تجعله يطير دون أجنحة.
وعن مشاركته في معرض «لقاء جيلين» قال التشكيلي مصطفى علي لـ «اكتشف سورية»: «حوار بين جيلين هو نوع من التنشيط للجيل القديم وعامل محفز للجيل الجديد، حيث يحضر الرعيل الأول بما يمكله من ثقافة وخبرات وتقنيات عالية؛ بالمقابل لدينا الجيل الجديد بطروحاته الإبداعية وقوة التحدي التي يحفزها تقديم أعماله إلى جانب الكبار من أساتذته الأمر الذي يحث على بذل مزيد من الجهد لتقديم أعمال جيدة ومتميزة، هذا الحوار بين الجيلين مهم جداً في زمن الأزمة التي نعاني منها».
التشكيلي والأستاذ بكلية الفنون الجميلة عبد الكريم فرج يقول عن مشاركته: «لا يوجد حدود بالمطلق للقيم الفنية ما بين القديم منها والجديد لأننا بالنهاية نصنع مجداً وطريقاً واحداً، لا يوجد هناك فرق بين تلميذ وأستاذ عندما يتعلق الأمر بالفن والجمال والقيّم، فقد يكون الطالب متفوقاً جداً؛ وهذا مدعاة للفخر بين الرعيل الأول، لذلك لي الفخر بالمشاركة مع طلبتي في معرضهم هذا، الذين أضحوا بالنسبة لي اليوم زملاء مهنة».
التشكيلي الشاب علاء شرابي معيد في كلية الفنون الجميلة ومشارك بالمعرض، قال: «الفكرة في الأساس تقوم على لقاء جيلين من الفنانين الغاية منها الاستفادة من خبرات الفنانين الكبار، وقد حرصنا من خلال هذا المعرض المحافظة على سوية الاعمال المقدمة مع مراعاة تنوع التقنيات والاسلوب التي تميز كل فنان الأمر الذي أضفى زخماً على أجواء المعرض وعبقاً من التجارب والخبرات يسعى إليها جيل الفنانين الشباب».
التشكيلية الشابة جهيدة البيطار محاضرة بكلية الفنون الجميلة ومشاركة بالمعرض: «حرصنا في معرضنا اليوم على إنتقاء فنانين تنسجم أساليبهم فيما بينها إلى حد ما مع التركيز على السوية العالية للأعمال المطروحة وكذلك قمنا باستيعاب أعمال الفنانين المشاركين على قدر ما يسمح به المكان في غاليري آرت هاوس، حيث كنا نأمل بدائرة أوسع من الفنانين المشاركين وهذا ما نسعى إليه في المعارض القادمة».
التشكيلي الشاب نوار اسمندر : «اشارك بعمل يمثل "بعل" إله الخير الفينيقي بتجلياته المختلفة، مزجت فيه ألوان مختلفة مابين الأكريليك والمائي لتعبر عن حالة كهربائية لحظة خلقه للمطر كما تقول الاسطورة، كذلك استخدمت الأحرف الأوغاريتية لمزيد من الإثراء في موضوع اللوحة».
الفنان التشكيلي وليد الآغا وخلال حضوره حفل افتتاح المعرض قال: «بشكل عام فكرة المعرض تعتبر إيجابيه في هذا الوقت بالذات، حيث لوحظ مؤخراً وبسبب الأزمة الراهنة وإفرازاتها انقطاعاً في التواصل مابين جيل الشباب وبين الجيل الأقدم منه، لذلك اليوم ومن خلال هذا المعرض المشترك لأجيال من الفنانين بفئاتهم العمرية المختلفة يخلق دافعا ليس للشباب المشاركين فحسب بل لكافة جيل الفنانين الناشئ، وذلك لعدة اعتبارات أهمها إلغاء الحواجز والتابوهات التي تقف عائقاً بين الطلاب وأساتذتهم، الأمر الذي سوف يخلق حافزاً نفسياً يؤثر إيجاباً على مجمل نتاجاتهم الفنية الآن وفي المستقبل».
ويضيف الآغا: «أما عن المعرض بالمجمل فتجارب الفنانين المخضرمين المشاركين فاعتقد ان شهادتي مجروحة بحقهم، وبالنسبة للشباب المشاركين فسوية الأعمال المعروضة جيدة إلى حد ما .. لا بد من الإشارة أننا مرتاحون ومتفائلون فيما يتعلق بالحركة التشكيلية السورية مستقبلاً، خاصة عندما نلمس جدية الجيل الجديد في العمل، بالإضافة لتجارب فيها من البحث والمعالجة والتقنية جديرة بالمتابعة والرعاية، هذه العوامل مجتمعة من أهم الأسباب التي سوف ترسخ مواقعهم في المشهد التشكيلي السوري في المستقبل».
وختم الآغا بالقول: «نتمنى أن يسدل المعرض نتائجه الإيجابية على جميع الشباب المشاركين، ولا ننسى أن سورية تملك حضوراً عالمياً على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات وخصوصاً التشكيلي منه، وجيل التشكيليين الشباب خير مثال على ذلك، المهم هو الاستمرارية في إقامة المعارض للشباب لبناء حالة تنافسية مهمتها الأساسية خلق حوار بناء بين الأجيال».
التششكيلية أسماء فيومي خلال زيارتها للمعرض قالت لـ «اكتشف سورية»: «أحببت الفكرة التي يقوم عليها المعرض وهي حوار بين جيلين، ولكن في الحقيقة ونتيجة التفاوت الكبير بين أعمار الفنانين المشاركين اعتقد انه يكتسب أهمية أكثر من ذلك، وهذا له أهمية قصوى فقد توقف الحوار حتى على مستوى الفنانين الكبار فيما بينهم، ناهيك عن حاجة الجيل الناشئ من الفنانين الشباب لنصيحة وخبرات ممن سبقهم من الفنانين، وبهذا فإن المعرض هام وضروري».
وعن الأعمال المعروضة تضيف الفيومي: «السوية العالية سمة مشتركة لأغلب الأعمال المعروضة من كلا الجيلين، الواضح أن هناك تحدٍ من نوع ما قد نشأ بين الطلاب واساتذتهم ارتقى بهذه الأعمال لسوية لافتة، الأمر الذي يبشر بولادة فنانين موهوبين ومبدعين كما عودنا أبناء سورية دائماً .. في النهاية أود أن أقول أن الإبداع في الفن هو المعيار وليس عدد السنين إلا أن التجارب المكتسبة على مر السنين تثقل الفنان وتنضجه وهذه سنة الحياة».
التشكيلي محمد العلبي أستاذ محاضر بكلية الفنون الجميلة: «تحمل التجارب المعروضة قيمة فنية هامة ممهورة باسماء كبار الفنانين إلى جانب أعمال تشكيليين شباب يُشهد بتجاربهم المتميزة أعطت للمعرض مشهداً متنوعاً جميلاً وأضفت عليه ثراءً لافتاً .. فكرة المعرض تجعلنا نقف بمواجهة ذواتنا وتمنحنا الفرصة لتصحيح مسارنا في الاتجاه الصحيح».
التشكيلية ملدا عجلاني من بين الحضور قالت لـ «اكتشف سورية»: «المعرض جمع مابين فن الحداثة "مودرن آرت" وبين الفن التقليدي أو مايطلق عليه فن القرن العشرين، من خلال الأعمال التي عبرت عن الفكرة بشكل واضح وجليّ والتي اتبعت مدارس واساليب مختلفة .. اللافت هو سوية الأعمال التي يرقى بعضها للعالمية وذلك بسبب نهج الجيل الجديد من الفنانين لخط حداثي غير تقليدي أو مستنسخ من الأعمال الكلاسيكية».
وتضيف التشكيلية ملدا: «مازلنا نحبو بخطوات بطيئة نحو الفن الحديث إلا أن هناك إصراراً على اللحاق بمن سبقنا بأشواط كبيرة، كذلك لا يجب نكران طبيعتنا الشرقية خلال بحثنا عن موطئ قدم لنا في هذا المضمار .. هناك تجارب جادة ولافتة نقوم بها خاصة ما يتعلق بفن الديجيتال ودمجه مع باقي الفنون .. وأنوّه إلى أن فكرة هذا المعرض والجدلية التي يطلقها بين الأجيال تصب فيما ذكرت آنفاً».
التشكيلي محي الدين الحمصي وخلال زيارته للمعرض قال: «تأتي جمالية المعرض من العنوان العريض الذي حمله "لقاء جيلين" حيث الجيل الجديد عبارة عن امتداد لما سبقهم من الفنانين الذين نهلوا منهم المعرفة والتقنيات، كما أعتبره مؤشراً للحالة التي نحن عليها الآن في المشهد التشكيلي السوري، ومن خلال متابعتي لأعمال الفنانين الشباب استبشر خيراً لما هو قادم من مواهب مبدعة».
المايسترو ميساك باغبودريان صرح لـ «اكتشف سورية» خلال حضوره: «فكرة المعرض أثارت ذكريات بداياتنا نحن كموسيقيين حيث كان الجيل المؤسس؛ كالراحل صلحي الوادي، نوري اسكندر، ضياء السكري، مثال وقدوة يحتذى بهم، يجب أن يكون لدينا طريق أو مسار يحرض على أفكار ورؤى جديدة .. وهذا واضح في معرضنا اليوم من ناحية الفنانين المشاركين والأعمال المقدمة وحتى الحضور اللافت بكثافته».
«اكتشف سورية» التقى المخرج السوري غسان جبري على هامش المعرض حيث قال: «تحية من القلب لموقع اكتشف سورية .. التجربة المطروحة اليوم جيدة وشيقة في آن معاً، لقاء بين جيلين يتسمان بالأصالة من اللحظة الأولى، فعلى يميني أسماء أعرفها لكبار الفنانين، منها على سبيل المثال لوحات الفنان عبد الكريم فرج حيث دسامة اللوحة وغرائبها اللونية تفتح أمامك نوافذ لملايين الأسئلة .. أما من الجيل الجديد فقد تأثرت بأعمال احدى المشاركات بسبب قوة التعبير التي تضج بها لوحاتها، فأي عمل فني يطرح تساؤلاً يصعب معه إيجاد أجوبة آنية، اعتبره عملاً اصيلاً ليس من السهولة تحرير ذاكرتنا منه .. وللأمانة فإن الريشة السورية تعتبر الأكثر قوة وتعبيراً على مستوى الوطن العربي قاطبة».
الفنانون المشاركون من الرعيل الأول: عبد الكريم فرج، عبد الله مراد، إدوارد شهدا، فؤاد دحدوح، لطفي الرمحين، عمر حمدي، مصطفى علي.
جيل الفنانون الشباب: علاء الشرابي، أنس الرداوي، الياس أيوب، جهيدة البيطار، نوار اسمندر، سمير الصفدي، يامن يوسف.
يذكر أن المعرض مستمر لغاية 15 شباط 2017، من الساعة 5 وحتى 8 مساء، ماعدا يومي الخميس والجمعة
زين .ص الزين | تصوير:عبدالله رضا
اكتشف سورية
من معرض لقاء جيلين في غاليري آرت هاوس بدمشق |
من معرض لقاء جيلين في غاليري آرت هاوس بدمشق |
العمل النحتي المميز للتشكيلي مصطفى علي يتوسط معرض «لقاء جيلين» في غاليري آرت هاوس بدمشق |