بسام كوسا: الممثل الاستثنائي والمختلف والمجرّب
29 كانون الأول 2012
.
منذ انطلاقته الأولى، وعبر مسيرته الفنية الطويلة، نجد النجم السوري بسام كوسا متميّزاً في كلِّ شيء. هو مبدعٌ من غير حدود، متألقٌ يخطف منك بصرك وبصيرتك ويرغمك على الوقوف صامتاً أمام عظمة هذا المغاير المختلف المتميّز عن الجميع.
بعيداً عن مفهوم النجومية والأضواء، وبإصرار الهاوي، يشتغل الفنان بسام كوسا على أدواره، وكأنه في امتحان حقيقي ومستمرّ (أمام نفسه أولاً وجمهوره ثانياً)، ويؤدّي أدواره وكأنه يقف أمام الكاميرا للمرة الأولى.
منذ زمن طويل، تركَ بسام كوسا لقب الممثل الوسيم لأهله، ليكون الممثل الاستثنائي، المختلف، المُجرِّب، المتنوع.. الممثل الذي لا يمكن أن يهدأ قبل أن ينبش سرّ الشخصية التي يسعى لتجسيدها؛ بأحلامها، وكوابيسها، ورؤاها، وحسّها...
يذهب بسام كوسا، في كلِّ مرة، إلى شخوصه؛ وكأنه مسافر في رحلة استكشافية، غير عابئ بما سيصادفه من أهوال، فهو قادرٌ على حلِّ معادلة أيِّ شخصية مهما احتوت من مجاهيل!..
في كلِّ دور جديد له، يؤكّد النجم بسام كوسا أنَّ الممثل لا يقف عند حدود الدور، بل يسمو به إلى أفق الإبداع، ويضيف إليه من روحه وشخصيته أبعاداً يحفر بها اسمه بين صفوف المبدعين.. وفي كلِّ إطلالة، يثبت لنا بسام كوسا أنَّ المدى المجدي لموهبته خارج حدود النص وفوق تصوّر المشاهد؛ ذلك بأنه يستحضر لكلّ شخصية أدواتها الخاصة، ويرسم لكلِّ دور خطوطاً عريضة تليق به وحده، فلا نعود نتخيَّل غيره داخلها، ونكاد لانفصل بين النص والتطبيق إلا بعد شارة الختام. ولعلَّ بسام، الذي لم يرغب يوماً في أن يكون البطل الأوحد لمسلسلاته، يعلم جيداً أنَّ مساحة دوره لا تحدّها المشاهد، ولا تُحسب بالعدد بل بالصدق الذي يجعلنا نتأثر بها، بغض النظر عن طبيعة العمل؛ فهو الذي خاض غمار الدراما بكل أطيافها؛ فكان نجماً في الكوميديا والتراجيديا والاجتماعي المعاصر.
وإذا كنت من متابعي المسيرة الفنية الطويلة والثرية لهذا الممثل/الفنان والمبدع في آن، فحتماً لن يكفّ عن إدهاشك، وإثارة إعجابك به. فعلاً يصعب الحديث عن قامة إبداعية بحجمه؛ لأنَّ المرء سيقصّر في حقه لا محالة.. إنه حالة إبداعية متميّزة وفريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي بأكمله وليس في بلده سورية فقط. أيضاً إنه، كما يعدّه كثير من النقاد ومتابعي أعماله، مدرسةٌ درامية مستقلة بذاتها، وبالإضافة إلى كونه ممثلاً وخريج مسرح، هو كذلك فنان تشكيلي (خريج كلية الفنون الجميلة). فوق هذا، كانت له تجربة في الكتابة الأدبية، خاصة في جنس القصة القصيرة؛ فقد أصدر مجموعة قصصية تحت عنوان “نص لص”، وقد كنتُ محظوظة لأني قرأت قصّة من قصصه معنونة بـ”المكاشفة”، وعندما خلصت من قراءتها تأكدت أني كنت أقرأ لكاتب جيد ومميَّز. لا يشك أحد في أنَّ “بسام كوسا” يعدُّ عملاقاً للشاشة، وجوهرة الدراما السورية المعاصرة. بالإضافة إلى كلِّ هذا، هو شخصية مثيرة للجدل في بلده، ويقال عنه إنه صدامي، وكثيراً ما كانت له صراعات ومواجهات مع المؤسسات الثقافية هناك، وذلك راجع أساساً إلى كونه لا يهادن ولا ينافق بآرائه الجريئة ومواقفه الناقدة آلية عمل تلك المؤسسات.
عديدةٌ هي الأعمال التي تميَّز واشتهر بها، ولاقت بدورها استحسان الجميع ونجاحاً لافتاً. من أشهر تلك الأعمال، نجد عناوين للمسلسلات التلفزيونية التالية: دور نصار في “الخوالي”- المخرز في “ليالي الصالحية”- دور نجيب في “الفصول الأربعة”- دور الأب أبو عمر الحلبي في “أحلام كبيرة”- الإدعشري في “باب الحارة”- وائل في “الانتظار”-أسعد في”الحوت”- بالإضافة إلى أعمال: “بيت جدي”، و”أهل الغرام”، و”بقعة ضوء”، وغيرها..
أما في السينما، فكان حاضراً في أفلام استثنائية، من أشهرها: “قتل عن طريق التسلسل”، و”شيء ما يحترق”، و”صعود المطر”، بالإضافة إلى”تراب الغرباء”، و”نسيم الروح”، وغيرها من الأفلام.. دون إغفال مجموعة من المسرحيات الناجحة. كُرّم في العديد من المهرجانات العربية وغير العربية، وحصل على العديد من الجوائز، ليؤكد بذلك أنه علامة فارقة في عالم التمثيل.
التكريم والجوائز
1. جائزة أحسن ممثل، عن فيلم “المتبقى”، من مهرجان طهران.
2. جائزة أحسن ممثل، عن فيلم “الكومبارس”، من مهرجان معهد العالم العربي في باريس.
3. جائزة أحسن ممثل، عن فيلم “تراب الغرباء، من مهرجان البحرين.
4. جائزة عن مجمل أعماله ومسيرته الفنية الغنية من مهرجان أدونيا للعام 2005.
5. جائزة أفضل ممثل، عن دوره في باب الشمس، أدونيا 2010.
بلدنا
هادي:
بسام كوسا افضل ممثل في الوطن العربي
الاردن
موسى:
بسام كوسا حالة استثنائية وبطل الدراما العربية
jordan