غسان مسعود: انسحابي من العمل كان بسبب توقيت العرض 09/تموز/2008
«باسم الهادي للحق...»
بهذه الجملة بدأ ياسر عبد اللطيف العرض الثاني لمسرحية «عدو الشعب .. ليس إلا» على مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون بـدمشق مساء الاثنين 7 حزيران 2008، إلا أن العرض لم يستمر سوى عشر دقائق فقط.
«لا يمكنني أن أكون مخرجاً وممثلاً في ذات الوقت» كلمات فاجأ بها المخرجُ عبد اللطيف الجمهورَ ليعلن عن توقفه عن العرض، الأمر الذي أثار استغراب الحضور.
ظننَّا للوهلة الأولى أن ما حدث جزء من المسرحية، لكن الواقع كان عكس ذلك تماماً، وقد تأكدنا من ذلك حينما علّق أحد الصحفيين الحاضرين للمسرحية بأن المشكلة تتعلق بنقص الترويج لها، مما أثار غضب المؤلف الموسيقي حسان طه و فتح باب المهاترات بينه وبين الصحفيين. كل ما تمكنّا من معرفته أن ياسر عبد اللطيف كان متعباً جداً وأن أسرة المسرحية ضغطت عليه لتقديم العرض الثاني، لكنه لم يستطع أن يكمل، اعتذر من الجمهور ووعد بأن الجهة المنتجة ستعيد للجمهور نقوده.
وعند ظهر اليوم التالي (الثلاثاء)، نشر الموقع الخاص باحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 اعتذاراً (تم سحبه من الموقع لاحقاً) عمّا حصل البارحة، شارحاً أن الحالة الصحية للمخرج حالت دون إكمال العرض الليلة البارحة، وبيّن أن العرض لا يزال مستمراً حسب البرنامج المعلن سابقاً، للأيام 8-10 و13-15 تمّوز؛ وذلك بعد شائعات بتوقف العرض كلياً.
وقد علمنا من مصادر خاصّة أن المسرحية واجهت صعوبات عديدة أثناء التحضيرات لها والتي استغرقت حوالي الثلاثة أشهر، ومن هذه الصعوبات اعتذار الفنان غسّان مسعود قبل شهرٍ تقريباً عن أداء البطولة مما اضطر المخرج للقيام بهذا الدور، بالإضافة إلى اعتذار كلٍّ من الفنّانين زهير عبد الكريم وفادي صبيح.
وفي اتصال لـ«اكتشف سورية» مع الفنان النجم غسان مسعود حيث وضّح أسباب اعتذاره عن المتابعة بالعمل وقال: «إن اعتراضي كان فقط على تحديد موعد العرض، لأنني أؤمن بأن العمل المسرحي يجب ألاّ يتم تحويله إلى حالة وظيفية. لذلك عندما طلبوا أن يكون العمل جاهزاً خلال شهر، اعتذرت لأنني لا أستطيع -كمسرحي- أن أقيد عقلي الإبداعي بفترة زمنية قصيرة، كما لا أستطيع أن أعطي عملاً ناجحاً إن لم تنضج الفكرة والعمل كاملين، لذا رجوتهم أن يبحثوا عن ممثل آخر لإتمام هذا العمل».
من جهتها اوضحت احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، على لسان أمينتها حنان قصاب حسن: «نتعاطف مع المخرج وظروفه»، رافضة الخوض في تفاصيل تلك الظروف. ورداً على المأخذ الذي رأى بعض العاملين في المسرحية أن الامانة تتحمله، وهو عدم توقيع عقود مع الممثلين والاكتفاء بعقد مع المخرج، قالت قصاب حسن: «نحن نتعامل مع فنانين ولسنا شركة تجارية، والفنان المسرحي لديه أحاسيسه ومزاجه، وهناك ممثلين تأتيهم عقود أفضل، وتغيير الممثلين ظرف طبيعي في المسرح».
من ناحيته، رفض المخرج في التعليق على ماحصل معه في العرض، أو عن الظروف التي دفعته الى إيقافه، لكنه علق بالقول: «ما حدث البارحة هو خاصة من خصائص المسرح، وهو أمر طبيعي ليكون المسرح ممثلاً للحالة المجتمعية والحوارية التي تحدث عنها المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس».
الممثلون المشاركون في المسرحية هم مريم علي وتيسير إدريس وغسان سلمان وإياد أبو الشامات وغزوان الصفدي وأدهم مرشد ولينا أحمد وسعد الغفري.
|