المتعة في خلق الفن والمشاركة مع آخرين في العزف الجماعي
03/آب/2008
تُقيم الأمانة السورية للتنمية حالياً ورشة عملٍ في المعهد العالي للموسيقى، بهدف تقديم الفرصة للأطفال الموهوبين موسيقياً للتواصل مع صغار يشاركونهم الاهتمامات الفنية ذاتها، ولتطوير موهبتهم في العزف نحو الاحتراف بإشراف نخبةٍ من الأساتذة المعروفين على مستوى العالم.
وكانت ورشة العمل قد بدأت في الحادي والعشرين من تموز وتستمر لثلاثة أسابيع حتى السابع من آب، حيث ستقام حفلة موسيقية للأطفال المشاركين في قصر العظم.
وكانت فكرة الورشة التي قدمتها ماريا أرناؤوط قد نالت استحسان الأمانة السورية للتنمية، وهي مؤسسة غير حكومية تُعنى بتنمية الريف من جهة وبدعم التراث الفني والثقافي من جهة ثانية، قدمت الأمانة الرعاية والدعم اللازمين لإنشاء أوركسترا الأطفال هذه وخاصة أننا في العطلة الصيفية التي تُغلق فيها المعاهد المتخصصة أبوابها لتحرم العازفين الصغار من متابعة تدريبهم وتحسين مهاراتهم الموسيقية.
وفي حديثٍ لوكالة سانا حول معيار انتقاء الأطفال المشاركين في المشروع قالت ماريا أرناؤوط: «إن الأطفال العازفين ذوو مستويات متفاوتة وتم اختيارهم على أساس وجود الموهبة والرغبة الحقيقية في تطويرها، وقابليتهم لتحسين تقنياتهم في الأداء الموسيقي على الآلات المختلفة».
والورشة تُقدّم لهؤلاء المتعة في خلق الفن والمشاركة مع آخرين في العزف الجماعي مع فرصة إقامة حفلة سيمفونية كاوركسترا احترافية تماماً. وجميع الأطفال هنا يبذلون جهوداً حقيقية شاعرين بمسؤولية الحدث لكونهم جزءاً من فرقة تنتظر الاعتراف بموهبتها.
وعن نوع الموسيقى التي ستُقدم في حفلة قصر العظم قالت أرناؤوط: «إنها مقطوعات كلاسيكية غربية لموسيقار مثل موتزارت، وفيفالدي، وبيزيه، وشتراوس، وآخرين، وهذه النوعية من الموسيقى ذات فائدةٍ أكاديمية تطور مهارات التعلم على الآلات والتعامل مع تقنياتها، خاصة لهواة كهؤلاء الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 10-16 سنة».
ولكون الأطفال ذوي خلفيةٍ موسيقية دون خبرة فقد قدمت الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع السفارة الإسبانية ووزارة الثقافة والمعهد العالي للموسيقى مع شركتين خاصتين راعيتين، الدعم المادي لتعيين أساتذة موسيقيين لتدريب الأطفال والعمل معهم على المقطوعات بشكل إفرادي، فمن الأساتذة لدينا توماس غريغوري، وكاثرين فورد، وماتياس داكسنر وهم من بريطانيا والنمسا، ومن الأساتذة السوريين هناك ماريا المشرفة على الآلات الوترية كالكمان والكونترباص، وناهل حلبي على الترومبيت، ويزن الشرفيف على الكلادينيت، وهناك قائد الاوركسترا البريطاني هاورد وليامز وهو مختص باوركسترات الأطفال والشباب، ويقوم بالإشراف على التدريبات الجماعية لأطفال الورشة.
وبالنسبة للصعوبات التي تعترض تدريب الأطفال في هذا المشروع وجود آلات غير مألوفةٍ محلياً، لم يعتد الأطفال التعاطي معها في معاهدنا الموسيقية، كالأوبوا وهي آلةٌ نفخية مع الباسون، والفيولا والكونترباص الوتريات التكوين، ولتلافي النقص ولكون هذه الآلات مهمة وأساسية في تقديم المقطوعات المختارة، قامت الورشة عن طريق الأمانة السورية للتنمية بشراء هذه الآلات وتعيين أساتذة لتدريب الأطفال على التعامل معها موسيقياً.
وفي هذا الإطار تأمل ماريا أرناؤوط ألا يقتصر تعليم الأطفال على الآلات الكلاسيكية المعتادة كالبيانو والكمان ضمن معاهدنا وفي المنزل، وأن يطلع المعنيون من الأهالي وأساتذة الموسيقى الأطفال على الأنواع الأخرى من الآلات المذكورة لتتنوع المواهب وتصبح أشمل وأغنى.
وتتضمن الأوركسترا أطفالاً من مختلف المحافظات كـاللاذقية وحلب، على الأخص تتم استضافتهم في دمشق برعاية الأمانة السورية للتنمية حيث يشاركون مع أطفال دمشق في نشاطات تتعدى التدريب الموسيقي، إلى الرحلات السياحية، والنشاطات الرياضية، والثقافية كزيارة المعارض، وحضور الأفلام السينمائية، ومسرحيات الأطفال، ليتحول هذا المشروع إلى معسكرٍ صيفي يستمتع به الموسيقيون الصغار ويكونوا في إطاره صداقات مع أقرانهم من أطفال دمشق.
وتأمل ماريا أن تنتقل ورشة العمل هذه في المحافظات السورية لتقديم حفلاتها وأن يحظى المشروع بالاهتمام اللازم لترتيب سفر الأوركسترا الصغيرة إلى الخارج، لتقديم موسيقاها كسفيرة للمواهب السورية الناشئة.
يُذكر أن ماريا أرناؤوط المشرفة والمسؤولة الأولى عن ورشة عمل الأطفال والمديرة الفنية في الأمانة السورية للتنمية، خريجة المعهد العالي للموسيقى، وحائزة على شهادة الدراسات العليا بالأكاديمية الملكية للموسيقى في لندن، وشهادة الماجستير في الموسيقى من جامعة مانهاتن في الولايات المتحدة، وهي العازفة الأولى في الفرقة الوطنية السيمفونية، وأستاذة حالية تُدرّس الكمان في المعهد العالي للموسيقى.
وقد قدمت حفلات انفرادية وحفلات موسيقى حجرة مع أهم العازفين كـغزوان زركلي عازف البيانو المرموق، وستقدم حفلة موسيقية في الـ آرت هاوس في الثالث عشر من شهر آب.
|