مفاجأة الأطفال بحضور الممثلين السوريين مكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب
16/تموز/2008
اليوم الثاني في ملتقى الأطفال العرب التاسع، لم يكن أقل إثارة ومتعة وأهمية من اليوم الأول، فبعد الاستيقاظ وتناول الفطور وتحضير الحاجات انطلق الأطفال إلى «بلدة معلولا».
توقفت الباصات التي كانت تقلّ الأطفال عند مشارف معلولا ليتم تنفيذ المسير، وتتبّع الأثر، وتطبيق تدريباتٍ كشفية، ولعبةٌ جماعية، وترديد شعارات وصيحات. وفي الساحة العامة لمعلولا استقبلت فرقة كشافة مار تقلا الأطفال على إيقاع الطبول والترومبيت، وتابع الأطفال المسير وصولاً إلى ساحة دير مار تقلا الأثري، فقاموا بزيارة الدير والتعرف على أجزائه ومعالمه، وقامت رئيسة الدير الحجة بيلاجيا السياف بسرد قصة القديسة تقلا على الأطفال وتعريفهم بتاريخ الدير وعراقته، وقد اشترى الأطفال قطعاً تذكارية عن الدير. بعد الزيارة تناول الأطفال طعام الغداء في فندق سفير معلولا السياحي وتمتعوا بمشاهد معلولا الطبيعية الرائعة، ليفاجؤوا بحضور الفنان مكسيم خليل والفنان قيس الشيخ نجيب.
بعد الغداء تابع الأطفال المسير في الفجّ الذي سارت فيه القديسة تقلا، ليعودوا إلى ساحة الدير حيث قاموا بألعاب جماعية اختيارية «كرمس»، ليتم بعد ذلك التحضير لحفلة سمر وتنفيذ مفاجآتٍ ليلية من سير قصير، ومراقبة النجوم والمجموعات الشمسية.
أهمية الكشافة
حرصاً على سلامة الأطفال، وحفظ النظام، وسهولة الحركة والتعامل، تمّ تقسيم الأطفال الملتقين إلى ثلاث فرقٍ، كل فرقة فيها أربع مجموعات صغيرة سُمّيت الطليعة، وكل طليعة تسمى باسم أحد الحيوانات كطليعة الحصان، والحوت، والغزال.
وعن أهمية النشاط الكشفي في الملتقى قال الأستاذ نزار يارد -مشرف اليوم الكشفي- لـ«الوطن»: «الكشاف جزءٌ من المجتمع، ومن أهداف الحركة الكشفية رفع مستوى الفتى ثقافياً واجتماعياً ووطنياً، وبالتالي هو متفاعلٌ مع المجتمع والإنسان بشكل عام. ومن مبادئ الحركة الالتزام بالواجب نحو اللـه، والآخرين، والذات، من خلال الإخلاص لله والوطن ومساعدة الناس في كل الأوقات، وانطلاقاً مما سبق لابد أن يرتقي الكشاف بعمله بتفاعله مع الآخرين، ومن هنا أصبح لدى الكشاف مشروع العمل الطوعي بشكلٍ عام والعطاء دون انتظار الأخذ. ودورنا في الملتقى المساعدة في التنظيم والإشراف على الأطفال المشاركين لتطبيق البرنامج العام، وبالتالي المساهمة في رفع مستوى تنفيذه».
ويضيف الأستاذ نزار «رأت اللجنة المنظمة للملتقى أن تُخصّص يوماً كاملاً وليلةً من الملتقى للنشاط الكشفي، نظراً لأهمية هذا النشاط في خلق اللحمة والتعاون بين أفراد الملتقى، من خلال تقسيمهم إلى مجموعات عملٍ صغيرة متنوعة. وانطلاقاً من مقولة مؤسس الحركة الكشفية والتي تقول "كشاف يومٍ واحد كشافٌ إلى الأبد"، حاولنا أن نزرع هذه الفكرة عند أطفال العرب الأحباء، بأن نعيش معهم الحالة الكشفية بجماعيتها، ومحبتها، وتعاونها، وأن نبتسم بوجه الصعاب ونكون أصدقاء للبيئة».
يوم لا يخلو من المفاجآت
خلال تناول الغداء فوجئ الأطفال بحضور ممثلين سوريين من جيل الشباب الفنان مكسيم خليل والفنان قيس الشيخ نجيب، الأمر الذي أذهل الأطفال وزاد من فرحهم وسرورهم، فتراكضوا للحصول على صورٍ تذكارية وملاحظات من ممثلين لطالما أحبوهما وتمنوا الالتقاء بهما فكان لهم ذلك.
وعن الدور الذي يمكن أن يشارك فيه الفنانون في ملتقى من هذا النوع قال الممثل السوري مكسيم خليل: «الفنان يُعدُّ سفيراً لبلده، وعندما يلتقي مع أطفال العرب الذين يعرفونه من خلال المسلسلات وشاشة التلفزيون يشعرون بالألفة مع البلد المضيف، ويمكن أن نتعاون مع الأطفال بأمورٍ عديدة، نلعب معهم ونشاركهم نشاطاتهم، وأنا كنت بالمغرب أحضّر لعملٍ جديد، وعندما طُلب مني المشاركة بالملتقى عدت فوراً لأنني أحب المشاركة بالفعاليات الإنسانية».
هديل الأسمر -رئيسة اللجنة المنظمة للملتقى- كان لها رأي فقالت: «نسمع كثيراً عن أصداء الدراما السورية في الوطن العربي ومدى الاهتمام بها والحب لنجومها، وأنا أرى أن الفنانين سفراء لأوطانهم ولهم دورٌ كبير من خلال عرضهم للثقافة السورية على مستوى العالم العربي. وهم أبدوا استعدادهم ورغبتهم للتعاون والمشاركة معنا في الملتقى».
ذوو الاحتياجات الخاصة لهم دورٌ في العمل الكشفي
بما أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة جزءٌ مهمٌ وفاعل في المجتمع، كان لهم حضورٌ ودور في ملتقى الأطفال العرب التاسع، فشاركوا بنشاطاته وفعالياته على مدى يومين فكانوا مسرورين متفائلين، حتى العمل الكشفي حفظ لهم مكانتهم ودورهم ليكونوا فاعلين من خلال نشاطاته.
مشرف العمل الكشفي نزار يارد قال: «إن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مشاركون بكل الأنشطة الكشفية عدا النشاطات المجهدة التي لا تتناسب مع وضعهم، وسيُحدد لهم نشاطات خاصة بهم.
هديل الأسمر قالت: «نحن سعداء لوجود هؤلاء الأطفال معنا "ذوي الاحتياجات الخاصة" هم عادة لا يخرجون برحلاتٍ فيها مشقةٌ وجهد، ولا يدعون لهذا النوع من النشاط، وجودهم معنا تأكيدٌ على أهميتهم ودورهم كما يضيفون بحضورهم السعادة والبهجة لنا».
لماذا معلولا؟
معلولا المحطة الثانية في ملتقى الأطفال العرب التاسع، عن أسباب اختيارها قالت السيدة هديل الأسمر: «أحببنا أن نُعرّف أطفال العرب على نموذجٍ حي للتعايش الثقافي الموجود في سورية، والفسيفساء التي نعتز بها وهي وجود الديانات المشتركة في مكان واحد ذي قيمة تاريخية كبيرة وهو معلولا. فتعد هذه الزيارة نوعاً من التغيير وتأكيداً على ثقافتنا، وتراثنا، وتاريخنا».
آراءٌ عربية في معلولا السورية
الأطفال العرب الملتقون كانوا فرحين جداً بالملتقى عموماً ومسرورين من تنظيمه ونشاطاته ومفاجآته غير المتوقعة، واليوم الثاني ترك في قلوبهم أثراً وطبع في ذاكرتهم صوراً لن ينسوها وثقّل خبراتهم بالكثير المفيد، فاليوم الكشفي بالنسبة لهم نشاطٌ مفعم بالإثارة.
الطفل السوري محمد شورى من القنيطرة «من ذوي الاحتياجات الخاصة» قال: «اليوم جميلٌ مثل اليوم الأول، وقد شاركت أصدقائي بكل النشاطات عدا المسير وأنا لم أنزعج لذلك، وكان حضور الفنانين مكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب مفاجأة رائعة».
الطفلة شهد العنزي من الكويت 15 سنة فرحت كثيراً في هذا اليوم ووصفته بالمذهل، وأكثر ما أعجبها هو حضور الفنانين.
الطفلة دلال العنزي من الكويت قالت: «أكثر شيء أعجبني وجود الممثلين معنا، فالدراما السورية تجذبنا جداً وأصبح لها قاعدة جماهيرية في الخليج».
الطفلة آية إبراهيم من سورية قالت: «الملتقى على العموم جميلٌ جداً، فقد تعرفنا على أصدقاءٍ جُدد وعادات وتقاليد لم نعرفها من قبل، وبالنسبة لرحلة معلولا فهي ممتعة تعلمنا نشاطات الكشافة».
الطفل حمد الهاجري من قطر قال: «نشاطات اليوم جميلةٌ والكشافة نظموا المجموعات والسير، حيث قسمونا لثلاث مجموعات وكانت مفاجأة حضور الممثلين رائعة ولم نتوقعها».
السيدة نورا محمد -مشرفة على الوفد القطري- أشادت بالتنظيم والاستقبال فقالت: «الاستقبال كان محترماً سواء من الهيئة السورية لشؤون الأسرة أو منظمي الملتقى، والملتقى كان حافلاً بدءاً من لحظة الافتتاح والعرض التعريفي، والتنظيم كان أكثر من رائع، الكشافة والميسرون وحتى المسؤولين لم يقصروا ونحن نشكرهم كثيراً».
الطفلة توجان العتوم من الأردن قالت: «التنظيم كان ممتازا، واليوم الكشفي مثيرٌ، تعلمنا من الكشافة أموراً عديدة، النظام والانضباط والأغاني والصيحات وكيفية المسير، وأهمّ شيء الاعتماد على النفس، وبالنسبة لمفاجأة الممثلين فهي جميلة جداً وغير متوقعة ولن تتكرر».
|