السيدة الأولى تتفقد السفينة الفينيقية قبل رحلتها حول إفريقيا
29 تموز 2008
إحياء لرحلات كان يقوم بها أجدادنا منذ ألفي عام
زارت السيدة أسماء الأسد -قرينة السيد الرئيس بشار الأسد- جزيرة أرواد يوم السبت 19 تموز 2008، لتتفقد سفينة بنيت على غرار السفن الفينيقية القديمة، التي ينتظر أن تبحر في آب 2008 لتسلك طريقاً يُعتقد أن السفن التجارية كانت تسلكها حول قارة إفريقيا قبل أكثر من 2000 عام. حيث ستقوم السفينة «فينيقيا» بتكرار ما يعتقد أنه أول دوران حول إفريقيا قام به بحارة فينيقيون في عام 600 قبل الميلاد.
ستمر السفينة في قناة السويس نزولاً إلى الساحل الشرقي لإفريقيا ثم تدور حول رأس الرجاء الصالح وتتجه شمالاً بحذاء الساحل الغربي لإفريقيا قبل أن تعود إلى البحر المتوسط، مع العلم أن السفينة ستعتمد على قوة الرياح في حركتها مثل السفن الفينيقية القديمة.
سيقوم البريطاني فيليب بيل بقيادة الرحلة، يرافقه بحارة من جنسيات مختلفة. يقول بيل: «ستكون رحلة صعبة وخطيرة لأن السفينة ليست مزودة بمحرك. لذا ستواجهنا تحديات وستكون الرحلة صعبة نوعاً ما. لكن من المأمول ان تكون رحلة تاريخية عظيمة حول افريقيا العام المقبل».
من المعروف أن الفينيقيين كانوا قد انطلقوا من شواطئ البحر المتوسط الشرقية بين الألف الثاني والقرن الثالث قبل الميلاد ليصلوا إلى بقية شواطئه في الجزائر وقبرص وايطاليا وليبيا وموريتانيا والمغرب واسبانيا والبرتغال وتونس وتركيا، وينشطوا التجارة وينقلوا الحضارة إليها، حيث كانت موانئهم المشهورة في أرواد وبيروت وجبيل وصرفند وغيرها قواعد لاستكشاف العالم، وكانت أوغاريت إحدى مدنهم الرئيسية التي فيها سجلوا أبجديتهم، أول أبجدية مكتوبة حتى الآن؛ وقد عُرفوا بأنهم «سادة البحار» في عصرهم، وامتدت أنشطتهم التجارية إلى أقصى الغرب حتى كورنوول في بريطانيا وأقصى الشرق حتى الهند والصين.
ويقوم ببناء السفينة، التي يبلغ طولها 15.24 متر، بناةُ سفن محليون في جزيرة أرواد، مستخدمين وسائل ومواد بناء فينيقية تقليدية. عن ذلك تقول ميرين جونسون -مسؤولة الاتصال بمشروع رحلة السفينة- إن بناة السفينة في الجزيرة يتمتعون بمهارة كبيرة، وأضافت «بناة السفن في الجزيرة يملكون موهبة طبيعية لبناء مثل هذه السفن. لم يبنِ أحد سفينة مثل هذه منذ آلاف السنين، لكن هؤلاء البناؤون المحليون قد قاموا بذلك بكفاءة تامة، لذا فالامر رائع».
الجدير ذكره أن المشروع بدعم من الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، ومن الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، والمتحف البريطاني، وعدد من المستكشفين وعلماء الآثار من أنحاء العالم، ويتوقع أن تستغرق رحلة السفينة عشرة أشهر تقطع خلالها 27358 كيلومتراً. ومن المقرر أن تقوم السفينة برحلة أخرى إلى بريطانيا في صيف عام 2009 حيث سيتم عرضها في المتحف البريطاني.
اكتشف سورية