«يا مال الشام» تحيّة من القلب إلى جمهور دمشق 03/تموز/2008
أطلّت الفنّانة السورية لينا شاماميان على مسرح الهواء الطلق في حديقة تشرين، لتُقدِّم آخر الحفلات المخصصة لموسيقى الشباب، ضمن الفعاليات الثقافيّة المرافقة لمعرض الزهور الدولي 2008.
فرضت لينا شاماميان حضورها الآسر على المسرح والحفل رغم كونه في الهواء الطلق، لتُدخل البهجة إلى قلوب جمهورها عبر أدائها الدافئ والمتمكن، وابتسامتها وجمال إطلالتها، وانسجامها مع الفرقة الموسيقية بقيادة عازف الساكسفون باسل رجوب.
قدَّمت في الحفل 11 أغنيّةً من ألبوميها «هالأسمر اللون» و «شامات»، وحيّت الشام وأهلها بأغنية أخيرة «يامال الشام» من الفولكلور السوري، ولكن بنكهة أداء شماميان الخاصّة، بدءاً من الموال وصولاً إلى آخر مقطعٍ في الأغنية، فَطالبها الحضور بالمزيد ولم تبخل عليهم بذلك، لتختتم الحفل بإعادة غناء «يا سيدي» من ألبوم «شامات» مرّةً أخرى.
جمهور الحفل فاق من حيث العدد كل الحفلات السابقة، وكان من مُختلف الشّرائح العمريّة، خاصة الشباب الذين رددوا مع لينا شماميان أغانيها التي حفظوها عن ظهر قلب، على مدى ساعة ونصف تقريباً وسط استماعٍ كبير.
وفي لقاءٍ خاصٍ مع «اكتشف سورية» قالت شاماميان: «هذا النوع من الحفلات الموسيقية في غاية الأهمية، لتعريف الجمهور السوري وخاصة الشباب منهم على الموسيقى الجادّة التي نقدِّمها، فالكثير منهم لم يَعتد حضور المهرجانات الموسيقيّة المتخصصة، التي نُقدِّم فيها موسيقانا، كمهرجان "الجاز" على سبيل المثال؛ فلا يوجد تعريفٌ واضحٌ لموسيقى الشباب. فهل المقصود بذلك هو الشريحة المستهدفة؟ أم الفِرق التي تُقدِّم هذا النوع من الموسيقى؟، أم أنّ الموسيقى المقدّمة بحد ذاتها فتيّة؟. عموماً الأمر يتطلب المزيد من الاجتهاد على صعيد استمرارية الفرق الشابة في تقديم الجديد وصولاً إلى تجارب أنضج، بالإضافة إلى المزيد من الدعم، أنا كنت من المحظوظين على هذا المستوى، حيث دعمتني الكثير من الجهات خلال ثلاث سنواتٍ من مسيرتي الفنيّة، ومازالت تدعمني وتطلب منّي عدم ذكر أسمائها، وهذه مناسبة لتقديم الشكر لهم من خلالكم، علماً بأن الأمر لا يتعلق فقط بانتظار الدعم من الآخرين، بل بالاجتهاد والبحث عن الجديد، والعمل على مشروعٍ متكاملٍ يعرف من خلاله الفنّان أو الفرقة، ما الذي يريد تقديمه بالضبط؟، وصدى ما يقدّمه لدى الجمهور».
وعن جديدها أضافت لينا شاماميان «لديَّ ألبومٌ جديدٌ يتضمن مجموعةً من الأغاني التراثية، التي بحثت عنها في العديد من المناطق السورية، لأعيد إحيائها ضمن الخط الذي انتهجته في الألبومين السابقين، إضافةً إلى أغاني جديدة بالتعاون مع شعراء وموسقيين سوريين، وعلى رأسهم باسل رجوب، وسأقوم بالتلحين في ألبومي القادم الذي لن أتكلم عنه الآن بالتفصيل، لأنه مازال في طور الإعداد، لكنني سأقدم مجموعةً من أغاني الألبوم الجديد في حفل ختام تظاهرة "ليالي موسيقى العالم"، التي تُنظمها احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربيّة 2008، 16-23 تموز الجاري في قلعة دمشق، وسأعلن عن الألبوم لا حقاً في مؤتمر صحفي بمناسبة إصداره».
وعن اختياراتها للأغاني تقول شماميان: «حاولت إعادة الحياة لبعض الأغاني التراثية قبل أن يطويها الزمن، كونها تحمل تذكارات جيلٍ كاملٍ من السوريين، وتُعبّر عن طريقة حياتهم».
وحول النجاح الكبير الذي حققته رغم عمرها الفني القصير تقول: «حاولت تقديم مشروعٍ موسيقي حقيقي، يهتم بالتراث ويحاول تقديمه بطريقةٍ مختلفة وبإحساس عالٍ، ويبدو أن هناك شريحةً كبيرة من الناس ترغب بسماع هذا النوع من الغناء».
لينا شاماميان في سطور:
سوريةٌ من أصلٍ أرمني،
بدأت الغناء في سِنٍّ مبكر وقامت بأول حفلة لها في سنّ الخامسة،
ازداد شغفها بالغناء مع الزمن حتى قررت الانتساب للمعهد العالي للموسيقى، وذلك بعد تخرجها من كلية الاقتصاد عام 2002، وحصولها على الجائزة الثانية في مهرجان الدول الفرانكوفونية،
حصلت على منحة «المورد الثقافي» في مصر لإنتاج ألبومها الأول «هالأسمر اللون» عام 2005،
حصلت على جائزة الشرق الأوسط من إذاعة «مونت كارلو» مع الموسيقار باسل رجوب عام 2006،
بالإضافة لدراستها الغناء الكلاسيكي اهتمت أيضاً بألوانٍ موسيقيةٍ مختلفة مثل الجاز، والموسيقى الأرمنية والشرقية، فانعكس هذا المزيج على أسلوبها في الغناء.
تم إطلاق ألبومها الثاني «شامات» في 14 أيار 2007، بصالة الحمراء بـدمشق.
|