17/آب/2008
«فتشتُ عن طريقة لنشكركم فيها،
وتوصلتُ أنه "ما في طريقة"»
بهذه الكلمات «الزياد-رحبانية» أنهى زياد الرحباني حفلته الثانية في قلب دمشق، والتي أتت هائلة بعظمة من كان على المسرح والحضور الذي تجاوز الأربعة آلاف. كان الجمهور -بكل أطيافه وفئاته- من الشباب والمراهقين وحتى الأطفال إلى الرجال والنساء المتقدمات بالسن، كانوا كلهم يداً واحدة في التصفيق والترحيب بزياد والتفاعل مع ما قاله وقدمه من قديمه وجديده؛ حتى أنه لم يكد يقول كلمة واحدة حتى ترتفع الآهات وتصرخ الحناجر وتلتحم الأكف في تصفيق حار، وكأن هذه الآلاف من الحضور كانت كلها تقول له «أهلاً وسهلاً في بيتك».
كان الجميع يغني مع ملك قلعة دمشق ويتمايل مع كل لحن، خاصة تلك التي تذكرنا بالمبدعة السيدة فيروز، فعندما بدأت أغنية «يا ليلي» كان الجميع يقول «يا عيني»، وكأنه يسأل زياد «كيفها ست الحبايب؟ وحبيبة قلبنا فيروز؟».
بدأ خسوف القمر مع «تلفن عياش» ولم تشغلنا هذه الظاهرة النادرة الحصول عن نجم الحفل زياد الذي ازداد ضياؤه وتألقه مع كل دقيقة تمر على الحفل، حتى كانت نشوته في نهايتها، والتي عبّر عنها بكلماته اللطيفة، ولكن عيونه وابتسامته كانت تقول أكثر بكثير من كلماته المختزلة بطريقته.
زياد الرحباني، هذه الموهبة النادرة، وهذه الكاريزما العظيمة، تألقت في قلب دمشق وقلعتها بطريقة لم يعهدها لا هو ولا نحن. لقد كان صادقاً مع موهبته، وغاص من خلالها في أعماق هموم الإنسان المواطن، الفقير، والكادح، والطموح، وفي الوقت ذاته المحب والرومانسي:
تعي نقعد بالفيّ
مش لحدا هالفيّ
لقد أحب زيادٌ ذلك الإنسان البسيط، وكرس له موهبته. وفي قلعة دمشق، كان ذاك الإنسان يكرمه ويقول له «شكراً زياد».
قاد المايسترو الموهوب كارين دورغاريان الأوركسترا المؤلفة من 50 عازفاً، وقد كان وكأنه نغمة موسيقية تتطاير وتتمايل على المسرح مثلها مثل تلك التي ينقلها إلى الفرقة، هذه الفرقة التي قارب نصفها من سورية، وحوالي العشرين من لبنان وأرمينيا، وثلاثة من فرنسا وهولندا، بالإضافة إلى ست منشدات من سورية كانت نجمتَهن رشا رزق. وقد تحدث زياد عن تشكيل هذه الفرقة في لقاء أجرته هيام حموي اليوم على إذاعة «شام اف ام» أن هذا العدد من السوريين في هذه الفرقة لم يأت عبثا، وليس لأننا هنا، ولكن السبب أن هؤلاء العازفين من المحترفين، وقد عزفوا مع فيروز في الكثير من حفلاتها، وعبّر عن إعجابه بأداء المنشدات.
هذه هي المرة الأولى التي يحيي زياد حفلاً خاصاً له في دمشق، وكان أن سبق له أن شارك فرقة الأخوين الرحباني في مهرجانات معرض دمشق الدولي، التي كانت آخرها عام 1975.
مع نهاية الحفل، كان التصفيق الحاد للجمهور كفيلاً بإعادته إلى المسرح مرتين أخريين، حيث قال بتهكمه المعهود: «انو نطلع ونرجع، هي حركة متفقين عليها». وهنا كان القمر قد أكمل خسوفه فوق ساحة قلعة دمشق، وبقي في ذاكرتنا النجم زياد المتألق في قلب دمشق.
برنامج الحفل:
أبو علي
لولا فسحة الأمل (مسرحية)
جسر القمر (مسرحية للأخوين رحباني)
ميس الريم (مسرحية)*
مقدمة 83 (افتتاحية من معرفتي فيك لفيروز)*
موسيقى وقائع العام المقبل
قمح (مش كاين هيك تكون لفيروز)*
شو هالأيام (مجموعة)
صباح ومسا (ولا كيف لفيروز)*
بلا ولا شي (سامي حواط)*
مش قصة هاي (من كيفك انته لفيروز)*
Chez Nous (مونودوز لسلمى)*
راجعة بإذن الله (جوزيف صقر)*
تلفن عياش (جوزيف صقر)*
بالنسبة لبكرا شو (مسرحية)
أهودا اللي صار (سيد درويش)*
عيدا كمان (لفيروز)*
* قامت المنشدات بالغناء
|