كورال الحجرة في دار الأسد للثقافة والفنون

30 كانون الثاني 2014

يتابع المسيرة بغياب مؤسسه وقائده بابينكو

يستمر كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا في نشاطه بعد رحيل مؤسسه وقائده الموسيقي الروسي فيكتور بابينكو، حيث قدم حفل مساء الأربعاء 22 كانون الثاني 2014 على مسرح المتوسط (الدراما) في دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق، بقيادة الموسيقي السوري بشر عيسى.

تضمن برنامج الحفل مجموعة واسعة من الأغاني الجماعية (الكورالية) تنتمي إلى المكتبة العالمية لهذا النمط الغنائي الجماعي لكبار الموسيقيين أمثال فيفالدي، هاندل، ديفورجاك، روسيني، كارل أورف، إضافة إلى أغنية (أومن) للأخوين رحباني، وأغنية من الفلكلور الأوكراني كان قد وزعهما الراحل بابينكو. وشاركت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان هذه الأمسية لترافق الكورال في بعض القطع الموسيقية.

حقق كورال الحجرة في هذه الحفلة كما كان دائماً نجاحاً كبيراً وعزز وجوده كفرقة أكاديمية محترفة، وغاص في دراسة التفاصيل الدقيقة في العمل الموسيقي ليتجه نحو تكامل الأجزاء في وحدة تجمعها دقة وتوازن المجموعات الصوتية والتي تؤالف بينها الروح الجماعية المحببة.

وفي لقاء مع اكتشف سورية قال الموسيقي بشر عيسى واصفاً هذه الفرقة: «كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا، فرقة كورالية محترفة، تأسست عام 2001 بإشراف الأستاذ الراحل "صلحي الوادي" مؤسس المعهد وعميده السابق، كفرقة متخصصة في أداء الأعمال الكورالية الكلاسيكية العالمية المكتوبة من قبل عظماء المؤلفين الغربيين. حيث لعب منذ التأسيس مدرب الفرقة وقائدها الخبير الروسي الراحل فيكتور بابينكو دوراً بارزاً في تنمية هذه المجموعة، وعمل جاهداً على صقل حناجرنا العربية الشابة وتطويعها للتمكن من غناء جميع أصناف وأنواع الموسيقا بشكل صحيح وجميل».

وتابع حديثه قائلاً: «مجدداً نثبت وجودنا كفرقة احترافية رائدة في المنطقة، قادرين على أداء جميع أصناف الغناء في العالم وهذا ما يميزنا عن غيرنا، نغني كل أشكال الغنائي الكورالي، إضافة إلى الغناء الشرقي، الموزّع إلى أربع أصوات، كما نميز في أداء غناء الأكبيلا (غناء بدون موسيقا)، وبالنسبة لي بعد خمسة عشر عاماً في العمل مع بابينكو ومع زملائي الذين أبوا أن يبقوا معنا في الفرقة استطعنا أن نعتمد على أنفسنا من ناحية القيادة والأداء والتوزيع، ومن المؤكد لن يصل أحد إلى خبرة بابينكو ولكن أصبح لدينا مخزون نستطيع أن نتابع المسيرة من خلاله».
وقال أيضاً: «الفرقة هيكليتها وبرامجها كما تركها بابينكو وحاولنا أن نحافظ على على هذا الأشياء، حيث علمنا هذا الرجل الاعتماد على الذات وأعطانا من الموسيقا كي نحقق ذلك وأن نصل في القادمات الأيام إلى مستواه وهذا ما كان يربو إليه وأتمنى أن نحمل هذه الرسالة كما أرادها».

وأنهى حديثه قائلاً: «اشتغلنا على برنامج اليوم لوحدنا وهناك قطع قد قدمت سابقاً، ولكن حاولنا أن نؤديها بأسلوب يختلف عن أسلوب بابينكو، وخاصة في القطع التي تم توزيعها من قبل غيره، هذا ما رأيته، فلكل أسلوبه في قيادة الفرقة وأتمنى أن أكون ونكون قد نجحنا في ذلك».

تأسست فرقة كورال الحجرة من مجموعة طلاب وخريجي المعهد العالي للموسيقا من اختصاصات متعددة ، وكانت الغاية من تأسيس الكورال إحداث فرقة كورالية وطنية محترفة مستقلة، تعمل على تقديم وإدخال أحد الأنماط الموسيقية الكلاسيكية الغربية العريقة وهي الموسيقا الغنائية الجماعية المتعددة الأصوات إلى ثقافتنا الموسيقية المحلية.

وأن الكورال سعى خلال مسيرته إلى تنويع برامجه لتشمل جميع أنواع وأنماط وأساليب ومدارس الموسيقا، متحدياً بذلك الصعوبات التي تمثلت في تنوع وتباين تقنيات أساليب الغناء الكورالي لكل نمط موسيقي، بالإضافة إلى صعوبة الغناء باللغات الغريبة عن ثقافتنا مثل اليابانية والمجرية والإندونيسية واللغات الاسكندنافية وغيرها، وقدم خلال مسيرته العديد من الحفلات والأمسيات الموسيقية التي تنوف عن السبعين في دمشق وعدد من المحافظات السورية، وفي لبنان والأردن والإمارات العربية المتحدة وأرمينيا وإيطاليا، بالإضافة إلى مشاركاته في مناسبات واحتفاليات ثقافية مهمة منها احتفالية افتتاح دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق واحتفالات حلب عاصمة الثقافة الإسلامية، واحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية وغيرها من الاحتفاليات الثقافية.

والجدير ذكره بأن الموسيقي بشر عيسى، القائد الجديد للكورال كان مديراً سابقا للفرقة في زمن فيكتور بابينكو، وهو من خريجي المعهد العالي للموسيقا باختصاص رئيسي على آلة الترومبيت وثانوي على آلة العود، عازف على آلة الترومبيت في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، ومدرّس مادة علم الجمال وفلسفة الفن في المعهد العالي للموسيقا، وعمل مغنياً من طبقة تينور في كورال الحجرة منذ بداية تأسيسه، كما ألف ووزع له عدداً من الأغاني والأعمال الكورالية.

إدريس مراد

اكتشف سورية