احتفاء بدمشق عاصمة للثقافة العربية 2008

28 01

هنا ينام قلبي حفل موسيقي غنائي في قصر الحمراء بغرناطة

تشهد مدينة غرناطة الأندلسية يوم الخميس 31/1/2008 حفلاً موسيقياً غنائياً تقدم فيه المغنية والمؤلفة الموسيقية السورية وعد بو حسون قصيدتين من أشعار ولادة وابن زيدون على العود، بمشاركة الإخوة كورو بينيانا الذين سيغنون قصيدتين من أشعار ابن عربي على أنغام الغيتار، كما سيرتجل الفنانون أداءً موسيقياً يستلهمونه من روح الحضارة الأندلسية ومن تلك العلاقة الفريدة التي تربط بين دمشق وغرناطة بوجه خاص.كما سيعزف ميغيل آنجيل أورنخو على طبلة الكاجون، في توليفة يراد لها أن تؤكد على الروابط التاريخية والثقافية التي تشكلت عبر مرور الزمن بين الأندلس وسورية على وجه التحديد.
ففي قاعة السفراء داخل قصر الحمراء بغرناطة، التي كانت تستقبل في الماضي الضيوف والوفود من البلدان المجاورة، سيقام هذا الحفل الذي يعدّ بمثابة الاحتفاء بدمشق عاصمة للثقافة العربية، وذلك من أجل إعطاء هذه المناسبة بعدها العالمي وإطلالتها الضرورية على ثقافات العالم. ورغم أن هذه القاعة لم يسبق لها أن فُتحت أمام أي نشاط من هذا النوع، إلا أن الصلات التاريخية المميزة التي تربط غرناطة مع مدينتها الأم دمشق، جعلت من هذه المناسبة فرصة للتذكير بتلك العلاقة القديمة وأيضاً من أجل التأكيد على ضرورة تطويرها والمحافظة عليها على الدوام. فمن المعروف تاريخياً أن العلاقة مع الأندلس رُسمت من خلال طريقين شهيرين تاريخياً هما طريق عبد الرحمن الداخل الذي عبر مضيق جبل طارق قادماً من دمشق باتجاه تلك الأرض الجديدة هناك، وأيضاً طريق العلامة الشهير محي الدين ابن عربي الذي عاد من غرناطة سالكاً الطريق نفسه باتجاه دمشق، حيث كتب أروع الأشعار الصوفية وبرع في مختلف العلوم. فبين أشعار ابن عربي الصوفية التي اختارها المغنون الإسبان كي ينشدوها في هذا الحفل، وكذلك أشعار ولادة وابن زيدون التي ستؤديها وعد بو حسون، تكمن قصة الأندلس التي اختزلت الدين من ناحية التصوف، والدنيا من ناحية الحب وقصائد الحب والغرام.
الدكتورة حنان قصاب حسن الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة، أكدت خلال مؤتمر صحفي أقيم بهذا الخصوص، أن هذا الحفل ينطوي على أهمية كبيرة خصوصاً من جهة إطلالته الواسعة على ثقافات العالم، إذ إن وقائعه سوف تنقل مباشرة على العديد من المحطات الفضائية العربية والأجنبية، بحيث أن دمشق المشهورة تاريخياً بانفتاحها على الآخر وقدرتها أيضا على التأثير فيه، سوف تعاود دورها الشهير ذاك الذي لم تكن الأندلس إلا محطة في تاريخها الطويل والموغل على هذا الصعيد.
وأكدت قصاب حسن أن الحفل سوف تحضره السيدة الأولى أسماء الأسد والملكة صوفيا إضافة إلى نخبة من الفنانين والمثقفين السوريين والإسبان، كإشارة على خصوصية العلاقة بين إسبانيا وسورية التي تُستمد من تاريخ بناء غرناطة الأخت التوأم لدمشق.
(هنا ينام قلبي) عبارة أُخذت من الشاعر نزار قباني عندما زار تلك البلاد وشاهد أشهر قصور العالم على الإطلاق مزروعاً بالتوت الشامي، وفيه نوافير الماء والبحرات التي تتشابه مع منازل دمشق القديمة وهندسة عمارتها. فقال: هنا جذوري.. هنا لغتي..
من جانب آخر، أكدت قصاب حسن أنه سيتم تلافي كافة الثغرات المتعلقة بأسلوب الاتصال مع الإعلاميين، بحيث أن النشاطات القادمة ستكون أكثر تنظيماً ودقة بعد أن تم تحديد آليات التنسيق التي يجب أن تتبع مع الإعلاميين بشكل عام. ولدى سؤالها عن سبب الغياب شبه التام للأنشطة المحلية خلال الأشهر الثلاثة الأولى، أكدت قصاب حسن أن المشكلة تتعلق بالفنانين السوريين، فقد تم الاتفاق مع العديد منهم على تنفيذ أعمال فنية ومسرحية لكن الدراسات المتعلقة بالميزانية وتاريخ العرض وفحواه قد تأخرت كثيراً، حتى إنه تم الاتفاق مع الفنان غسان مسعود على تقديم عمل مسرحي كبير وهام، لكن التفاصيل مازالت مجهولة إلى الآن، لذلك كان من غير الممكن إدراج ذلك ضمن البرنامج دون اتضاح التفاصيل. وكذلك الأمر بالنسبة للفنانين سامر عمران وفايز قزق والعديد من الأسماء الأخرى التي من المنتظر أن تقدم الكثير من الأعمال خلال هذا العام.
في كل الأحوال فإن الحفل الموسيقي في غرناطة، يستحوذ على اهتمام كبير من مختلف الأطراف المهتمة بمناسبة عاصمة الثقافة وذلك نظراً للمشاركات العالمية المنتظرة وأيضاً من جهة ضرورة المواكبة والاتصال مع أجهزة الإعلام الخارجية لإدراج هذا الحدث كما يجدر بدمشق ويليق بها كأقدم مدينة في التاريخ.
يذكر أن الاحتفالية قد شهدت الكثير من العثرات في انطلاقتها الأولى، سواء على صعيد بطاقات الدعوة أو حجز الأماكن أو تنظيم البرنامج الذي خضع لأكثر من تعديل بررته قصاب حسن بعدم التمكن من الإعلان عن البرنامج مفصلاً قبل الانتهاء من توقيع العقود مع الفنانين المعنيين وذلك تبعاً للشروط الجزائية في هذا الإطار.


زيد قطريب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق