مؤتمر صحفي حول الفيلم السينمائي «سوريون» في مدينة الشباب بدمشق
06 آذار 2016
.
تحدث المخرج باسل الخطيب في مؤتمر صحفي عقده بمدينة الشباب في دمشق اليوم برعاية شركة سيريتل عن تجربته في إخراج فيلمه الجديد “سوريون” الذي يعرض في سينما سيتي حاليا وذلك بمشاركة الفنانة ميسون أبو أسعد والفنان علاء قاسم وبحضور إعلامي كثيف.
وأجمعت المداخلات خلال المؤتمر على أن الفيلم متميز على مستوى الإخراج والصورة الساحرة وحركة الكاميرا والتقنيات وأداء الممثلين ومقاربة الواقع المرير الذي يعيشه السوريون في الظروف الصعبة التي أفرزتها الأزمة إلا أن “هناك بعض المآخذ من حيث النص والسيناريو وبعض التفاصيل غير المقنعة”.
وقال المخرج الخطيب: إن الفيلم يقارب وقائع نعيشها وهو أمر صعب لأنه يتطلب صورة عميقة للواقع ويستدعي العثور على حامل انساني منسوج من خلال الشخصيات مشيرا إلى أن عمليات التصوير تمت في كل من وادي قنديل والدريكيش والنبي متى والزارة وبيت الشيخ يونس دون تحديد أسماء الأماكن في الفيلم.
وحول تغيير اسم الفيلم من أهل الشمس ليصبح “سوريون” أوضح أن هناك أفلاما عالمية كثيرة تسمى بأسماء الوطن كالأفلام الروسية والأميركية وكان لديه تخوف من أن يكون الاسم الذي اختاره “سوريون” اسما مباشرا لما تحمله كلمة سوري اليوم من ألم وحزن فأراد أن يرد الاعتبار لسورية والسوريين من خلال فيلم يحمل عنوانا جريئا داعيا الدراما والسينما السورية إلى تناول آلامنا وأوجاعنا دون الاختباء وراء تسميات مختلفة.
وردا على مجموعة تساؤلات لـ سانا الثقافية قال الخطيب: إن القاسم المشترك بين أفلامه الثلاثة مريم والأم وسوريون هو الروح الواحدة التي تتسرب بينها لنجد أنفسنا أمام المرأة السورية التي تواجه الأزمة كل واحدة بطريقتها المختلفة لتشكل في النهاية حلقة متكاملة.
وعن الصعوبات التي واجهتها أسرة الفيلم أوضح مخرج فيلم “وعد شرف” أن أماكن التصوير كانت بعيدة والظروف المناخية قاسية الا أن حالة المحبة والألفة خففت من هذه الصعوبات وجعلتنا نتحداها.
وفي هذا السياق قالت الفنانة ميسون أبو أسعد التي قامت بدور زينة: إن صعوبات التصوير في مشهد النهر كانت متعبة مشيرة إلى أن الممثل السوري يعاني من المتاعب بشكل عام لأسباب إنتاجية تتعلق بضعف الميزانية المخصصة للعمل السينمائي إلا أن سر نجاح الفيلم السوري هو المحبة بين أعضاء فريق العمل.
وحول دورها أوضحت أن زينة تلفظ أنفاسها الأخيرة ومع ذلك ما زالت تبحث عن الحب فالشكل الفني للفيلم لا يسمح أن يكون الموت على شكل صراخ ما جعل أداء الدور صعبا.. وهذا ما أكده مخرج العمل قائلا: إن ميسون في أول لقطة للفيلم تعبر عن حالة وداع مع الحياة وهي تنظر إلى نفسها في المرآة القديمة لتصل إلى نوع من السلام الداخلي والمصالحة مع ذاتها.
وعبر الفنان علاء قاسم عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الفيلم الذي يؤكد أن الفنان السوري يقف على أرضية ثابتة.. وعن أدائه دور متزعم الإرهابيين والتحدث باللغة التركية قال إن: “التعامل مع لغة غريبة بحاجة إلى تركيز عال فالدور كان مكتوبا باللغة الفصحى الا أن المخرج ارتأى أن يكون باللغة التركية ما اضطره إلى تعلمها باذلا جهدا كبيرا في ذلك”.
وأضاف: إن التعامل مع مخرج كباسل الخطيب يحمل ميزة كبيرة لكونه يتعامل بطريقة محترمة مع فريق العمل وهذا ما أكدته ميسون مضيفة إنها سعيدة بتجاربها معه ما يجعلها تختبر أدواتها والنضج الفني الذي وصلت إليه وان المشاهد التي تحتوي على مشاعر داخلية وقلة في الكلام تستهويها.
وأكد مخرج مسلسل حرائر في رده على بعض التساؤلات أنه يلجأ في أفلامه إلى التكثيف والتلميح وليس إلى التصريح فهو لا يحب تغيير دلالات أفلامه لأنها واضحة معتبرا أن الرسائل وصلت مفضلا ترك مساحة لكل مشاهد أن يعيد توليفها كما يشاء وما يهمه هو أن يصل الفيلم إلى المشاهد ويقدم له حالة من التراكم العاطفي والوجداني.
وأوضح أن ميزانية الفيلم وتكلفته كانت رمزية جدا بالمقارنة مع أي دولة مجاورة كما أنه كتب سيناريو الفيلم بمطلق الحرية دون أن تحذف منه أي كلمة أو عبارة معترفا بوجود أزمة نصوص في السينما السورية .. وقال: إن العنصر الرئيسي في أي عمل درامي هو الممثل اللائق الذي يستطيع إيصال رسالة المخرج.
وأكد مخرج “سوريون” في ختام المؤتمر أن شركة سيريتل أقامت يوم أمس حفل تكريم لأبطال الفيلم كما كرمت مشكورة ولأول مرة الجنود المجهولين من فنيين وتقنيين وذلك في سينما سيتي بدمشق.
سلوى صالح
sana.sy
مؤتمر صحفي حول الفيلم السينمائي «سوريون» |
مؤتمر صحفي حول الفيلم السينمائي «سوريون» |
مؤتمر صحفي حول الفيلم السينمائي «سوريون» |