نسخة تجريبية

البعثتان السورية-السويسرية والسورية-الفرنسية تباشران أعمالهما في موقعين بتدمر
تحديد العمر الزمني الجيولوجي الدقيق للطبقات الأثرية

10/آب/2008

باشرت البعثة الأثرية المشتركة السورية-السويسرية موسم عملها لعام 2008 في موقع بير الهمل والندوية في حوضة الكوم في تدمر.
وذكر المهندس وليد أسعد -مدير آثار تدمر- أن البعثة ستقوم خلال هذا الموسم بمتابعة أعمالها في توسيع الأسبار، وفتح أسبارٍ جديدة، وإجراء تحريات جيولوجية، لتحديد العمر الزمني الجيولوجي الدقيق للطبقات الأثرية لتعزيز المعطيات الأثرية الناتجة عن دراسة اللقى والمكتشفات في الموقع خلال السنوات الماضية.
يُذكر أن البعثة خلال المواسم السابقة كانت قد كشفت عن وجود نوعٍ مميز من الأدوات الصوانية سُميّ بالصوان الهملي، الذي يتميز بتقنياتٍ عالية في التصنيع لإنتاج مكاشط، وحراب، وأدوات صوانية دقيقة، تمتد من الفترة الاشولية وصولاً إلى الثقافة الهملية، التي تُعتبر ثقافة انتقالية بين العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث.
كما كانت البعثة قد كشفت عن مواقد للنار، ونصال، وفؤوس، ومن أهمّ مكتشفاتها عظام الجمل العملاق الذي قدر عمره بحدود 70 ألف عام، وسنّ كامل لإنسان النياندرتال قدر عمره بـ100 ألف عام، والفك السفلي للسبع 70 ألف عام، والعثور على طبقة استيطانية تعود إلى 400 ألف عام فيها بقايا عضوية يجري تحليلها ودراستها للوقوف بدقة على عائدية هذه البقايا العضوية وتأريخها بشكلٍ واضح.
من جهةٍ ثانية بدأت البعثة الأثرية المشتركة السورية-الفرنسية والمرخصة رسمياً للعمل بمنطقة الكوم 120 كم شمال شرق تدمر موسم أعمالها للعام الحالي.
وأوضح مدير آثار تدمر، إنّ عمل البعثة يتركز على دراسة موقع أم تليل الذي يُعتبر من المواقع الهامة في بادية تدمر، نظراً لاحتوائه على معطيات تاريخية وآثارية تمتد منذ العصر الحجري القديم وصولاً إلى الفترات الإسلامية المتأخرة ومروراً بفترة ازدهار مملكة تدمر، مشيراً إلى أنّ البعثة ستقوم بمتابعة فتح الأسبار في القطاع الجنوبي الشرقي من الموقع وفي القسم الشمالي من القطاع الأوسط للتل، ومتابعة إجراء المسوحات الأثرية في حوضة الكوم والمواقع العائدة لفترة العصر الحجري القديم وحتى العصر الحجري الحديث، والمنتشرة بين تدمر والكوم في سبيل معرفة وفهم طرق الانتقال والسفر بينهما عبر العصور.
يُذكر ان البعثة السورية-الفرنسية كانت قد كشفت في المواسم السابقة عن بقايا جمجمةٍ تعود لحوالي نصف مليون عام، وعددٌ من عظام الحيوانات المختلفة لفترات لاحقة، والكثير من الأدوات الصوانية يحمل بعضها آثار القار الطبيعي الزفت، ما يدل على تمكن الإنسان منذ حوالي 75 ألف عام من تطوير تقنيات تثبيت الحراب والفؤوس والنصال على الخشب لاستخدامها في الصيد.



سانا

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك