تاكيداً الدور الحيوي الذي لعبته هذه المنطقة من بلاد الشام في عملية الاستيطان والاستقرار 08/أيلول/2008
عثرت البعثة الأثرية السورية الألمانية المشتركة خلال أعمال التنقيب والحفر التي نفذتها في موقع تل الشير الأثري الكائن إلى الشمال الغربي من مدينة حماة على مسافة 12 كم، على لقى فخارية وصوانية حجرية وبقايا هياكل عظمية تعود لبشر وحيوانات.
وتدل هذه اللقى على طبيعة استثنائية تميز هذا الموقع، وتؤكد الدور الهام والحيوي الذي لعبته هذه المنطقة من بلاد الشام في عملية الاستيطان والاستقرار في مرحلة النيوليت 7500 سنة قبل الميلاد، والتي أسست فيما بعد لما يعرف بالثورة المدنية وبداية عصور التاريخ.
وأشار جمال رمضان -رئيس دائرة آثار حماة- إلى أنه تمّ اكتشاف الكثير من الفخار الذي يغلب عليه النمط الرمادي الغامق الخشن مع وجود بعض القطع المحززة والتي تحمل بعض العلامات، إضافةً إلى قطع صوانية متعددة الأغراض تشتمل على نوى وبعض الأدوات التي كان يستخدمها الإنسان آنذاك، ومنها أنصال وشظايا وكذلك بعض اللقى العظمية لحيوانات، ولقى حجرية وهياكل عظمية بشرية.
ولفت رمضان إلى أنه تمّ العثور على هيكلٍ عظمي لشخص بالغ وآخر لوليد وهما مثيران للاهتمام وذلك لندرة هياكل البالغين في الموقع من جهة وكذلك لكون هيكل الوليد مدفون بطريقة ملفتة ومتميزة، حيث تم دفنهما على ما يبدو بشكلٍ طقسي باعتبار أن هياكل البالغين كانت تترك مكشوفة في مكان ما خارج الموقع حتى تتفسخ وتتعرى من اللحم والأنسجة الرخوة، ثم تتمّ إعادة الجمجمة والعظام الطويلة إلى الموقع ليتم دفنها في أرضيات المنازل بما يرتبط بالمعتقدات الدينية والروحية للناس في تلك الفترة التاريخية.
الجدير ذكره أن المستوطنة النيوليتية في موقع تل الشير الأثري احتلت قمة هضبة طبيعية تطل على نهر الساروت أحد الروافد الأساسية لنهر العاصي الذي يُعدّ شريان الحياة لكامل الحوض، والتي لحقتها أضرار كبيرة جراء أعمال التجريف الزراعي للمنطقة خلال السنوات الماضية، أتت على مجموعة هامة من سويات السكن والمنشآت المعمارية في هذه المستوطنة القديمة.
|