مادة غنية تعمقت بدراسة النصوص الملحمية والأسطورية
16/تموز/2008
صدر عن دار نون للنشر والطباعة والتوزيع بـحلب كتاب «التراجيديا في أساطير الشرق القديم» للكاتب عبد الرحمن العابو، الذي يرصد من خلال صفحاته البالغ عددها 159 صفحةً من القطع المتوسط، نصوص الشرق القديم، وملاحمه المفعمة بالتراجيديا، وقيمها التعليمية والتطهيرية والفنية.
وقَسّم المؤلف كتابه إلى مقدمةٍ، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة، تحدّث من خلالها عن نظرية التراجيديا في الفكر الجمالي اليوناني القديم، وعِلم الجمال المعاصر، والمفاهيم العامة للتراجيديا، إضافةً إلى دراسةٍ تطبيقية تحليلية لمفهوم التراجيديا في أساطير الخلف، والبعث، والموت، معتمداً على تحليل عددٍ من النماذج كأسطورة الخلق والتكوين البابلية، وولادة الآلهة ودموزي وإنانا، و عودة مردوخ.
وتوصّل الباحث في خاتمة الكتاب إلى أن المفهوم التراجيدي كان موجوداً في أدب بلاد الرافدين، لكنه لم يتطور لمرحلة الفكر الفلسفي برغم معرفة إنسان بلاد الرافدين للتشخيص، وهو شكلٌ بدائي من أشكال المسرح، كما أن النتاج الأدبي، والديني، والنقدي، الذي ظهر في العصور التالية اعتمد على تراث وادي الرافدين واستمد منه مادته الأولية.
وتنبع أهمية الكتاب من كونه مادةٌ غنية تعمقت بدراسة النصوص الملحمية والأسطورية، على عكس أغلب الدراسات السابقة التي كانت تتركز على شرح وترجمة تلك النصوص، في حين قام الكاتب بسبر أغوار تلك النصوص وسلط الضوء على الناحية التراجيدية فيها.
|