فايزة أحمد.. رحلت وهي لا تعرف أنها أجمل صوت بعد أم كلثوم

24 أيلول 2013

فايزة أحمد صاحبة الصوت القوي الذي لم يأتِ مثله حتى الآن، يمر اليوم على رحيلها 30 عاماً، حيث رحلت عن عالمنا يوم 21 ايلول عام 1983 عن عمر 52 عاماً، فرغم التاريخ الطويل والكم الهائل من الأغنيات التي أثرت به الحياة الفنية، إلا أنها ماتت في سن صغير بعد أن داهمها مرض خبيث، وهو سرطان الثدي، الذي تغلب عليها وقضى على حياتها في سن صغيرة وماتت وحيدة في شقتها بالزمالك التي لم تسكن بها طويلاً، ورغم الشهرة الواسعة التي حظيت بها فايزة أحمد لكونها من أقوى الأصوات النسائية العربية، إلا أنها تم رفضها عند تقدمها للإذاعة السورية إذاعة دمشق إلى لجنة لاختيار المطربين، حيث إنها لم توفق، لكن هذا لم يجعلها تيأس فسافرت بعدها إلى حلب وتقدمت لإذاعة حلب ونجحت بالفعل وبدأ تحصل على شهرة كبيرة هناك.

أدركت فايزة أن أبواب المجد والشهرة لن تفتح لها إلا في مصر آنذاك، فقررت القدوم إلى مصر، وتقدمت للإذاعة المصرية في القاهرة ونجحت بها، حيث قدمها الإذاعي صلاح زكي في أغنية من ألحان محمد محسن، ثم انطلقت بعد ذلك في مشوارها الفني الطويل، فالتقت بعمالقة الموسيقى في مصر، فالتقت بالموسيقار الكبير محمد الموجي فشكلا خطاً غنائياً يميزها عن غيرها، كما لحن لها أيضا الموسيقار كمال الطويل أغنيات عديدة، وأيضا الموسيقار محمد عبد الوهاب، والعبقري بليغ حمدي والموسيقار محمود الشريف.

إلا أنه بعد فترة انصرف كل ملحن لمطرب معين فعبد الوهاب لا يلحن إلا لنجاة الصغيرة وأم كلثوم فقط، ومحمد الموجي وكمال الطويل يحتكران صوت عبد الحليم حافظ، وبليغ حمدي يلحن لوردة الجزائرية، فلم تجد ملحناً متفرغاً لها يستطيع التعبير عنها فقررت الرحيل عن مصر، لكنها قابلت وقتها الموسيقار محمد سلطان والذي أقنعها بالبقاء في مصر فوافقت، وعندما استمعت لألحانه أعجبت بها كثيراً وبدأ التعاون بينهما، لكنها عادت لتغني من جديد من ألحان الموجي وسيد مكاوي وبليغ حمدي وجمال سلامة.

ولكن الطريف رغم النجاح الكبير الذي حققته فايزة خلال مشوارها الفني ومازالت تحققه حتى الآن، إلا أنها لم تكن تحب الغناء أو الدندنة أمام أحد، بل أيضا كانت تكره سماع صوتها، وحين يضع أحد ما تسجيلاً لها، ترفض سماعه وتطلب منه إغلاق الجهاز، في الوقت نفسه كانت فايزة شخصية قلوقة للغاية في الفن، حيث كان القلق ينتابها عندما يكون لديها أي حفل، فكانت لا تنام، ولا تأكل، ولا تشرب وتظل في حالة الاستعداد الدائم حتى تنتهي الحفلة.

كما كانت أيضاً لا تحب مشاهدة نفسها في الأفلام التي قدمتها، حيث كانت نحيفة للغاية لدرجة أنا كانت تلف القماش على خصرها لتبدو أكثر وزناً مما هي عليه، وقدمت فايزة على مدار تاريخها 400 أغنية، لكنها لم تقدم سوى 6 أفلام فقط.

وقال الكاتب الكبير أنيس منصور عن فايزة أحمد بعد وفاتها، إنها ماتت وهي لا تعرف أنها أجمل صوت بعد أم كلثوم‏،‏ ولكن كانت مشغولة بأحلام طائشة وهي أن يكون لها فساتين أكثر من صباح،‏ وأن ترقص وتغني مثل سعاد حسني، وأن تمثل مثل شادية، وأن يكون لها شموخ أم كلثوم،‏ وهذا أمل كل فنانة‏،‏ ولكن مستحيل أن يتحقق كل هذا في عمر واحد أو في نفس واحد‏، وأضاف أن فايزة كانت تقلد أصوات المطربات جميعاً،‏ وكانت بارعة وصاحبة نكتة أيضاً‏.‏


ألف ياء الأخبار

youm7.com

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق