أهمية دعم الطاقات الشابة وتطويرها لتحقيق خطوات مهمة على صعيد الحركة الفنية التشكيلية السورية 18/آب/2008
أطلقت الغرفة الفتية الدولية في سورية «الاتحاد العالمي للقياديين ورواد الأعمال الشباب» مشروع إبداع لعام 2008 «أفضل لوحة فنية لليافعين»، لاكتشاف المواهب وتنميتها بين عمر 14 و18 عاماً برعاية كل من «غاليري أيام» و«بوسيني»، حيث تلقت الغرفة الفتية 160 مشاركاً اختير منهم بعد ذلك 13 من دمشق و11 من حلب و1 من حمص، وتمت دعوتهم للمشاركة في ورشة عمل في دمشق القديمة لمدة ثلاثة أيامٍ يجوبون بها شوارعها للعمل ضمن أجوائها واستلهام لوحات متميزة منها مع مجموعة من فنانين تشكيليين سوريين كالفنان صفوان داحول، وفادي يازجي، ومهند عرابي، وعبد الكريم مجدل البيك، وتمام عزام، وسيتاح للفائز الأول الفرصة للسفر خارج البلاد للتعرف على كافة أنواع الفنون وأرقاها.
وبعد انتهاء ورشة العمل هذه وإيماناً من غاليري أيام بأهمية دعم الطاقات الشابة وتطويرها لتحقيق خطوات مهمة على صعيد الحركة الفنية التشكيلية السورية، والتي لا بد من أن تبدأ خطواتها الصحيحة مع الجيل الجديد لتنمية مواهبهم وتعريفهم على أصول وقواعد الفن، أقام أيام معرضاً للأطفال واليافعين المشاركين بلوحتين لكل واحد منهم، تمحور موضوعها عن دمشق وأزقتها وحاراتها.
وقد استطاع هؤلاء الأطفال رغم صغر سنهم أن يرسموا بأناملهم لوحات أدهشت معظم الحضور، لدقة بعضها في تفاصيلها الصغيرة ونقلها بواقعيتها المباشرة ومنظورها الصحيح، ولمحاولة البعض الآخر منهم نقل الفتاة الدمشقية في بساطتها والزهور تزين خصلات من شعرها، في حين اعتمد بعضٌ منهم على اللون أكثر من الشكل بتدرجاتٍ لونية مختلفة ومتنوعة، ولجأ آخرون إلى الزخرفة والعودة إلى تاريخ دمشق والمنطقة العربية الحافل بالحضارات، ومنهم الطفل سالار قاسم – 15 عاماً الذي قال إن لوحته لم تكن نقلاً عن الواقع وإنما استوحاها من مخيلته الغزيرة بقراءات وصور عن عصور مختلفة، كالجرة المزخرفة والسجاد الشرقي وشجرة السرو والأحجار القديمة وملامح من الجامع الأموي بألوانٍ جميلة غنية بالفرح والأمل والنشاط، وبذلك حاول أن يعود إلى الحضارات القديمة وآثارها التي تشبه بيئتنا الشرقية
وأما سام أزرق – 16 عاماً فقد فضّل أن يرسم بعضاً من معالم دمشق وجدرانها ونوافذها الخشبية البسيطة بلغةٍ لونية تُعبّر عن المنطقة الشعبية، وأجاب بأن هذه الورشة كانت فعلاً جميلة لغرابة فكرتها وجدتها، بالإضافة إلى أنهم لاقوا بعض الصعوبات أثناء العمل بسبب مقاس اللوحة الكبير والألوان الزيتية التي اشتغل بها لأول مرة، وأضاف بأنهم تعلموا تقنياتٍ جديدة رغم تلك الصعوبات لمساعدة الأساتذة والفنانين التشكيليين المشرفين.
ويذكر أن نتائج المسابقة سيتم الإعلان عنها فيما بعد على حين سيستمر تقديم المعرض في حلب أيضاً. وتأتي أهمية هذا المشروع لكونه قادراً على استغلال أوقات فراغ الأطفال واليافعين في الصيف لاكتشاف مواهبهم وتطويرها بدلاً من هدرها في اللعب دون أي فائدة، بل العمل على تنظيمها في نشاطات مختلفة ترتكز على قاعدة فنية في جو من المرح والعلم.
وتعمل الغرفة الفتية على مثل هذه المشروعات منذ سنوات أملاً في توجيه تلك الطاقات الشابة والاستفادة منها واستغلالها لمصلحة العائلة والمجتمع، وخاصة أن مؤسساتنا الحكومية والجهات المعنية فقيرةٌ بمثل تلك النشاطات التي تعنى بالطفل وتعمل على تعزيز إبداعاته ومواهبه.
وتعتبر الغرفة الفتية الدولية اتحاداً عالمياً للقياديين ورواد الأعمال الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 40 سنة بهدف تفعيل دور الشباب في خلق تغييرٍ إيجابي في المجتمع وتنمية المهارات القيادية لديهم من خلال تنظيم المشروعات على النطاق الفردي، والاجتماعي، والعالمي، وتأسست عام 1957، وتعد سورية ثالث دولة عربية تنضم إلى هذه المنظمة ووصل عدد أعضائها إلى 450 عضواً.
|