مؤسسة الآغا خان تحتفل بالانتهاء من دورة التاسع لفتيات من المدينة القديمة بحلب
11 أيار 2011
أقامت مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية بالتعاون مع مديرية التربية واتحاد شبيبة الثورة وعدد من الشركاء المحليين في حلب في التاسع من شهر أيار 2011 حفلا بمناسبة الانتهاء من دورة التاسع لفتيات من المدينة القديمة ممن عدن إلى الدراسة بعد أن ابتعدن عنها لسنوات. وتأتي هذه المبادرة ضمن مبادرات المؤسسة المختلفة في حلب القديمة والتي تشمل عدداً من المجالات هي التعليم والصحة والتدريب المهني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويأتي هذا الحفل اختتاماً للدورة التي بدأت فعليا في 1تشرين الأول 2010 حيث التحق فيها كل الفتيات الراغبات بمتابعة الدراسة، وبعد الدورة التحضيرية التي استمرت لمدة شهر، خضعن لاختبار تحديد مستوى تم على ضوئه ترشيح الفتيات المتقدمات لهذه الدورة. وقد شارك في الدورة الحالية 17 فتاة وسيدة تلقين كافة المعلومات والمعارف الأساسية للتقدم إلى امتحان الشهادة الأساسية في بداية شهر حزيران القادم.
عن المبادرة تقول السيدة فلورا حبيب مسؤولة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية: «تعمل مؤسسة الآغا خان بالمنطقة في أكثر من مجال منها مجالات التعليم والصحة والتدريب المهني وبرنامج "المقبلات على الزواج" وغيرها من البرامج. أما فيما يتعلق بهذه المبادرة، فالمؤسسة تعمل فيها منذ ثلاث سنوات حيث كانت البداية مع القيام بعملية مسح لكل الفتيات المنقطعات عن الدراسة في المنطقة ومن ثم جرى استقطابهم حيث بدأنا نشهد تجاوبا مع مرور السنين وزاد عدد المتقدمات للدورات التعليمية عاماً بعد عام».
وتضيف بأن أغلب الموجودات هنا هن من طلبن التواجد في الدروة وهذا يدل على الثقة التي نشأت بين المؤسسة والمجتمع المحلي فتقول: «هدف المؤسسة هو الاستدامة في مشاريعها حيث نرى أن الاستدامة في أي مشروع هو من أولوياته. بالنسبة لمجال التعليم، فالاستدامة كانت من خلال الشركاء والمجتمع المحلي. شركاؤنا في هذه المبادرة هم كل من اتحاد شبيبة الثورة ومديرية التربية. دورنا هذا العام تمثل في موضوع الدعم، ونطمح أن نرى كل من المديرية والاتحاد يقومون بمثل هذه الدورات لوحدهم خلال المستقبل القريب».
أما السيد معن قنبور أمين رابطة زكي الأرسوزي في اتحاد شبيبة الثورة فيقول بأن دور الاتحاد تمثل في تأمين المكان وإيجاد الكادر التدريسي والرعاية الكاملة للدورة من البداية إلى النهاية.
أما السيد عبد الحميد مصري مدرس اللغة العربية ضمن الدروة يقول: «إن التعامل مع طلاب منقطعين على الدراسة كان أمراً صعباً، ولكن استطعنا بالتحفيز النجاح. كان لديهن اندفاع شديد للحصول على شهادة التعليم الأساسي وحتى المتابعة والحصول على الشهادة الثانوية. ومن ناحية ثانية، كان هناك الكثير من التفان من قبل المدرسين المشاركين في البرنامج خصوصاً وأن الأمر كان يتعلق باسترجاع معلومات سبق أن تم ذكرها في الصفوف السابقة ومن ثم تدريس مقررات الصف التاسع. وأود أن أقول أن إرادتهم القوية كانت مميزة جداً وأتمنى أن ينعكس هذا الأمر على النتائج التي سيحققونها في الامتحان».
ويضيف بأن التفاوت العمري بين المتقدمات كان من العوامل المؤثرة على التدريس خصوصاً وأن من الفتيات من كانت منقطعة الدراسة لمدة 13 عاماً مثلاً في حين أخرى كانت منقطعة لمدة 3 سنوات مختتماً قوله بأن تضافر جهود الأساتذة ساهم في إيصال المعلومة لهن بالشكل المناسب.
من المشاركات في الدورة كانت حلا قصاص والتي قالت لنا عن تواجدها في الدورة: «من صغري وأنا أحب العلم، ولكن حالت ظروف دون إتمام دراستي حيث انقطعت بناء على طلب أهلي. أما الآن فأهلي بنفسهم قاموا بتشجيعي ودعموني لدخول الدورة. الدورة غيّرت في نفسي وأشعرتني بأنني عضو فاعل في المجتمع. وحالياً أدرس بشكل يومي من 8-10 ساعات».
أما بتول مكتبي تقول بأنها عادت للدراسة بعد انقطاع دام 15 عاماً والسبب هو أختها وتتابع: «سبق لأختي أن كانت إحدى المشاركات في الدورة العام الماضي، وأهلنا أحبوا الفكرة وتحمست بدوري للعودة إلى الدراسة. البداية كانت صعبة خصوصاً مع فترة انقطاعي الطويلة عن الدراسة ولكن استطعت الدراسة بشكل جيد والحمد لله».
وتختم بالقول بأنها تود الحصول عن معدل علامات مرتفع لكي يتسنى لها المتابعة إلى المرحلة الثانوية ومن ثم الجامعة حيث تختم بالقول: «كان أثر هذا المشروع علي أن زادت ثقتي بنفسي بشكل كبير. بالنسبة فسأجعل أولادي وبناتي كلهم يدرسون ويحصلون على أفضل مستوى تعليمي ممكن».
من جهتها تقول ثويبة مكتبي إحدى المشاركات في البرنامج العام الماضي: «كان حلمي منذ زمن طويل أن أعود إلى مقاعد الدراسة بعد أن انقطعت عنها. وعندما أتتني هذه الفرصة بدأت بمتابعتها ولم أتوقف. الحمد لله نجحت في نيل شهادة مرحلة التعليم الأساسي وأريد الآن التقدم لامتحان الشهادة الثانوية والمتابعة حتى في الجامعة. سأعمل جاهدة مع بناتي في المستقبل على أن يتابعن الدراسة وعدم تركهن لها في المستقبل».
يذكر بأن المؤسسة قامت خلال السنوات الماضية بعدد من الدورات المماثلة لهذه الدورة شارك فيها العديد من الفتيات في منقطة «حي قلعة الشريف» المجاور لمبنى السراي والواقع في محيط حديقة باب قنسرين. ويسعى برنامج التاسع للفتيات إلى تقديم الفرصة للفتيات اللواتي تركن المدرسة لظروف اجتماعية أو تعليمية معينة وما زلن يحلمن بالتعلم بالعودة والحصول على مزيد من التعليم. وقد استفادة من هذه المبادرة 16 فتاة نجحن العام الماضي في التاسع، بينما بلغ عدد المستفيدات خلال العامين الماضيين 34 فتاة نجح منهن 29 فتاة. كما تم مساعدة الفتيات الثلاث الأوائل للحصول على دورة تحضيرية للشهادة الثانوية وقد نجحت اثنتان من أصل ثلاثة في الشهادة الثانوية.
وبالإضافة إلى برنامج التاسع، تعمل المؤسسة على تطوير خدامتها ونشاطاتها خلال المرحلة القادمة إذ ينتظر أن تتركز المشاريع المستقبلي على محورين رئيسيين هما «تطوير القدرات البشرية» متضمنة التعليم والتدريب والصحة، وهناك «التطوير الاقتصادي الاجتماعي» والذي يشمل الحد من البطالة والتدريب المهني وتسهيل الوصول إلى خدمات التمويل المصغر .
أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية